ملفات وتقارير

هكذا رد "رفقاء الثورة" على الإخوان حول مبادرة الكيان الواحد

المبادرة تدعة لإقامة كيان مصري واحد للمعارضة بالخارج- جيتي
المبادرة تدعة لإقامة كيان مصري واحد للمعارضة بالخارج- جيتي

ردود فعل عديدة أثارتها مبادرة أصدرتها جماعة الإخوان المسلمين في مصر، الأحد، ووجهتها لمن أسمتهم، "رفقاء الثورة"، لتوحيد جهودهم بالذكرى الثامنة لثورة 25يناير.

الجماعة دعت ببيان لها لـ"إقامة كيان مصري واحد للمعارضة بالخارج لا يلغي الأحزاب والقوى التي استنكرت انقلاب تموز/ يوليو 2013"، مطالبة بتكوين هيئة تأسيسية من30 عضو بالتوافق مع قوى الثورة.

ودعت الجماعة القضاة المهاجرين للاتفاق على 3 منهم يختارون رئيسا لقيادة الهيئة التأسيسية، مع تكوين أمانة عامة للهيئة التأسيسية من بين أعضائها يحق لها الاستعانة بغيرهم من خارجها لمعاونتهم بأداء مهامها، ويكون مدة عملهم 6 أشهر ويمكن تجديد عملها شهرين آخرين.

ولدت ميتة


وفي تعليق له، قال السياسي المصري الدكتور محمد محيي الدين: "لا يمكن لعاقل رفض أي طرح ورغبة للم شمل القوى الوطنية؛ طالما اتسمت هذه الرغبة بالعقلانية".

البرلماني السابق أضاف لـ"عربي21"، "لكن من العجب أن أستمع بالأمس للدكتور حمزة زوبع –إعلامي مقرب من الإخوان بفضائية مكملين- وهو يتحدث بهذا الأمر لينهيه بأن الأمر يجب أن يكون في ظل شرعية الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي".

وأكد محيي الدين أن "هذا نسف لفكرة لم تتبلور بعد؛ وترسيخ لفكرة أن الإخوان عائق في سبيل أي حل سياسي باللامعقولية التي يتسم بها طرح بعض قياداتهم الفاعلة"، قائلا: "باختصار فكرة ولدت ميتة".

الرسول قبل الرسالة

من جانبه أكد المعارض اليساري حسن حسين، أن "من خان الثورة والوطن لا يمكن أن يعود لصفوف الحركة الوطنية، ولا يحق له سوىَ أن يقدم إعتذارا طويلا عن تسببه بالخراب الوطني الذي تمر به مصر، بسبب غبائه السياسي وإقصائه الآخرين".

الكاتب الصحفي، أضاف لـ"عربي21"، أنه "عندها يعود لصفوف المواطنين يعمل معهم مكفرا عن إثمه التاريخي، ولا يتطلع للوجود بمواقع القيادة وإصدار القرارات".

وأشار إلى أن حديث البعض عن وجاهة الطرح وضرورة الأخذ به أقوله له: "الرسول أهم من الرسالة".

خطوة للخلف

وصنف الكاتب الصحفي المعارض جمال الجمل، نداء الاخوان لرفقاء الثورة، بأنه خطوة هائلة للخلف، موضحا لـ"عربي21"، أنها "سقوط بحزام المبادرات الهذيانية، ووسواس قهري مع الماضي، وفصام ذهاني مع الواقع، وارتياب مرضي تجاه المستقبل".

وأشار إلى أن ما أسماه بـ"النظرة المغلقة على الذات للعمل السياسي؛ أصبحت سمة للنظام ولمعارضته التقليدية المنكفئة على مشاريعها البائدة"، مؤكدا أنه "لابد من نخبة، ومعارضة، وفكر جديد؛ لنخطو نحو فعل جديد".

وقال: "أرفض مبادرة الإخوان شكلا ومحتوى، وأرفض هيمنة التنظيمات والأحزاب والجماعات القديمة على مستقبل العمل السياسي، وإن كنت لا أرفض التعاون مع أي مصري كمواطن حر دون اعتراض على فكره وعقيدته".

إدمان للفشل

الكاتب والباحث خالد الأصور، وصف بالمبادرة بأنها "محكوم عليها بالفشل، في سياق إدمان الفشل أثناء عام حكم الاخوان وأثناء إدارة المشهد بعد الانقلاب، لعدة أسباب، من أهمها، أن أغلب رموز المعارضة غير الإخوانية بالداخل، وممنوعون من السفر بشكل عملي وأمني لا بأحكام قضائية".

الكاتب الصحفي، أضاف لـ"عربي21"، أن "الثقة تكاد تكون منعدمة بين الإخوان والقوى الأخرى، خاصة بظل عدم وضع قواعد وأسس ومنطلقات لهذا التنسيق والاصطفاف وتوحيد الجهود".

ويرى الأصور، أن "أول هذه القواعد؛ إعلان الإخوان بشكل واضح التخلي تماما عن وهم عودة مرسي، والاعتذار عن الوهم الذي ضيع كل الأوراق الممكنة بالسنوات الماضية".

 

اقرأ أيضا: مبادرة من الإخوان لـ"رفقاء الثورة" في الذكرى الثامنة لثورة يناير

وتابع: "وخلاصة القول، هذه الإدارة الاخوانية العبثية والمناسباتية (أي بمناسبة ذكرى الذكرى) لا جدوى منها دون رؤية محددة لأسس الاصطفاف، لا سيما أن القوى الوطنية لا تزال تذكر تخلي الإخوان ومرسي عن اتفاق فيرمونت بين مرسي المرشح للرئاسة والقوى السياسية بعد المرحلة الأولي للانتخابات الرئاسية 2012".


