ملفات وتقارير

40 عاما على الثورة الإيرانية.. ماذا تحقق من شعاراتها؟

فتاة إيرانية خلال الاحتفالات بذكرى الثورة- جيتي
فتاة إيرانية خلال الاحتفالات بذكرى الثورة- جيتي

قال محللون ومختصون في الشأن الإيراني، إن إيران التي تحتفل بمضي 40 عاما على ثورتها، التي قامت ضد نظام الشاه "لم تحقق ما كان يتطلع إليه الإيرانيون من حرية وعدالة وتوزيع عادل للثروات، بل فاقمت من مشكلاتها الإقليمية والدولية".

ووصف تقرير لمجلة "إيكونوميست" إيران بعد مضي 40 عاما على الثورة بأنها "ديمقراطية بالاسم، لا يزال فيها ملال غير منتخبين، ويتحكمون بالسلطة الفعلية، لكنهم تحدوا التوقعات، من خلال البقاء في السلطة ولمدة طويلة".

وأشارت المجلة إلى أن "الخميني ومن معه من المتشددين الملقبين بـ(الملتحين) قاموا في الأشهر التي تلت الثورة باتخاذ قرارات قادت البلاد للسير في طريق رهيب، فاليوم لم تصبح إيران تقية كما كان الملالي يأملون، وهي أقل ازدهارا مما كان يجب أن تكون، وأقل انخراطا في العالم كما هو حال بقية الدول الأخرى".

وتطرح السنوات الأربعين لثورة الشعب الإيراني، تساؤلات بشأن الشعارات التي رفعتها طيلة هذه السنوات، ومستقبل الدولة الإيرانية في ظل محاولات تمددها الإقليمية وأزماتها الداخلية.

 

إقرأ أيضا: العفو عن آلاف السجناء في إيران بمناسبة ذكرى الثورة


المحلل السياسي ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط الدكتور جواد الحمد قال: إن الثورة الإيرانية "كانت بهدف التخلص من حكم ديكتاتوري تمثل بالشاه ونظامه وكذلك التخلص من الهيمنة الأمريكية المباشرة، فضلا عن حملها شعار الإسلام قبل انعطافها الحاد بالاتجاه المذهبي منه".

وأوضح الحمد لـ"عربي21" أن إيران ساهمت في بدايات نجاح الثورة، "بدفع الصحوة الإسلامية التي بدأت في سبعينيات القرن الماضي، لكن مفاهيم الثورة تراجعت بالكامل، وأخذت أشكالا أخرى ارتبطت بالبعد المذهبي، باستثناء دعم المقاومة الفلسطينية لإبقاء الصراع مع الاحتلال قائما".

وأضاف: "شعارات التصدير وانتقال الثورة والتوسع سقطت، ولم تحقق شيئا مهما وما حصل بعد الربيع العربي من تدخلات بالمنطقة سواء سوريا أو اليمن، والتمدد المسلح، لم يلق نجاحات كبيرة رغم سيطرتها على الجغرافيا، إلا أن هذا طبع صورة سلبية عن إيران بوصفها دولة تريد الهيمنة، وليست تلك الساعية للتعايش والتعاون في الإقليم".

وقال الحمد: "إيران وقعت في إشكاليات نتيجة تناقض الشعارات، حين وجدت نفسها مجبرة على التعامل مع الولايات المتحدة وروسيا، بخلاف ما كان تروجه من مواجهة الاستكبار العالمي، وبدل أن تحظى باحترام إقليمي وعالمي، تتلقى اليوم انتقادات لاذعة بشأن تدخلاتها المسلحة وغير المشروعة، في المحيط وبدوافع بعضها قومي فارسي".

وأشار إلى "تناقض" الشعارات الإيرانية بين تشجيع المقاومة ضد إسرائيل وتحقيق نتائج مهمة في دعم القضية الفلسطينية وما يجري من استنزاف في سوريا وتدخلات أثارت عداوات في المنطقة.

وبشأن شعار الموت لأمريكا قال الحمد: "لم يعد موجودا لأن طهران تعاونت مع واشنطن في أفغانستان والعراق، ووقعت اتفاقا نوويا معها، وتبين أن أمريكا ليست للموت، لكن للتفاهم والتعاون فضلا عن الكثير من الشعارات الأخرى".

