سياسة عربية

باحث مصري ينتقد فتوى الأوقاف بقتل الإخوان

الإفتاء المصرية وصفت الإخوان بأنهم فرقة ضالة منحرفة ودعت الجيش والشرطة لقتالهم- أرشيفية
الإفتاء المصرية وصفت الإخوان بأنهم فرقة ضالة منحرفة ودعت الجيش والشرطة لقتالهم- أرشيفية

خصّ الباحث والأكاديمي المتخصص بشؤون الجماعات الإسلامية الدكتور كمال حبيب، "عربي21"، بتعليقه على فتوى دار الإفتاء المصرية بحق جماعة الإخوان المسلمين، معلنا رفضه الشديد وصف عناصر الجماعة بـ"خوارج العصر"، مستنكرا تحريض الأوقاف، والجيش، والشرطة على قتل الإخوان.

وفي فتوى أصدرتها المؤسسة الدينية القائمة على الإفتاء في مصر؛ اعتبرت الأوقاف جماعة الإخوان المسلمين أهم خوارج هذا العصر وأعداء مصر، وأقرت بأن ما يقوم به الجيش والشرطة من مقاومة لتلك الجماعات هو أعلى أنواع الجهاد، داعية قوات أمن النظام في فتواها لمواصلة قتل عناصر الإخوان المسلمين بإجماع العلماء.

وفي رفضه لتلك الفتوى أكد الباحث الإسلامي في حديثه لـ"عربي21" "أن "هذه فتوى سياسية لا تعبر عن موقف عُلمائي صحيح، وهي نوع من التحشيد لمواجهة الإخوان المسلمين الذين هم بالقطع جماعة من أهل السنة والجماعة وليسوا من الخوارج".

وبرر الكاتب الصحفي دفاعه، بأن جماعة الإخوان المسليمن "لا يكفرون الناس بذنوبهم، ولا يعتبرون أنفسهم جماعة المسملين الذي من دونهم كفار"، مضيفا أنهم "لم يشكلوا طائفة متحيزة في مكان محدد امتنعت على الدولة".

وأشار السياسي المصري، إلى أن الأزمة بينهم وبين النظام في مصر سياسية وليست دينية، موضحا أن "جماعة الإخوان المسلمين تقول إنها مختلفة مع النظام السياسي لقضايا سياسية وليست عقدية".

وواصل حديثه بالقول: "أضف إلى ما سبق أنهم (الإخوان) في أغلبهم لا يحملون السلاح في مواجهة الدولة، ومن يحمل السلاح منهم كجماعة (حسم) يقاوم من الدولة بقدر ما يردعه ويكون قوة ممتنعة على الدولة".

وشدد حبيب، على عدم صحة موقف دار الإفتاء المصرية حيال جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدا أنهم "ليسوا خوارج؛ لأنهم يرون الشرطة جماعة تساند النظام والجيش كذلك؛ ولكنهم يرون النظام ظالما ويقاومونه".

وبين الباحث والأكاديمي المصري، أن "ما يقوم به الجيش والشرطة في قتاله مع الذين يحملون السلاح من الإخوان يدخل أكثر في معنى الحرابة"، مضيفا أن "ما يحدث الآن هو قتال فتنة دهماء لا يُعرف فيها حق واضح يجعلنا نقول إن هذا كقتال الكفار المتحيزين في صف ضد المسلمين مثلا".

وانتقد دعوة الإفتاء، الجيش والشرطة لقتل عناصر جماعة الإخوان المسليمن ووصف ذلك بأنه أعلى مراتب الجهاد، وقال "إن "قتال المسلم للمسلم ليس جهادا أعلى أبدا، ولكنه فتنه أو أنه قتال بغي، ويجب على العقلاء أن يتدخلوا لمعرفة من الفئة الباغية ليوقفوها عند حدها".

 

اقرأ أيضا: هكذا رد نجل مرسي على اتهام الإخوان بالتغرير بالشباب

وأشار إلى دور العقلاء من الأمة في وقف هذا الموقف بذكر قول الله عز وجل: "وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا  فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ  فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا  إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ".

