صحافة دولية

البايس: ما فحوى زيارة الأسد الأولى لإيران منذ بداية الحرب؟

أوردت الصحيفة أنه بذلك تصبح إيران ثاني دولة حليفة يزورها الأسد، بعد حضوره عدة اجتماعات في روسيا- أرشيفية
أوردت الصحيفة أنه بذلك تصبح إيران ثاني دولة حليفة يزورها الأسد، بعد حضوره عدة اجتماعات في روسيا- أرشيفية

نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن الزيارة الأولى التي يؤديها بشار الأسد إلى العاصمة الإيرانية طهران، خلال ثماني سنوات من الصراع السوري.


وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن شبكات التواصل الاجتماعي تداولت الصورة التي توثق لحظة الاندماج الودي بين الرئيس السوري والزعيم الإيراني، علي خامنئي، التي تعد لحظة تاريخية.


وقد التقى الأسد بنظيره الإيراني حسن روحاني، في اجتماع حضره اللواء قاسم سليماني قائد الحرس الثوري، وفي غياب وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، الذي أعلن عن استقالته من منصبه في رسالة نشرها على حسابه على إنستغرام.


وأوردت الصحيفة أنه بذلك، تصبح إيران ثاني دولة حليفة يزورها الأسد، بعد حضوره عدة اجتماعات في روسيا مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ومما لا شك فيه أن الرئيس السوري مدين للجيشَين الروسي والإيراني في الانتصارات العسكرية التي حققها على حساب المعارضة السورية خلال الحرب، فقد تمكنت طهران من إنقاذ دمشق منذ دخولها الأراضي السورية سنة 2012 وسير روسيا على خطاها في سنة 2015 عن طريق القصف الجوي، ويبدو أن دمشق تحاول الخروج من عزلتها السياسية، لا سيما بعد أن سيطرت القوات النظامية السورية على حوالي 65 بالمئة من الأراضي، من جانبها، أعلنت العديد من دول الخليج عن إعادة فتح سفاراتها في العاصمة السورية.


ونقلت الصحيفة عن رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما، جوشوا لانديس، أن "هذا الاجتماع يعد بمثابة تصفيق للنصر بالنسبة لإيران"، مضيفا أن "الأسد بحاجة إلى كثير من الدعم من قبل إيران لإعادة بناء البلاد، خاصة بعد أن أعلنت إيران مؤخرا عن بناء حوالي 200 ألف منزل في دمشق"، بالإضافة إلى ذلك، يعاني اقتصاد البلدين من تعثّر واضح نتيجة العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة.

 

اقرأ أيضا: طعمة يتحدث لـ"عربي21" عن أهمية تغيير دستور سوريا (شاهد)


وأضافت الصحيفة أنه بغض النظر عن الجانب السياسي ونشرها للقوات العسكرية، أنفقت طهران، وفقا لأرقام الخبراء، حوالي 20 مليار يورو في سوريا خلال الحرب، ما من شأنه أن يقوض الدعم الإيراني لإعادة إعمار سوريا.


وفي كانون الثاني/ يناير وقّع كلا البلدين حوالي 11 اتفاقية ومذكرة تفاهم، من بينها اتفاقية "تعاون اقتصادي استراتيجي طويل الأمد"، وبحسب أرقام البنك الدولي، تقدر الفاتورة الاقتصادية للحرب بحوالي 300 مليار يورو.


وخلال اجتماع الرئيسين، وصف خامنئي الأسد بأنه "بطل العالم العربي"، وأشاد "بالتحالف الاستراتيجي المشترك بين البلدين"، ليؤكد لاحقا على "الدعم المتبادل في مكافحة الإرهاب ومقاومة خطط الولايات المتحدة والغرب في المنطقة".


وأضافت الصحيفة أنه على ساحة المعركة، ومنذ سنة 2012، نشرت طهران حوالي ثلاث آلاف عنصر من الحرس الثوري وحوالي 30 ألف من المقاتلين الباكستانيين والعراقيين والأفغان، فضلا عن ثمانية آلاف من ميليشيا حزب الله الشيعي اللبناني.


في هذا الصدد، أوضح الخبير نوار أوليفر، من مركز عمران للدراسات الاستراتيجية في إسطنبول أن "إيران انتقلت من عدم امتلاك أي قواعد عسكرية في سوريا قبيل الحرب إلى إنشاء 10 من القواعد العسكرية الخاصة بها".


وأوضحت الصحيفة أن الحرب قد عززت التحالف بين البلدين، مثلما حدث قبل ثلاثة عقود في الحرب الإيرانية العراقية التي دامت ثماني سنوات بين 1980 و1988، التي كان فيها حافظ الأسد مع الجانب الإيراني، في المقابل، تسبب ذلك في بعض الاحتكاك مع طهران، حيث أصبحت موسكو الوسيط الرئيسي بين الجهات الإقليمية والدولية الموجودة على الأراضي السورية.


ونقلت الصحيفة أن مقاتلي حزب الله اللبناني يؤكدون أن موسكو "قد سرعت في عملية سحب القوات الموالية لإيران من جنوب سوريا" لتلبية مطالب حليفها الإسرائيلي، ما تسبب في بعض التوتر بين دمشق وطهران.


وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن الخبير جوشوا لانديس يرى أن "زيارة الأسد إلى إيران تحمل إشارة غير مباشرة من قبل طهران إلى المنافسة التي تعيشها مع موسكو، وكذلك إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي يؤكد على رغبته في السيطرة على شمال بلاد الشام من بيروت إلى طهران عبر دمشق وبغداد".

التعليقات (0)