صحافة دولية

واشنطن بوست: تعويض النوم خلال عطلة نهاية الأسبوع أكذوبة

واشنطن بوست: تعويض نقص النوم خلال  عطلة نهاية الأسبوع هو كذبة- جيتي
واشنطن بوست: تعويض نقص النوم خلال عطلة نهاية الأسبوع هو كذبة- جيتي

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا لمراسلتها للشؤون العلمية كارولين جونسون، تقول فيه إن الآثار الصحية السلبية لقلة النوم خلال الأسبوع لا يمكن التخلص منها بالنوم لساعات طويلة خلال عطلة نهاية الأسبوع، بحسب دراسة جديدة.

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الباحثين كانوا يعلمون منذ زمن أن الحرمان من النوم قد ِيؤدي إلى زيادة في الوزن، بالإضافة إلى زيادة المخاطر الصحية، بما في ذلك الاصابة بالسكري. 

وتلفت جونسون إلى أنه بالنسبة لأولئك الذين يجبرون أنفسهم على الاستيقاظ خلال أيام الأسبوع والنوم في أعينهم، بعد عدة ساعات من النوم، يعيشون على أمل دائم بأن بإمكانهم إغلاق ساعة المنبه يومي السبت والأحد للتعويض عن ساعات النوم التي خسروها خلال الأسبوع، وعكس الآثار الصحية السلبية لذلك.

وتستدرك الصحيفة بأن البحث الذي نشر في دورية Current Biology يحطم تلك الآمال، فبالرغم من حرية النوم خلال عطلة نهاية الأسبوع، إلا أنه زاد وزن المشاركين في تجربة مخبرية، حيث سمح للمشاركين بالنوم لمدة خمس ساعات فقط خلال أيام الأسبوع، بحوالي 3 باوندات (كيلو ونصف) خلال أسبوعين، ما زاد من مخاطر الإصابة بالسكري على المدى الطويل. 

ويفيد التقرير بأنه في الوقت الذي عاد فيه النوم خلال نهاية الأسبوع بشيء من الفائدة، بعد أسبوع واحد من قلة النوم، إلا أن تلك المكاسب تم خسرانها بمجرد عودة الأشخاص إلى قلة النوم مع بداية الأسبوع التالي.

وتنقل الكاتبة عن مدير مختبر النوم وعلم البيولوجيا الزمني في جامعة كولارادو، كنيث رايت، قوله: "إن كانت هناك فوائد لنوم التعويض، فإن تلك الفوائد تختفي عندما تعود إلى روتينك، فتلك الفوائد لا تطول كثيرا.. وهذه الآثار الصحية لا تظهر إلا على المدى الطويل، إن الأمر شبيه شيئا ما بما كان عليه الحال بالنسبة للتدخين، كان الناس يدخنون ولا يرون أثرا مباشرا على صحتهم، لكن اليوم يدركون أن التدخين ليس أسلوب حياة صحيا، وأعتقد أن الأمر بالنسبة للنوم هو بداية مرحلة لما كان عليه التدخين في السابق".

 

وتورد الصحيفة نقلا عن رئيس قسم الأعصاب في مركز ديكونيس الطبي الإسرائيلي كليفورد سابر، إن الدراسة "مقنعة وجذابة". 

 

وينقل التقرير عن مدير النوم وبرنامج أبحاث الصحة في كلية الطب في جامعة أريزونا، مايكل غراندر، قوله إن "الدراسة تؤكد أن على الناس التوقف عن النظر إلى النوم على أنه ورقة موازنة، تخيل شخصا لم يأكل سوى البرغر والبطاطا المقلية من يوم الاثنين إلى الجمعة، لكن خلال عطلة نهاية الأسبوع لا يأكل سوى الخضراوات المفيدة، ويحاول أن يسمي ذلك حمية صحية، بالإضافة إلى أن التخفيض من تناول السعرات الحرارية طيلة الأسبوع، ثم أكل كميات من البيتزا خلال عطلة نهاية الأسبوع لن يحقق توازنا أيضا، وهذا ما يفعله الناس عندما ينامون ساعات أقل خلال أيام الأسبوع، ظنا منهم بأن بإمكانهم تعويضها في عطلة نهاية الأسبوع".

 

وأضاف غراندر: "عندما تتحدثون عن شيء معقد مثل عملية التمثيل الغذائي، فإن الأمر يتعلق كثيرا بالتوازن والاتزان، وعندما تحاولون ملاحقة عدد الساعات وتحاولون التوازن بينها، لا علاقة لذلك بالتوازن".

 

وقال رايت للصحيفة بأن "الدراسة تقترح أن يقوم الناس بتقديم النوم على النشاطات الأخرى، والتقليل من الخيارات التي تمنع من النوم، مثل مشاهدة برنامج تلفزيوني، أو قضاء الوقت على الأجهزة الإلكترونية، حتى عندما لا يكون لدى الناس خيار إلا أن يخسروا شيئا من النوم بسبب اعتنائهم بالأطفال أو برامج عملهم فإنه يجب عليهم أن يفكروا في تقديم النوم بالطريقة ذاتها التي يقدمون بها الحمية الصحية أو التمارين الرياضية".

 

وتقول جونسون إنه بالنسبة لفهم الآثار على المدى الطويل لقلة النوم خلال أيام الأسبوع، ومحاولة التعويض خلال عطلة نهاية الأسبوع، فإنه يجب توسيع البحث أكثر من الظروف الصناعية لإجراء دراسة مخبرية قصيرة، بالإضافة إلى أن الباحثين وجدوا أن هناك فرقا مثيرا للاهتمام بين الجنسين، حيث حصلت النساء على ساعات نوم تعويضية أقل خلال عطلة نهاية الأسبوع، بالإضافة إلى أنه كان بإمكانهن التحكم أكثر بتناولهن للطعام خلال عطلة نهاية الأسبوع أكثر من الرجال، لكنهن عانين من مشكلة التمثيل الغذائي ذاتها، الذي تم قياسه بقياس الاعتلال في تعامل أجسادهن مع السكر في الدم.

 

وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى قول رايت: "كان هؤلاء أشخاص صحتهم جيدة وليست لديهم أي مشكلات صحية، ولا مشكلات نفسية، أو استخدام للمخدرات، ولا يتناولون أدوية، ولا توجد لديهم مشكلات في النوم، ولا شيء على الإطلاق،ولذلك عندما أخضعناهم لمثل هذه البرامج، فإنه يجب أن تكون نتائجهم هي الأفضل، وكان لديهم أقل احتمال لأي نتائج صحية عكسية بحسب تقديراتنا".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)