ملفات وتقارير

تزايد مخاوف المواجهة بين قوات سعودية ومحتجين شرق اليمن

أهالي المهرة يعبرون عن رفضهم إنشاء القوات السعودية نقاطا أو معسكرات على أراضي المهرة
أهالي المهرة يعبرون عن رفضهم إنشاء القوات السعودية نقاطا أو معسكرات على أراضي المهرة

تزداد المخاوف في محافظة المهرة (شرقي اليمن) من احتمال حدوث مواجهة بين القوات السعودية والسكان المحليين الرافضين لوجودها العسكري في مدينتهم، في ظل اتهامهم للمملكة بمحاولة جرهم إلى مربعات العنف والفوضى وخلق ذرائع لذلك.

وتواصل القوات السعودية المتواجدة في هذه المحافظة، التي ظلت بمنأى عن الحرب التي تقودها ضد الحوثيين، بإنشاء ثكنات عسكرية في أماكن عدة فيها، وبالقرب من المنافذ البرية. وفقا لبيان صادر عن اللجنة المنظمة للاحتجاجات المطالبة برحيل القوات السعودية من المهرة.

وجددت اللجنة، في بيان لها وصل "عربي21" نسخة منه، رفضها لأي استحداثات أو نقاط أو معسكرات على أراضي المهرة وبين مديرياتها وبالقرب من المنافذ البرية أو على الشواطئ البحرية في المحافظة.

ووصفها البيان بـ"أعمال وممارسات استفزازية من قبل القوات السعودية ومليشياتها، سبق أن رفضها أبناء المهرة في كافة المديريات". مؤكدا أنها تكشف المساعي الحقيقية وانحراف التحالف السعودي الإماراتي عن أهدافه المعلنة في آذار/ مارس 2015( تاريخ انطلاق عمليات التحالف بقيادة الرياض).

وقالت اللجنة: "هذه الأساليب لا تختلف عن تلك التي قامت بها مليشيات راجح باكريت سابقا، خاصة بعد قتلها اثنين من المحتجين في منطقة الأنفاق بجبل فرتك، في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي".

وتابعت: "لولا تدخل العقلاء من شخصيات وقيادات ومشايخ في المهرة لإخماد نار الفتنة التي حاولوا إشعالها وتدارك الأمر، لانزلق الوضع إلى ما لا تحمد عقباه".

وأشارت اللجنة التي تقود الاحتجاجات ضد القوات السعودية إلى أنها مستمرة في المطالبة بالحقوق سلميا، وبما كفله الدستور والقانون اليمني.

لكنها شددت على أحقية أبناء القبائل في رفض ما تقوم به القوات السعودية ومليشياتها على أراضي المهرة، الذي عدته "انتهاكا واضحا للسيادة اليمنية، وضربها الحائط بكافة القرارات الدولية بخصوص اليمن، والتي تحفظ وتؤكد على السيادة الوطنية اليمنية على كافة ترابه وأراضيه".

ودعا البيان الحكومة الشرعية، ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي، إلى التدخل لوقف هذه الممارسات والانتهاكات بحق السيادة الوطنية.

كما طالب برفع أي مظاهر مسلحة أو نقاط أو معسكرات تابعة للقوات السعودية، وعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل (تشرين الثاني/ نوفمبر 2017)، وتسليم المنافذ البرية، بما في ذلك منفذي صرفيت وشحن، إلى الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعتين لوزارتي الداخلية والدفاع.

كما أشادت قيادة المحتجين في بيانها بالتقرير الحكومي الصادر عن مكتب حقوق الإنسان في محافظة المهرة، "والذي كشف للرأي العام المحلي والعربي والدولي الممارسات والانتهاكات الجسيمة التي تمارسها القوات السعودية في المهرة".

إحراق كرفانات عسكرية

وفي هذا السياق، تعرضت مبان عسكرية متنقلة تابعة للقوات السعودية وضعتها في الطريق الذي يصل مدينة الغيظة (عاصمة محافظة المهرة) بمديرية شحن الحدودية مع سلطنة عمان، للإحراق من قبل محتجين مطالبين برحيل تلك القوات من بلدتهم. وفقا لما صرح به مصدر محلي لـ"عربي21".

