صحافة إسرائيلية

خبير إسرائيلي يطالب بمراقبة جهود السعودية الصاروخية والنووية

صورة فضائية يقول خبراء إنها تظهر مصنعا للصواريخ الباليستية في السعودية- ايكونوميست
صورة فضائية يقول خبراء إنها تظهر مصنعا للصواريخ الباليستية في السعودية- ايكونوميست

قال عامي روحكس دومبا، الخبير العسكري الإسرائيلي، إن "السعودية تشق طريقها نحو المشروع النووي، في حين تلتزم إسرائيل الصمت، رغم أنها تواصل زيادة نفوذها في الأردن وباكستان، وتبني محطة طاقة نووية، مع رغبتها بالسيطرة على عملية إنتاج الوقود، بل وتبدي تطلعها لحيازة غواصات نووية، ويبدو أن المشروع النووي السعودي يسير في أعقاب نظيره الإيراني، ورغم ذلك فإن إسرائيل لا تحرك ساكنا".


وأضاف دومبا في مقاله بمجلة يسرائيل ديفينس للعلوم العسكرية، وترجمته "عربي21"، أن "السعودية استثمرت سبعمئة مليون دولار لإقامة خط سكة حديد بين العقبة ومعان، ورغم أن هدفها العلني مساعدة الأردن، جارتها الشمالية، لكن المساعدة السعودية ليست بريئة، فهي معنية بالاستفادة من اليورانيوم المتوفر لدى الأردن، ووقع الجانبان اتفاقيات حول قضايا مشابهة عامي 2014 و2017، حيث يضم الأردن داخل حدوده 18 منطقة تتوفر فيها بنى تحتية لإنتاج اليورانيوم".


وأكد أنه "بجانب الأردن، فقد أعلنت السعودية عن استثمار عشرين مليار دولار لضخها في الاقتصاد الباكستاني، بما يفيد الدولتين معا، وتعلم الرياض أن إسلام أباد لديها قدرات عسكرية بعيدة المدى، سواء صواريخ بحرية أو سلاح نووي، مع وجود تسريبات بأن المملكة استثمرت في إنتاج قنبلة نووية بسبب الضائقة التي تمر بها باكستان، لكنها ما زالت إشاعات دون إثباتات مؤكدة".


وأوضح أن "الدعم السعودي لباكستان يجب أن يعدّ ضوءا أحمر أمام كل من يبحث عن سلاح نووي بين الدولتين، مع أن الرياض وقفت بجانب إسلام أباد حين نفذت تجربتها النووية أواخر سنوات الثمانينات من القرن العشرين".


على صعيد ثالث، وبجانب الإنفاق المالي السعودي في الأردن وباكستان، يقول الكاتب إن "السعودية شرعت في السنوات الأخيرة ببناء محطة طاقة نووية داخل أراضيها، ودخلت في مفاوضات للحصول على مناقصات وعطاءات لبناء هذه المفاعلات، ويا للمفارقة أن أحد الشركات التي قدمت عطاء هي  Westinghouse التي يريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنقاذها اقتصاديا من خلال الصفقة مع السعودية".


وأكد أن "المشكلة ظهرت حين لم يبد محمد بن سلمان ولي العهد السعودي استعداده للتوقيع على اتفاق مع البيت الأبيض، يشترط ألا تستخدم التقنيات التكنولوجية لبناء قنبلة نووية".

 

وتطرق الكاتب إلى "شروع السعودية ببناء مصانع لإنتاج صواريخ بعيدة المدى في منطقة الوطاح جنوب شرق الرياض، مع أن المملكة سبق لها أن عبرت عن رغبتها لحيازة صواريخ بعيدة المدى من صناعة صينية، لكنها ظهرت أنها قديمة، والرياض تريد حيازة قدرات تمكنها من إنتاج ذاتي لهذه الصواريخ المتطورة".


وأشار المقال إلى أن "السعودية الساعية لحيازة قدرات نووية وتطوير قنابل وافتتاح مشاريع صاروخية، فإنها خطت خطوة جديدة لإنتاج صناعات نووية عسكرية من خلال الغواصات، بما يمكنها من إطلاق صواريخ من خارج حدودها، الحديث يدور عن غواصات تحمل صواريخ، ويمكن إقامة مثل هذه البنى التحتية اللازمة في دولة أخرى، وهنا يمكن الافتراض أنها باكستان".

 

وأكد أن "السعودية ألمحت في الماضي عن رغبتها لحيازة هذه الغواصات، ومن بين الدول التي قد تتفق معها لحيازة هذا السلاح النوعي تظهر: الصين، باكستان، كوريا الشمالية، وربما فرنسا، فالمال السعودي مطلوب جدا لهذه الدول، وهي لن تتأخر في منحها إمكانية حيازة هذه الغواصات، ولن تكون السعودية الدولة الأولى في العالم التي لديها سياسة ضبابية في موضوع الغواصات".

 

وختم بالقول إن "إسرائيل لا ترغب بالانشغال كثيرا في الموضوع النووي السعودي؛ لأن المملكة تعدّ خصما قويا لإيران في المنطقة، وحليفا لإسرائيل في الحرب السياسية التي تخوضها ضد طهران، مع أن السعودية أعلنت بصورة رسمية واضحة على لسان ابن سلمان ذاته أنه في الوقت الذي تنتج فيه إيران القنبلة النووية، فإن المملكة لن تتأخر في حيازة هذا السلاح على الفور".

 

وأكد أن "هذا يتطلب من إسرائيل مراقبة السلوك السعودي في هذا المجال، ومتابعة كل خطوة ساعة بساعة بشكل تفصيلي، كي لا تفاجأ إسرائيل بأي تطورات غير سارة في هذا المجال".

 

اقرأ أيضا: إيكونوميست: ما هي مخاطر صواريخ السعودية الباليستية؟

0
التعليقات (0)