صحافة دولية

تلغراف: يأس متزايد مع تشديد السعودية الخناق على المهرة

ديلي تلغراف: السعودية تضيق الخناق على المهرة- جيتي
ديلي تلغراف: السعودية تضيق الخناق على المهرة- جيتي

نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" تقريرا أعده مراسلها غاريث براون من الغيضة عاصمة محافظة المهرة في شرق اليمن، يشير فيه إلى "اليأس المتزايد مع سيطرة السعوديين على اليمن".  

 

ويبدأ براون رحلته في المهرة من وحدة الأطفال في مستشفى الغيضة المركزي، التي كان فيها طفل يصرخ على ذراع أمه، ويعاني من التهاب جلدي مع تقيؤ وحمى، مشيرا إلى أنه في أوضاع أخرى فإنه كان يمكن أن تتم تهدئته بمنحه مسكنات، وهي غير متوفرة في المستشفى في شرق اليمن، "لهذا يتردد صدى صراخه في المستشفى، ولا شيء يخفف ألم الطفل إلا عناق والدته له". 

 

ويستدرك التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأنه رغم ابتعاد الحرب عن الغيضة ومعظم محافظة المهرة بشكل عام، إلا أن المحافظة، كما يقول السكان المحليون، تعاني من حصار متزايد وخنق تقوم به السعودية، حيث تخسر المحلات التجارية، وتعاني المستشفيات من نقص حاد في المواد الطبية، ويمنع الصيادون من مغادرة الشواطئ للصيد. 

 

وتشير الصحيفة إلى أن وكالات المساعدة الإنسانية الدولية تحذر من أي هجوم على ميناء الحديدة، الذي تدخل إليه نسبة 70% من المساعدات الإنسانية، قد يؤدي إلى مجاعة في البلاد، مستدركة بأنه رغم وجود واحات من الأمان في البلاد، إلا أن نقص المواد الغذائية يدفع الناس نحو اليأس. 

 

ويقول الكاتب إن والدة الطفل الباكي تدعى سمارا علي (38 عاما)، التي فرت مع أولادها من مدينة تعز التي تشهد قتالا إلى المهرة، حيث لم يحمها الهروب من جبهات القتال من آلام الحرب، وقالت: "بعض الأدوية مجانية والأخرى يجب دفع ثمنها، لكني لا أعمل، وليس معي مال، وأتسول في الشوارع من أجل أطفالي". 

 

ويكشف التقرير عن أنه لا يوجد في رفوف صيدلية المستشفى الكثير من الأدوية، لافتا إلى أن مسؤولها علي حسين قدم قائمة من الأدوية الناقصة، مثل المضادات الحيوية وأدوية وقف الإسهال، بالإضافة إلى أنه لا توجد حتى المحاليل الملحية، ولا يوجد إلا بعض الإبر التي تستخدم في الحالات الطارئة، وقال حسين إن بعض الأدوية زاد سعرها بنسبة 200% منذ بداية الحرب، ولا يمكن الحصول على الخدمات الرئيسية. 

 

وتفيد الصحيفة بأن السعوديين يزعمون أنهم يقومون بتمويل مشاريع كبرى في المحافظة، حيث أشار السكان إلى وحدة لغسيل الكلى في المستشفى، لكنهم يقولون إن السياسات السعودية والقيود المشددة تعمل على قتل المهرة تدريجيا، وهذا كله تحت اسم مكافحة التهريب، مشيرة إلى قول حسين: "لو أرادوا المساعدة فإن عليهم فتح الحدود".

 

ويذكر براون أن الشاحنات وقفت على المعبر الحدودي في صف يمتد ميلا بانتظار الفحص والسماح لها بالدخول، ويقول السائقون إن محاربة التهريب تعني أن فترة الانتظار تمتد لـ12 ساعة حتى بالنسبة للشاحنات المحملة بالحاجيات الأساسية، مثل البسكويت والبطانيات، لافتا إلى أنه في بلد يواجه فيه الملايين خطر المجاعة، ولا يستطيع الآلاف الحصول على الدواء فإن الشاحنات المحملة بكل ما تحتاجه المهرة تقف على الطرف الآخر من الحدود.

 

وينقل التقرير عن علي محمد (42 عاما)، الذي يدير شركة إنشاءات كبيرة في المهرة، قوله إن السعوديين دمروا تجارته، ويضيف: "في السابق كنا نقدم عطاءات في المشاريع الحكومية، وقبل وصولهم (السعوديين) كنت أوظف 60 عاملا، أما اليوم فلم يبق لدي إلا العشر"، ويشير محمد إلى أن السعوديين يجبرون الحكومة المحلية على منح العطاءات إلى شركات من خارج المحافظة، وأحيانا لشركات سعودية، ويقول: "يحاولون الضغط علينا وجعلنا ضعفاء".

 

وتورد الصحيفة نقلا عن السعودية، قولها إنها تشدد الرقابة على الحدود لمنع وصول السلاح المهرب والصواريخ إلى المتمردين الحوثيين، حيث تصل بالقوارب عبر بحر العرب، ومن ثم إلى المناطق الحدودية مع عُمان، ومنها إلى المهرة. فيما قيل للتجار في 13 كانون الثاني/ يناير إن استيراد قطع الغيار الكهربائية سيفرض عليها قيودا جديدة؛ لأنها قد تستخدم في تصنيع الطائرات دون طيار، بحسب ما جاء في بيان لوزارة الدفاع المدعومة من السعودية في اليمن. التي تقول إن هذه الإجراءات مهمة لمنع الهجمات على القادة العسكريين، ويقول محمد: "هذا ما نواجهه".

 

ويلفت الكاتب إلى أن القيود لا تقتصر في داخل المحافظة، بل إن الصيادين يواجهون القيود، حيث تبدو الشواطئ هادئة، وتبدو القوارب اللامعة ساكنة على الرمال، مشيرا إلى أن الصيادين تلقوا في الأسابيع القليلة الماضية تحذيرات من السعودية بعدم الخروج إلى البحر وإلا صودرت قواربهم.

 

وينقل التقرير عن صياد، قوله إن القيود على الصيادين جعلتهم يخسرون مصدر دخلهم اليومي، لدرجة أنهم غطوا محركات القوارب التي لم تعد تعمل، وأضاف: "لا يوجد تهريب هنا، فقط صيد.. أعمل في الصيد منذ عشرين عاما، ودوننا فإن اليمن سيجوع".

 

وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أنه رغم القيود، إلا أن هناك صناعة مستمرة في الازدهار، وهي صناعة السلاح، خاصة الكلاشينكوف الذي يحمله السكان إلى جانب الهاتف النقال، وقال صاحب محل في بلدة شيهان الحدودية إنه يبيع في الأسبوع 80 بندقية إي كي-47.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)