سياسة عربية

أكاديمي سوداني: الحركة الإسلامية لا تحكم والحل بيد الجيش

الطيب زين العابدين: الحركة الإسلامية في السودان انتهت، والقرار بيد الجيش (الأناضول)
الطيب زين العابدين: الحركة الإسلامية في السودان انتهت، والقرار بيد الجيش (الأناضول)

أكد الكاتب والجامعي السوداني الطيب زين العابدين، أن الحراك الاجتماعي في السودان، مازال مستمرا وبنسق تصاعدي، وأن الخيار الأمني الذي انتهجته السلطة ضد هذا الحراك قد فشل.

ورأى زين العابدين في حديث خاص لـ "عربي21"، أن الحركة الإسلامية وحزبها الحاكم قد انتهت فعليا في السودان.

وقال: "النموذج الذي قدمته حكومة الإنقاذ منذ استلامها للحكم عام 1989 وإلى الآن، كان نموذجا فاشلا وبائسا، وولد كثيرا من المرارات داخل السودان، وأدى إلى انفصال جنوب السودان وهناك الآن مناطق أخرى تطالب بتقرير المصير كما هو الحال في جنوب كردفان".

وأضاف: "الحركة الإسلامية في السودان انتهت، لم تعهد هنالك حركة إسلامية يعتمد عليها ويمكن أن تنقذ الحكومة، فلم تطلق الحركة الإسلامية ولا حزب المؤتمر الوطني أي موكب لتأييد الحكومة، وكل المواكب المؤيدة للحكومة هي تلك التي نظمتها الدولة للموظفين وبعض القبائل في كسلا ونيالا والخرطوم".

 

إقرأ أيضا: الشرطة السودانية تفرق تظاهرة احتجاجية وسط الخرطوم

ورأى زين العابدين، أن السلطة تتعامل مع مطالب سياسية بطريقة أمنية، وقال: "حتى الآن الحكومة تتخذ المواجهة الأمنية وتستعمل القنابل المسيلة للدموع والضرب مع المتظاهرين، وكانت في البداية تستخدم حتى الرصاص الحي، وهي بالتوازي مع ذلك تعمل على حل بعض المشاكل الاقتصادية الحادة مثل ارتفاع الأسعار وإتاحة السيولة في البنوك، وهذه محاولات لم تكن ناجحة لأن الدولة مفلسة".

وأضاف: "المتظاهرون يطالبون بإسقاط النظام لأن الدولة استبدادية وعسكرية، وهناك تهميش لأعضاء الحزب الحاكم نفسه، والمنفرد بالسلطة هو الرئيس عمر البشير. ولذلك فالدولة مطالبة بتقديم حل سياسي، وهناك تفاصيل كثيرة يمكن الاعتماد عليها، لأن حوارا وطنيا قد جرى وتم التوصل فيه إلى مخرجات لم ينفذ الحزب الحاكم القسم المتعلق منها بالحريات".

وأكد زين العابدين أن "الجهة الأقدر على حسم الموقف في السودان اليوم هي المؤسسة العسكرية، التي قال بأنها إما أن تنحاز للخيار الشعبي في تحقيق مطالبه المتصلة بالحريات السياسية ومواجهة التحديات الاقتصادية، وإما أن تتدخل لتفرض تسوية على المتظاهرين والحكومة"، وفق تعبيره. 

وتشهد السودان، احتجاجات مستكرة منذ 19 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وبدأت بالمطالبة بتوفير الخبز والسيولة المالية والوقود، وتوسعت سريعا لتعم كافة أرجاء البلاد، وتبدأ بعضها بتبني مطالب سياسية بلغت حد الدعوة إلى رحيل نظام الرئيس عمر البشير، الذي يحكم منذ 29 عامًا.

وشهدت بعض الاحتجاجات أعمال عنف، وسقط قتلى وجرحى بين المحتجين، رغم أن الحكومة تؤكد أنها استخدمت "أقل قوة" لتفريق التظاهرات غير القانونية، واتهمت جهات مجهولة في التورط ببعض الحالات بهدف تأجيج الأزمة.

 

إقرأ أيضا: احتجاجات السودان تتواصل.. وإضراب ببنك الخرطوم (شاهد)

التعليقات (0)