وقال صالح المهري، ناشط شبابي، إن "رافضين لتواجد القوات السعودية في المهرة أحرقوا قبل يومين مباني متنقلة خاصة كنقاط عسكرية تابعة لها على بعد 10 كيلومترات تقريبا من منفذ شحن الحدودي مع سلطنة عمان".

وأضاف المصدر لـ"عربي21" أن هذه الكرفانات العسكرية وضعتها القوات السعودية تمهيدا لإنشاء نقاط أمنية أو معسكر للقوات السعودية في طريق يربط شحن بمدينة الغيظة.

ووفقا للمهري، فإن التحالف الذي تقوده السعودية يقوم بابتزاز أبناء المهرة، من خلال الاستحداثات للنقاط والمعسكرات؛ لإيجاد ذرائع للاشتباك مع الأهالي.

وأشار الناشط الشبابي إلى أن السعودية قامت بتجنيد مليشيات من خارج المهرة، ولا تتبع للأجهزة الأمنية الرسمية. مؤكدا أنها تتلقى التوجيهات والأوامر من قائد القوات السعودية التي يتخذ من مطار الغيظة مقرا له.

وهذه ليست المرة الأولى، حيث سبق في تموز/ يوليو من العام الماضي إحراق مبان متنقلة لقوات التحالف على بعد عشرة كيلومترات شرقي مدينة الغيظة (مركز محافظة المهرة)، دون وقوع إصابات.

ويقع في المهرة منفذان بريان على الحدود مع سلطنة عُمان، فيما تمتلك أطول شريط ساحلي في اليمن يقدر بـ560 كلم على بحر العرب، إلى جانب ميناء بحري يسمى نشطون.

وكانت قوات سعودية وصلت، في تشرين الثاني/ نوفمبر2017، إلى مطار مدينة الغيظة، يحمل الاسم نفسه، إلا أنه جرى تعزيزها بقوات أخرى العام الجاري.

السعودية تدفع نحو الفوضى

وفي شأن متصل، أوضح الناشط الإعلامي، أحمد بلحاف المهري، أن الفوضى بدأت تظهر معالمها في محافظة المهرة، في وقت باتت هدفا من أهداف التواجد السعودي فيها. مضيفا أن هذه المحافظة أصبحت مستهدفة في أمنها واستقرارها وتلاحم أبنائها.

وأكد بلحاف في حديث لـ"عربي21" أن "المزاج العام السائد لدى المجتمع بالمهرة يرفض تماما الوجود العسكري للسعودية، ويطالبون برحيل قواتها عن مدينتهم".

واتهم السعودية بـ"استقدام مليشيات مسلحة من خارج المحافظة؛ لإشعال الفوضى، والدفع نحو مواجهات مع أبناء هذه المحافظة". مشيرا إلى أن قيادات المحتجين وشخصيات اجتماعية خاطبوا أعيان ومشائخ مناطق في المهرة ينتمي بعض عناصر المليشيات إليها، بسحبهم وتوعيتهم.

وحذر من تداعيات خطيرة إن لم تتدخل السلطات الشرعية لإيقاف التوسع السعودي الذي يرافقه الاعتداء على سيادة الوطن وحقوق المواطنين. مؤكدا أن الرياض تدفع بالمنطقة  نحو الفوضى.

ويوم الأحد الماضي، كشف تقرير حكومي تفاصيل صادمة عن ممارسات القوات السعودية المتواجدة بالمهرة، رغم تبرؤ وزارة حقوق الإنسان من هذا التقرير الصادر عن مكتبها هناك، وأحالت مسؤول المكتب للتحقيق بعد إيقافه عن العمل.

 

أقرأ أيضا: إيقاف مسؤول يمني عن العمل لهذا السبب.. ما علاقة السعودية؟

وأشار التقرير إلى أن القوات السعودية حولت مطار الغيظة وميناء نشطون في المدينة إلى ثكنات عسكرية. مضيفا أن المملكة قامت بتهيئة ميناء نشطون لخدمة مصالحها، وتحديد السلع والبضائع التي سيسمح بدخولها.

التعليقات (0)

خبر عاجل