ملفات وتقارير

هل أخفقت مصر بإقناع الاحتلال بالتهدئة؟.. مختصون يجيبون

أوساط سياسية إسرائيلية تنفي التوصل لتهدئة مع الفصائل بغزة- تويتر
أوساط سياسية إسرائيلية تنفي التوصل لتهدئة مع الفصائل بغزة- تويتر

اتفق مختصون على أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو، لن تلتزم بأي تفاهمات حول التهدئة مع قطاع غزة، حتى تتمكن من توجيه ضربة عسكرية قوية لفصائل المقاومة وخاصة لحركة "حماس".


الذهاب لمواجهة شاملة

وجددت طائرات الاحتلال استهدافها للعديد من مواقع المقاومة رغم تأكيد مصادر قيادية خاصة من حركتي حماس والجهاد الإسلامي لـ"عربي21" التوصل إلى تهدئة مع الاحتلال".

وأكدت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة بغزة، في بيان مقتضب وصل "عربي21" نسخة عنه، "استجابتها للوساطة المصرية لوقف إطلاق النار، ونعلن التزامنا بالتهدئة ما التزم بها الاحتلال وسنبقى الدرع الحامي لشعبنا".

وحول قراءته لتطورات الأحداث وعدم التزام الاحتلال بالتهدئة التي جرى الإعلان عنها، استبعد المختص في الشأن الإسرائيلي مأمون أبو عامر، وجود "تهدئة رسمية حتى الآن، وما جرى الحديث عنه هو فقط من أجل خفض التوتر الحاصل بين المقاومة والاحتلال حتى عودة نتنياهو إلى تل أبيب، كي يتخذ القرارات المناسبة بالنسبة للاحتلال".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "ما يجري هو الخروج من حالة التوتر وعدم الذهاب لمواجهة شاملة أو تصعيد كبير، ولذا ربما قبل نتنياهو بفكرة التهدئة لكنه لم يعط تهدئة كاملة، وعليه فقد تبادل طرفا المواجهة القصف لكن بشكل منخفض الكثافة".

ورأى أبو عامر، أنه "لا يوجد موقف إسرائيلي واضح بشأن التهدئة، كما أن مصر لا تستطيع أن تصل إلى اتفاق نهائي إلا بعد حضور رئيس وزراء الاحتلال، الذي ترتبط به قرارات الحرب أو التهدئة"، موضحا أن "مصر تحاول تبريد الجبهة في محاولة للتمهيد للتوصل إلى تهدئة تلزم بها الجميع، بعد استيضاح المطالب الفلسطينية والإسرائيلية".

ضربة عسكرية قوية

وأكد أنه "من الصعب أن يكون هناك حديث عن تهدئة شاملة قبل أن يكون هناك عمل عسكري إسرائيلي مؤثر ضد القطاع"، مضيفا أن "إسرائيل لن تستكفي بما جرى الليلة الماضية من غارات مدمرة، لأن الاحتلال بحاجة ماسة لترميم قوة الردع بعد إطلاق الصاروخ على تل أبيب، وإلا فستفقد إسرائيل قدرتها على ضبط التعامل مع القطاع".

 

اقرأ أيضا: قيادي لـ"عربي21": اتصالات مصرية مكثفة لوقف التصعيد بغزة

وحول خيارات المقاومة في ظل وجود شروط إسرائيلية تتعلق بوقف أو تهدئة مسيرات العودة والإرباك الليلي، قدر المختص، أن "تجنيب القطاع مواجهة حتمية شاملة أولى من القيام ببعض الأنشطة التي من الممكن أن تستفز الاحتلال".

وتابع: "وفي حال ربط الاحتلال التهدئة بمثل هذه المطالب المتوقعة، فأشك في أن تستكفي بها إسرائيل، لأنها تريد صفقة تهدئة شاملة تضمن لهل تحقيق أهدافه".

ونوه إلى أن "هناك تعبئة في العديد من الأوساط الإسرائيلية وخاصة اليمينية منها، والتي ترفض أن يذهب نتنياهو إلى تهدئة الآن، لأنها ستكون فرصة للمنافسين للمزايدة على ضعفه أمام حركة حماس".

من جانبه، أكد أستاذ العلوم السياسية هاني البسوس، أن "جيش الاحتلال الإسرائيلي يحاول إرسال رسالة إلى المجتمع الإسرائيلي، بأنه قادر على ردع حماس والجهاد الإسلامي في غزة".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "لذلك تتمادى قوات الاحتلال ولم تلتزم بوقف إطلاق النار أو حتى عدم قبولها بالتهدئة منذ اللحظة الأولى، لأنها تريد أن توجه ضربة عسكرية قوية لحماس قبل أن تتوقف عملياتها أو على الأقل يتوقف الإرباك الليلي ومسيرات العودة ليتم تسويق ذلك للناخب الإسرائيلي".

