صحافة إسرائيلية

لماذا اعتقلت إسرائيل قائدا سابقا بكتائب الأقصى رغم العفو عنه؟

يحزكيلي : اعتقال الزبيدي تم بتعاون مشترك بين الشاباك والشرطة والجيش الإسرائيلي
يحزكيلي : اعتقال الزبيدي تم بتعاون مشترك بين الشاباك والشرطة والجيش الإسرائيلي
توقفت الصحافة الإسرائيلية عند إعادة اعتقال زكريا الزبيدي القائد السابق في كتائب شهداء الأقصى بالضفة الغربية، وأسباب اعتقاله، والنتائج المترتبة على ذلك.

فقد ذكر يتسحاق إيلان الضابط السابق في جهاز الأمن العام "الشاباك"، أن "الزبيدي متهم بالتخطيط لتنفيذ عمليات مسلحة في المستقبل، رغم أن اعتقاله فاجأ الكثيرين ممن ظنوا أنه غادر طريق العمليات العسكرية، بعد تسوية قضيته الأمنية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل في سنوات سابقة".

وأضاف في مقابلة مع صحيفة معاريف، ترجمتها "عربي21" أن "إسرائيل سعت لوضع يدها على الزبيدي حين كان مطلوبا لأجهزتها الأمنية، لكنها لم تنجح، وقد اعتقل في الأيام الأخيرة بسبب تورطه في التخطيط لتنفيذ هجمات مسلحة ضد إسرائيل".

وأشار إلى أن "الزبيدي كان أحد قادة شهداء الأقصى في جنين حين لاحقناه، لكنه اختفى من أيدينا في كل مرة، وقد تكرر ذلك عدة مرات، في النهاية حظي بعفو في إطار اتفاق لحل قضية المطلوبين الفلسطينيين بين السلطة وإسرائيل، مع العلم أن إشاعات كثيرة تحدثت عن تعاونه مع إسرائيل بعد أن تم اغتيال كل مساعديه، في حين أنه لم يصب بأذى، وقد حاولت شخصيا اعتقاله، لكني لم أنجح".

وأوضح أن "الزبيدي كان يعتبر "قط الشوارع"، فقد أرسل العديد من المسلحين لتنفيذ عمليات دامية لقتل إسرائيليين، وفي ذات مرة في أوائل الانتفاضة الثانية كان قائد فتح في طولكرم طبيب أطفال، وتوقفنا كثيرا عند مسألة كيفية اغتيال رجل بهذه المهنة، رغم أنه أعطى تعليمات بقتل الإسرائيليين، فكيف لم نقرر اغتيال الزبيدي الذي أرسل آخرين لقتل إسرائيليين".

وختم بالقول: "كيف يمكن لهذا الشخص، الزبيدي، أن يبقى واقفا على قدميه حتى هذا اليوم، لأننا لم نستطع أن نشرح للمستوى السياسي أن من يريد قتل الإسرائيليين حكمه إما القتل أو الاعتقال، لكننا لم ننجح في ذلك".

تسفيكا يحزكيلي الخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية قال: "لعل الزبيدي متورط في بعض أحداث أمنية شهدتها مدينة رام الله مؤخرا، لأن كبار المسلحين الفلسطينيين الذين يتركون طريق العمل المسلح يقومون بذلك لأسباب تكتيكية، وسرعان ما يعودون لطريقتهم الاستراتيجية".

وأضاف في حوار مع صحيفة معاريف، وترجمتها "عربي21" أن "اعتقال الزبيدي تم بتعاون مشترك بين الشاباك والشرطة والجيش الإسرائيلي، رغم أنه يعتبر خارج نطاق العمل المسلح فعليا منذ قرابة عشر سنوات، لكن لعله مرتبط بصورة أو بأخرى بطريقة محدودة مع بعض العمليات الأخيرة".

وأشار إلى أن "الزبيدي وقع على وثيقة بإنهاء قضية المطلوبين في الضفة الغربية، وكان هناك عفو عام واتفاق أعلن بموجبه مسلحو فتح بأنهم لن يعودوا لطريق العمل المسلح، ووافق الجيش الإسرائيلي لهم أن يمروا من حواجزه المنتشرة في الضفة الغربية، وكان منهم الزبيدي".

وأوضح أن "الزبيدي ربما أعطى استشارة ما أو رأيا معينا في بعض عمليات الآونة الأخيرة، وهذا يعطينا دلالة على حجم تأثير الأوضاع الميدانية في الضفة الغربية المشجعة على العودة للعمل المسلح، وقد يكون الأمر مرتبطا بحالة تجميع السلاح في الضفة الغربية تحضيرا لليوم التالي لغياب أبو مازن عن المشهد السياسي، وربما أراد أن يتحكم في الوضع الميداني على الأرض بحثا عن خيار آخر لعباس، ولو بطرق عنيفة".


0
التعليقات (0)

خبر عاجل