سياسة دولية

من هو الروسي الذي نصب مصيدة في أمريكا لصالح بوتين؟

برنس شهد أمام الكونغرس أن الاجتماع كان لقاء صدفة- نيويورك تايمز
برنس شهد أمام الكونغرس أن الاجتماع كان لقاء صدفة- نيويورك تايمز

نشر موقع "ديلي بيست" الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن تواصل أحد المديرين التنفيذيين، الذي تربطه علاقات جيدة بموسكو، بشركاء دونالد ترامب بشأن خطة جريئة لتجديد التعاون الأمريكي الروسي، وذلك خلال الأيام التي أعقبت انتخابات 2016.

وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الاجتماع "المخزي" في سيشل مع شريك دائرة ترامب، إريك برنس، كان مجرد حلقة واحدة من حملة أوسع. ووفقا لمواد اطلع عليها الموقع، تواصل أحد حلفاء فلاديمير بوتين مع ثلاثة أشخاص إضافيين على الأقل كانوا على اتصال وثيق بفريق ترامب الانتقالي خلال الأيام التي سبقت تنصيب ترامب.

ونقل الموقع ما جاء في إحدى رسائل رئيس صندوق الثروة السيادية الروسية، كيريل ديميتريف بتاريخ التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، التي قال فيها: "نريد البدء في إعادة بناء العلاقة وفق أي وتيرة مريحة بالنسبة لهم. نحن نتفهم كل الحساسيات ولسنا في عجلة من أمرنا". تجدر الإشارة إلى أن هذه الرسالة أُرسلت لجورج نادر، رجل الأعمال اللبناني الأمريكي الذي ساعد في التوسط للاجتماع بين ديميتريف وبرنس.

وأضاف ديميتريف في رسالته: "أنا تحت تصرفهم لمناقشة الأمور في أي وقت. إن رئيسي في العمل يرسل تحياته الحارة وسأراه مجددا مطلع الأسبوع القادم"، علما وأن ديميتريف وبوتين حضرا قمة في البيرو في الأسبوع الذي تلا ذلك. وليس من الواضح من الرسائل التي اطلع عليها الموقع ما إذا كان ديميتريف يمثل نفسه على أنه الرئيس التنفيذي لصندوق الثروة السيادية الروسية.

وأشار الموقع إلى أنه في 11 كانون الثاني/ يناير 2017، عقد ديميتريف اجتماعه على أرخبيل المحيط الهندي مع الرئيس السابق لشركة بلاك ووتر، إريك برنس. وبعد ذلك بوقت قصير، وزع ديميتريف مذكرة للعديد من الشخصيات في دائرة ترامب تقترح أن تكون واشنطن شريكة موسكو في عدد من المشاريع العسكرية والطاقية والمالية. في المقابل، نفى ممثل لديميتريف في بيان له وجود مذكرة أو أن تكون هناك حصيلة متعلقة بمحادثات في سيشل.

 

اقرأ أيضا: مؤسس "بلاك ووتر" يقر بلقاء نجل ترامب وجورج نادر عام 2016

في السياق ذاته، وزعت المذكرة على أشخاص يرون أنفسهم ذوي قدرة على إيصالها إلى أيدي كبار مساعدي ترامب، علما وأن المذكرة تم تعميمها قبل أيام قليلة من تنصيب ترامب بينما كان فريقه يعمل على صياغة خطط حول كيفية تحسين العلاقات مع روسيا، بما في ذلك تخفيف العقوبات على موسكو. وعموما، يعد ديميتريف واحدا من الأشخاص الذي يقبعون تحت مجهر المستشار الخاص، روبرت مولر.

وأضاف الموقع أنه خلال العامين الماضين، برز ديميتريف كلاعب مؤثر في التوسط لعلاقات أفضل بين الولايات المتحدة وروسيا. ولم يعمل ديميتريف على تعزيز التجارة بين البلدين فحسب، بل لتطبيع الدبلوماسية بينهما أيضا. في هذا الصدد، قال الرئيس التنفيذي للغرفة التجارية الأمريكية في روسيا، ألكسيس رودزيانكو، إن "علاقة العمل أفضل مما قد تبدو عليه".

وبالعودة إلى مكانة ديميتريف، صرح أشخاص عملوا معه أن جزءا من نفوذه يتأتى من سمعته في المجالين السياسي والمالي في روسيا، كما أفاد ثلاثة أشخاص، إما عملوا معه أو على معرفة به، أنه لطالما كان على اتصال وثيق مع الرئيس الروسي والذي يشير إليه أحيانا بأنه "رئيسه في العمل". وعلى الرغم من موقعه البارز، إلا أن ديميتريف تهرّب من أي نوع من التدقيق العام الرسمي، على الأقل إلى حين كشف المراسلون عن لقائه بإريك برنس في سيشل. 

وذكر الموقع أن برنس شهد أمام الكونغرس أن الاجتماع كان لقاء صدفة وأن الرجلين ناقشا تحسين العلاقات التجارية، لكن المواد التي اطلع عليها الموقع تبين أنه قد تم الإعداد للاجتماع مسبقا، كما أن المذكرة التي أُشير إليها آنفا تتضمن مجموعة واسعة من المواضيع أكبر من تلك التي كشف عنها برنس خلال شهادته.

في الحقيقة، لا تقترح المذكرة عمل الولايات المتحدة وروسيا معا لمحاربة تنظيم الدولة في سوريا من خلال عملية عسكرية مشتركة الهدف منها القبض على قائد بارز في الجماعة الإرهابية فقط، بل تقترح أيضا شراكة مالية بين البلدين. وأخيرا، تقترح المذكرة تشكيل واشنطن وموسكو لمجموعة عمل صغيرة تضم "شخصين أو ثلاثة من كل جانب يتم تفويضهم لوضع اللمسات الأخيرة على خطة العمل لتحسين كبير للعلاقات الأمريكية الروسية".

 

اقرأ أيضا: تحقيق ترامب وروسيا.. ما هو التواطؤ الذي يعاقب عليه القانون؟

وأورد الموقع أن جهود ديميتريف لتطبيع العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وروسيا قد تكون في خطر. في الأثناء، كان الكونغرس يقف في خضم اتخاذ قرار بشأن الخطوات التي يجب اتخاذها لمنع روسيا من التدخل في الانتخابات النصفية لسنة 2018.

 

من جانبهم، قام العديد من الأعضاء بصياغة مشاريع قوانين عقوبات من شأنها فرض إجراءات أشد صرامة على البلاد، بما في ذلك معاقبة الدين السيادي الروسي، وهي خطوة قد تكون واحدة من أقسى الضربات الموجهة للاقتصاد الروسي منذ ضم البلاد لشبه جزيرة القرم في سنة 2014. ومن غير الواضح متى سيُصوت الكونغرس على هذه الإجراءات.

وفي الختام، نقل الموقع تصريحات ديميتريف في مقابلة له مع "سي إن بي سي" خلال آيار/ مايو الماضي، قال فيها إنه "باعتبارنا نمثل صندوق الثروة السيادية، فإن فرض عقوبات شديدة علينا سيمثل الخطوة التي تسبق سحب صناديق الثروة السيادية الأخرى بالفعل لأموالها من الاقتصاد الأمريكي".

التعليقات (0)