تفريغ مليونية الأرض

وحول خيارات المقاومة في غزة في ظل هذا الواقع، أوضح البسوس أن "المقاومة الفلسطينية تحاول تفويت الفرصة على الاحتلال الإسرائيلي كخيار أول"، مضيفا: "أما خيار المقاومة الثاني، فهو المواجهة العسكرية والتصعيد في حال تمادت قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدوانها على القطاع".

وفي قراءته لهذا الواقع، أوضح الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، أنه "من المبكر القول إن هناك فشلا للجهود المصرية، لأن التهدئة بحاجة إلى قرار من المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، وتحديدا مع حضور نتنياهو كونه الشخص المعني بشكل كبير بأمر الهدوء والتهدئة".

 

اقرأ أيضا: جنرال إسرائيلي يقدم خارطة طريق عسكرية للتعامل مع حماس

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "نتنياهو يريد أن يوقع التهدئة ولكنه يريد كسب المزيد من الوقت، والبقاء في المنطقة الرمادية لعدة أيام من أجل محاولة تفريغ مليونية الأرض المزمع تنظيمها بغزة السبت القادم من مضمونها، وجني مكاسب أكثر بعد تمرير يوم السبت، ومن ثم الذهاب إلى التهدئة أو أن يوقع نتنياهو الليلة".

ونوه الدجني، إلى أن "الدخول في مواجهة شاملة، هو القرار الأضعف في هذا الاتجاه"، مرجحا أن "يذهب نتنياهو تجاه التلكؤ والتسويف بشكل أكبر، مع العلم أنه ليس هو اللاعب الوحيد في هذه المسألة، فهناك المقاومة والوسطاء".

وذكر أن "طبيعة ومستوى الضغوط من الممكن أن يحددا مسار المشهد اليوم"، منوها إلى أن "النتيجة التي سيصل لها القطاع وفصائل المقاومة؛ إما رفع الحصار عن القطاع أو أن تكون هناك استجابة للمسيرات السلمية، أو أن تدخل الأمور في مواجهة مسلحة".

وأكد الكاتب، أنه "لا يوجد طفل فلسطيني يقبل بهذا الحصار، الذي يعتبر الأخطر من المواجهة العسكرية وضرره أكبر بكثير من أي خسائر من الممكن أن تقع خلال مسيرات العودة أو حتى المواجهة الشاملة، وهذا الأمر يتوقف على طبيعة الوسطاء ومدى إدراكهم لمخاطر الحصار الإسرائيلي".

التعليقات (1)
القضية المركزية
الثلاثاء، 26-03-2019 03:15 م
قرار شن الحرب على غزة ، و اختيار توقيته لم يعد فى يد (إسرائيل) ، بل صار يأتى بضوء أخضر مباشر من الولايات المتحدة ! و نشأ ذلك بعد إدراك دوائر صنع القرار فى واشنطن خلال السنوات الماضية أن العدوان العسكرى الصهيونى ضد الفلسطينيين ، و ما يترتب عليه من استفزاز لمشاعر المسلمين المعادية للولايات المتحدة و (إسرائيل) ؛ هو أكبر تهديد للمصالح الأمريكية على إمتداد الأرض ! و قد تجلى ذلك بشكل واضح خلال انتفاضة الأقصى (2000 - 2005) ، و ما صاحبها من مجازر وحشية ارتكبها الصهاينة بحق الفلسطينيين ، فى تأجيج مشاعر المسلمين المعادية للولايات المتحدة فى كل مكان ، و تمهيد الطريق أمام هجمات 11 سبتمبر / أيلول عام 2001 م ، و ما سبقها من استهداف للمدمرة الأمريكية (يو إس إس كول) فى عدن بأكتوبر / تشرين أول عام 2000 م ! و لا ننسى تصريحا شهيرا أدلى به (ديفيد بترايوس) قائد قيادة المنطقة الوسطى للجيش الأمريكى عام 2010 م ؛ حين حمل سياسات (إسرائيل) المسؤولية عن ازدياد تجنيد الجهاديين الذين يستهدفون قواته ! و جاء وقف العدوان الصهيونى على غزة صيف عام 2014 م ، و إعلان الهدنة بين حماس و (إسرائيل) - بعد أن كان الجيش الصهيونى يعد العدة لاجتياح القطاع - بضغط أمريكى فى ظل التهديدات المحدقة بالمصالح الأمريكية فى المنطقة آنذاك ، و التى تمثلت فى التمدد المذهل لتنظيم داعش فى العراق و سوريا ، و هجمات مجاهدى أنصار الشريعة فى بنغازى ضد مواقع قوات (خليفة حفتر) عميل واشنطن ، و إجلائهم عنها ! فلم يكن أمام الأمريكيين من خيار حينها سوى إيقاف الحرب على غزة من أجل الحد من التعاطف الشعبى المتزايد مع المد الجهادى فى كل مكان ، و التمهيد لإنشاء تحالف عسكرى (عربى - غربى) لحرب الدواعش فى سوريا و العراق ، و دعم فرنسا و الإمارات و مصر و الأردن لقوات حفتر لمواصلة الحرب ضد المجاهدين فى ليبيا !