وقال حبيب، إنه "على دار الإفتاء المصرية أن تتريث في الفتاوى التي تسعر نار الحرب والقتال بين المسلمين، وتعطي تصريحا للجند علي بياض لقتال فئة من المسلمين"، موضحا أنه "من المعروف أن هناك انتهاكات في قتل الجند للمدنيين ومن المفروض أن لا يُذفف علي الجريح (يجهز عليه المحارب) ولا يُقصد مسلم بقتل مباشر إذا كان يمكن ردعه بالقبض عليه وتقديمه للمحاكمة".

وختم الأكاديمي المصري بقوله: "الإفتاء توقيع عن الله تعالى؛ وهو عمل المفتي العام يقول فيه ما يقود للصلح والمسالمة، وليس دفع طرف نحو قتل الآخر في حرب هي فتنة بلا ريب".

ماذا تقول الفتوى؟


وكانت دار الإفتاء اتهمت عبر صفحتها بـ"فيسبوك"، جماعة الإخوان بأنها جماعة "إرهابية" وأنهم "خوارج العصر وأعداء مصر، نشروا الدمار والخراب باسم إقامة الدين، لم يقدموا عبر تاريخهم أي منجز حضاري يخدم وطنهم أو دينهم، اللهم إلا الشعارات الجوفاء والخطب الرنانة".

ووصفت الإفتاء الجماعة التي تمارس الدعوة الإسلامية منذ عشرينيات القرن الماضي، بأنها أضل فرقة منحرفة عرفها تاريخ الإسلام، وكتبت عبر صفحتها بـ"تويتر": "لم تعرف أمتنا الإسلامية على كثرة ما خرج فيها من فرق وتيارات منحرفة جماعةً أضل من جماعة الإخوان الإرهابية، فالدين مطيتهم، والكذب وسيلتهم، والنفاق صناعتهم، والقتل هوايتهم، والإرهاب طريقتهم، والشباب ضحيتهم، وإبليس قدوتهم، وتمزيق الأوطان هدفهم، والسياسة غايتهم".

وكالت الهيئة الرسمية القائمة على الفتوى في مصر الاتهامات للإخوان قائلة: "ثمانون عاما أو يزيد لم تقدموا لأمتكم إلا الإرهاب والقتل وتزييف الحقائق، ومهما بلغتم من إجرام وإرهاب فلن يثنينا إرهابكم وبغيكم عن مقاومة شركم وجهاد عدوانكم، ومهما مارستم من دجل وكذب فلن نتوقف عن فضح كذبكم وتفنيد ضلالكم".

وتابعت الإفتاء: "لن تهزم جماعة ضالة غارقة في الأوهام وطنا عريقا كمصر، وطنا يحتضن التاريخَ بين ذراعيه، وتتكسر سيوف الباطل على أعتابه، وينتمي إليه التاريخ قبل أن يسطر في صفحاته، وجماعة الإخوان الضالة ساعة، ووطننا مصر الحق إلى قيام الساعة".

 

اقرأ أيضا: 9 منظمات حقوقية تدين توظيف أحكام الإعدام بمصر سياسيا

وثمنت الإفتاء ما تقوم به قوات الجيش والشرطة بحق الشباب المصري من قتل وتصفية وإعدام، معتبرة أنه أفضل أنواع الجهاد، قائلة: "ما تقوم به مؤسسات الدولة وجيشها وشرطتها من مقاومةٍ للجماعات الإرهابية يعدُّ من أعلى أنواع الجهاد".

وقالت الإفتاء المصرية إن "النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بتتبع جماعات التطرف وأجمع العلماء على وجوب قتالهم".

التعليقات (2)
عبد الله المصري
الأحد، 24-02-2019 07:40 م
لهذه الدرجة و صل حال الافتاء كان اشرف لحذاء السيس ان يستقيل بالطبع هذا نعل للسيس و لا يصلح حتى فراش مسجد
مصري جدا
الأحد، 24-02-2019 04:26 م
هكذا تفقد الأجيال الثقة في كل مؤسسات الدولة الجيش والشرطة والقضاء والاعلام وايضا المؤسسات الدينية ،،، خطورة هذه الأزمة تمتد لأجيال ،، وأنها تنخر في عظام الدولة لتبقى دولة تعاني الهشاشة وتصبح بلا قيمة ولا مكانة داخليا وخارجيا ،، لأن قيمة الدولة تستمد من قيمة المواطن ،،، المواطن هو الأصل والدولة ومؤسساتها تابع ،،،

خبر عاجل