 

إقرأ أيضا: مستشرق إسرائيلي يقرأ الثورة الإيرانية بعد 40 عاما

ولفت إلى وجود خط داخل النظام الإيراني الأول يشعر بالقوة والنشوة، بالسيطرة على دول ضعيفة مثل اليمن وسوريا، باعتباره تمددا خارجيا وهذا لا يعد نجاحا عسكريا كبيرا، بل هو إشكالي استنزف موارد الدولة، ودمر اقتصادات تلك الدول وخلق حرائق إقليمية".

وعلى صعيد السيناريوهات المتوقعة لإيران قال الحمد: "الاستمرار في العقلية الساخنة العنيفة، يزيد من تشويه صورة إيران أمام جوارها العربي ومحيطها الإسلامي، وعليها التفكير في التعاون مع الآخرين بدلا من السعي لتجاوزهم".

وتابع: "على إيران التفكير في التصالح مع جيرانها وتقديم التعاون، على المكاسب التي حققتها هنا وهناك، وهذا سيعود بشكل إيجابي حتى على مواطني تلك الدول من أصحاب المذهب الشيعي، بعيدا التفكير في التمدد والتوسع والتدخلات العسكرية غير المبررة، لتحصل على وزن أكبر في المنطقة".

 

أزمات اقتصادية


من جانبه قال الخبير في الشأن الإيران الدكتور نبيل العتوم إن إيران في ظل مرور 40 عاما على الثورة "تعاني من مصاعب اقتصادية كبيرة ربما تطيح بالدولة".

وأوضح العتوم لـ"عربي21" أن التقارير تكشف عن وجود 40 مليون إيراني تحت خط الفقر، بالإضافة للجوع الذي يعاني منه 12 مليونا آخرين، وانهيار في قيمة التومان بنسبة 500 بالمئة، وارتفاع كبير على أسعار السلع الإساسية، واحتجاجات طالت كافة المناطق بواقع 9 آلاف تظاهرة".

ولفت إلى أن "الوقائع الجارية على الأرض، حين تقارن بما نادت به الثورة في يومها الأول قبل 40 عاما، تكشف عن تناقضات إذ أشارت تقارير إلى ارتفاع حالات الإعدام بواقع 8 أشخاص كل ساعة، ووجود بيئة تهميشية للأقليات العرقية القومية، فضلا عن شن عمليات عسكرية في الإقليم لا تلقى قبولا من طرف الشعب الإيراني، والذي عبر عن ذلك في العديد من التظاهرات".

وأضاف العتوم: "نتحدث اليوم بعد 40 عاما عن إيران صاحبة البيئة المتوترة مع محيطها الجغرافي، والأزمات الدولية والدولة التي تعرضت لجملة عقوبات أمريكية وربما تتعرض لجملة إضافية".

 

إقرأ أيضا: ترامب يغرد عن ذكرى الثورة الإيرانية.. ماذا قال؟

وأشار إلى أن الظروف الإقليمية المحيطة بإيران وحتى الوضع الداخلي "غير مسبوقة حتى خلال سنوات قليلة خلت وشعارات البناء بعد الثورة لم تتحقق على أرض الواقع وهناك أزمة حريات ومؤشرات الفساد كبيرة كما أعلن أحمدي نجاد، من أن نخبا إيرانية سطت على المال العالم، سواء الحرس الثوري أو غيره من المسؤولين".

وأكد أن البديل لإيران للخروج من أزماتها "مزيد من إعطاء الحريات للشعب الإيراني، والتخلي عن النظام الشمولي، وقيادة عملية تحول ديمقراطي لتجنب انهيار الدولة ككل".

التعليقات (1)
ابوعمر
الثلاثاء، 12-02-2019 02:26 م
أهم شيئ أن ارادة الشعب في الانتخابات تحترم ويخضع لها الجميع...كل الانتخابات المحلية والبرلمانية والرئاسية تجري في شفافية وديمقراطية لم نر لها مثيلا غند الأعراب الا في تونس ....ايران النظام أكثر ديمقراطية وقانونية وشفافية من كل الانظمة العروبية العسكرية البربرية الطاغوتية بأستقناء تونس وتركيا وماليزيا واندونيسيا والمغرب الاقصى