صحافة إسرائيلية

صحيفة: هذه مكتسبات اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر والأردن

الكاتب: اتفاق السلام الإسرائيلي مع مصر مهد الطريق لعقد سلام ثان مع الأردن- جيتي
الكاتب: اتفاق السلام الإسرائيلي مع مصر مهد الطريق لعقد سلام ثان مع الأردن- جيتي

قال كاتب إسرائيلي إن "مرور أربعين عاما على توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين إسرائيل ومصر تثبت مصداقية التوجه الذي قاده رئيس الوزراء الأسبق مناحيم بيغن، حين اعتبر أن فوائد ومكتسبات الاتفاق مع مصر تزيد كثيرا عن مخاطرها وتنازلاتها، لأنه أفرز تعاونا أمنيا كبيرا بينهما، وبعد مرور أربعة عقود ها هي النتيجة ماثلة أمامنا".


وأضاف يوسي أحيمائير، في مقاله بصحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "بيغن والرئيس المصري أنور السيادات تغلبا على سنوات من الكراهية والشكوك، ووقعا على اتفاق هو الأول من نوعه بين إسرائيل ودولة عربية في الشرق الأوسط، رغم الثمن الباهظ الذي دفعته إسرائيل بإخلاء كل سيناء، بما فيها المستوطنات الزراعية وحقول النفط والمواقع السياحية، وعادت إلى خط الحدود الطويل من طابا جنوبا الى رفح شمالا".


وأشار أحيمائير، المعلق التلفزيوني الشهير، إلى أن "الانسحاب الإسرائيلي الكامل تم خلال ثلاث سنوات، وفي يوم 19 نيسان/ أبريل 1982، لم يعد هناك مستوطن إسرائيلي واحد في شبه الجزيرة السيناوية، رغم ما خاضه الإسرائيليون من صراع لا ينسى من ذاكرتهم حين تم إخلاء مستوطنة ياميت، التي تحولت إلى خراب وركام، وقد عادت هذه المشاهد ذاتها بعد 23 عاما حين تم إخلاء مستوطنات قطاع غزة ضمن خطة الانسحاب التي نفذها رئيس الحكومة أريئيل شارون في 2005". 


وأوضح أن "الانسحاب من غزة هذه المرة تم بدون اتفاق مع الفلسطينيين، كما حصل مع المصريين، وبعكس الانفصال أحادي الجانب فإن الانسحاب من سيناء تم ضمن اتفاق بين دولتين برعاية الولايات المتحدة، صحيح أن اقتلاع المستوطنات الإسرائيلية من سيناء شكل ألما قاسيا لبيغن، لكن رئيس الوزراء الأول من معسكر اليمين الإسرائيلي الذي صعد إلى السلطة أخذ المخاطرة على عاتقه مقابل تحقيق السلام مع مصر".

 

اقرأ أيضا: إسرائيليون يستذكرون اللحظات الحاسمة في اتفاق كامب ديفيد

 

وأشار إلى أن "بيغن آمن بالنتائج الإيجابية للاتفاق مع مصر، وهو يعلم أن قيمة سيناء لا تساوي قيمة الضفة الغربية بالنسبة لليهود: تاريخيا ودينيا، لأنه بعد أربعين عاما منذ المصافحة التاريخية في حديقة البيت الأبيض بين السادات وبيغن والرئيس الأمريكي جيمي كارتر، أكدت أن إيجابيات الاتفاق تفوقت على سلبياته، صحيح أنه كان سلاما باردا، وما زال، يرتفع وينخفض، لكننا لم نخض حربا واحدة مع جارتنا الجنوبية مصر منذ حينها".


وأكد أن "اليوم بالذات، في هذه المرحلة، لا يمكننا تجاهل إنجازات اتفاق السلام مع مصر، فالتعاون الأمني والتنسيق الاستخباري بين تل أبيب والقاهرة في ذروته لمحاولة كبح جماح حماس في غزة، والمساعدات الكثيفة التي يقدمها الإسرائيليون للمصريين في حربهم التي يخوضونها ضد الجماعات المسلحة في سيناء". 


وأشار إلى أن "اتفاق السلام الإسرائيلي مع مصر مهد الطريق لعقد سلام ثان مع الأردن في تشرين الأول/ أكتوبر 1994، في هذه المرة لم تدفع إسرائيل ثمنا ميدانيا يتمثل بانسحابات جديدة، بل ضمنت لنفسها هدوءا أمنيا على طول الحدود الشرقية الطويلة جدا، ورغم أن السلام مع الأردن ما زال باردا، فإن السياح الإسرائيليين ما زالوا يواظبون على زيارة المواقع السياحية في المملكة، وأردنيون كثر يشتغلون في مدينة إيلات الحدودية الساحلية".


وأوضح أن "الأردن يدرك إنجازات السلام مع إسرائيل، من خلال التنسيق الأمني وتوفير المياه المحلاة والعوائد السياحية، صحيح أن الملك يواجه ضغوطا داخلية لنقض اتفاق السلام مع إسرائيل الذي وقعه والده مع رئيس الحكومة الراحل إسحاق رابين لكنه يرفض".

 

اقرأ أيضا: "نيويورك تايمز" تكشف خفايا وتفاصيل اتفاقية كامب ديفيد

وختم بالقول إنه "رغم التوتر الناشب مؤخرا في باب الرحمة بالحرم القدسي، وما قد يشكله من إحراج لعمّان، فإن مندوبين أمنيين أردنيين وإسرائيليين يلتقون سرا للوصول لتهدئة بهذا الشأن، لكن اللافت فعلا أن بيغن الذي افتتح اتفاقات السلام مع العرب، لم يتصور يوما أن يأتي يوم تقف فيه مصر والأردن للوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

التعليقات (0)