هذا ما يرضيهم


واعتبر السياسي والحقوقي عمرو عبدالهادي، أنها "دعوة محمودة توضح حسن نية الإخوان؛ ولكنها شبه روتينية"، مؤكدا أنها "دعوة قديمة حديثة ومتكررة مع كل ذكرى للثورة".

وبحديثه لـ"عربي21"، يعتقد عبدالهادي، أن "تلك الدعوة كانت لتلقى صدى بـ2015 وقت أن كان أنصار30 يونية، العائدين لا نافذة لهم يعبرون فيها عن رأيهم ولا مأوى لهم للعمل؛ لكن بعد أن أصبحوا أقوياء بسيطرتهم على قنوات وإعلام الخارج لن يلقى صدى لها".

 

اقرأ أيضا: مبادرة من الإخوان لـ"رفقاء الثورة" في الذكرى الثامنة لثورة يناير

وقال: "بل إن الإخوان أصبحوا محاصرين بالخارج ولا يملكون إلا فضائية (وطن)، بل لا يستطيعون السيطرة عليها كليا"، مضيفا أنه على الجانب الآخر فإن "نخب30 يونية، لن يرضيهم إلا عزل الإخوان 10 سنوات ومحاكمة الرئيس مرسي".

إيجابي ولكن


وترى الكاتبة والناشطة منى إبراهيم، أن "إعلان مبادرات للخروج من الوضع الحالي مهما يكن مصدرها شيئ إيجابي"، مذكرة الجميع بمبادرة السفير معصوم مرزوق، "التي دفع حريته ثمنا لرفض الجماعة الانضمام لها والتفاوض على بنودها".

وقالت لـ"عربي21"، إن "النقطة الأكثر ذكاء بالمبادرة والتى سيواجه هذا الكيان العالم بها هي التصدي لدعوى السيسي لمحاربة الاٍرهاب بالبند الرابع الذي منع التواصل مع كل من يستخدم العنف ويدعو له نظرا لحساسية النظرة الدولية لقضية الاٍرهاب".

وأكدت المعارضة المصرية بالخارج أن "تشكيل كيان موحد للمعارضة بالخارج لن يصل لنتائج؛ والعمل يجب أن يكون بالداخل"، مضيفة "وكأننا نقلد النموذج التركى لمعارضة فتح الله جولن للرئيس التركي رجب طيب أوردغان خارج تركيا والترتيب لانقلاب داخلى على الحكم سينتهى مثله بالفشل"، مطالبة الاخوان بدعم المعارضة بالداخل.

وقالت إن "ما يحطم المبادرة قول القيادي بالإخوان إبراهيم منير: (لا تنازل عن شرعية مرسي)"، معتبرة أن هذا تناقض وترفضه المعارضة وقطاع من الشعب ويعيدنا لنقطة الشقاق التى توقفنا عندها قبل اختطاف مرسي.

ودعت إبراهيم، معارضة الداخل للتفاوضل مع الإخوان حول المبادرة، مؤكدة أنه "لا مجال لإقصاء أي فصيل أو استدراج الكل لمناطق فارغة كطلب الاعتذار والاعتراف بالأخطاء؛ فهذا لن يفيد ولن نعلق لبعضنا مشانق بل نمد أيادي الوحدة والتعاون لمصلحة الوطن".

التعليقات (4)
واحد من الناس ... كل من شارك بثورة 25 يناير يريد حصد المكاسب حتى و لو كان حجمه النسبي صفر
الثلاثاء، 29-01-2019 09:40 ص
... لابد لهؤلاء ان ينظروا لحجمهم الطبيعي و الذي لم يظهر له تأثير الا عندما تحالفوا مع المرتزقة حاملي السلاح فدمروا الديمقراطية التي يتشدقون بها ليل نهار و هم لا يريدون الا ان يعتلوا السلطة بأي شكل كان.... فهؤلاء ما هم الا خونة للوطن و للمبادئ و للشعب
أبو حلموس
الإثنين، 28-01-2019 10:37 م
واضح أن بلحه أسس حركتين في وقت واحد (1) تمرد .. و هي التي يعرفها الجميع , (2) ""تَـمَـزُق"" !!! و هي التي يعززها الباقين في الخارج و الداخل . خليكم كدا على ما انتم عليه ، من الواضح انكم فعلا تستحقون ما يجرى لكم . تعازينا في مستقبل لن تتضح معالمه بوجودكم و لا معالمكم بوجوده .
الصعيدي المصري
الإثنين، 28-01-2019 07:28 م
ما يعتبروه الاخوان رفقاء الثورة هم بالاساس لا رفقاء ولا ينتمون للثورة كل من يعتبر ان اشتراط عودة الرئيس الشرعي الى مكانته التي وضعها الشعب هو لا يمكن ان يكون رفيقا ولا ثوريا .. ببساطة لانه يحتقر ارادة الشعب الدكتور مرسي مازال هو رئيس مصر قبل من قبل ورفض من رفض ولا مجال للتنازل عن شرعية ارادة الجماهير
alam
الإثنين، 28-01-2019 06:57 م
أنا لو من الاخوان أقولهم بصراحه كده سلام عليكم سنرفع يدنا عن كل شيئ ولن نجادلكم أو نطلب أي شيئ منكم . واتفضلوا أنتم لنري شطارتكم ولاتزايدو علي رئيس انتخبه الشعب وليس الاخوان فقط فحتي الاخوان لا تملك التخلي عنه لأن ذلك ليس من حقها.. واذا كنتم جادين فليعود الرئيس مرسي ويستفتي عليه الشعب أو هو نفسه يستقيل او يتنحي