قضايا وآراء

مع اقتراب ذكرى يناير.. مصارحة ومكاشفة بخصوص الثورة

ممدوح المنير
1300x600
1300x600
كثيرا ما تردني أسئلة من قبيل:

- ما هو الحل للخروج من المأزق في مصر؟

- ما هي الخطوات العملية لإنقاذ الثورة، أو حتى الإفراج عن المعتقلين؟

- كيف السبيل للتعامل مع قوة باطشة بحجم العسكر ودعم إقليمي دولي؟

أسئلة كثيرة تأتيني من شباب مخلص يبحث عن طريق وسط الضباب الحالك، يريد أن يبصر نورا أو أملا أو شعاعا في نهاية النفق.

ولهؤلاء فقط أكتب هذه الكلمات، وليس لغيرهم ممن تخلّوا عن القضية وعاشوا لأنفسهم أو استهلكتهم الحياة، فأصبحوا لا يرون إلا تحت أقدامهم.. ودعائي لهم أن يفيقوا ويستيقظوا قبل فوات الأوان، ولأنفسنا بالإخلاص والثبات والسداد.

لن أتكلم عن الحل الإيماني من صبر وثبات وتضحية وإيمان بنصر الله، فالجميع يعلم هذا جيدا وربما أكثر منّي.

ولن أتكلم كذلك عن الذين أدخلونا إلى هذا النفق بحسن نية أو سوء طوية، بجهل أو عن علم، فقد كتبت وكتب غيري في هذا كثيرا.

سأصارحكم كل الصراحة وسأتحدث عن نفسي وليس غيري.. إن طريق التحرير واضح أمام عيني غاية الوضوح بحول الله وقوته وتيسيره، ليس فقط على مستوى المعالم العامة والمبادئ التأسيسية، ولكن على مستوى الإجراءات والتفصيلات والتوقيتات والمراحل والعقبات والتحديات. أوقفت نفسي حسبة لله وللوطن ولأصدقائي ولأحبائي من الشهداء والمعتقلين والمأزومين لإنجاز المشروع، واعتبرت أنّ هذا فرض كفاية عليّ، والتي لا بد أن تقوم بها مجموعة من الناس وإلّا أثمت الأمة جميعا لعدم النهوض بها.

لكن هناك عقبات تحول حتّى الآن، بين أن نبدأ ونتحرك ونرضي ربنا وأمتنا، منها ما هو شخصي ومنها ما هو عام.

فأّما الشخصي ويمكن البوح، به فلا تزال بيني وبين الناس ممن يؤمنون بالقضية حبال من الثقة تحتاج أن توصل.. الثقة في الأمانة والثقة في الكفاءة للقيام بهذه المهمة. وأنا هنا أتحدث عن الجماهير، وليس الأفراد أو المجموعات التي أتشرف بمعرفتهم، وحبال الثقة بيننا موصولة ومتينة برعاية الله وحفظه.

وقد عرضت المشروع على خيرة من أبناء الأمة وعقولها، فاستحسنوه واعتبروه أفضل ما طرح حتى الآن لحلّ الأزمة. قد لا يكون الشكل المثالي، لكنه "الممكن" وسط التحديات القائمة وما كان من توفيق فمن الله وما كان من نقص أو زلل فمن النفس أو الشيطان.

لكن الثقة التي أتحدث عنها للقيام بمشروع كهذا تحتاج إلى الثقة العامة، وأن يفتح الله لي قلوب الناس وعقولهم.

- أما العام منها فكثير يمكن البوح منه، فهناك حالة يأس عامة بين جموع المؤمنين بالقضية إلا من رحم ربي، وبالتالي اختراق حالة اليأس هذه وإعادة الأمل تحتاج مجهودا ضخما وعملا مستمرا وفِرقا متفرغة، وليس جهودا فردية.

- أيضا قلة الموارد أو انعدامها بمعنى أدق، فلا يُتصور أن يعمل أحد في مشروع لإنقاذ الأمة بفضول الأموال أو الأوقات أو الجهود.. حرب تُفرغ لها جيوش من الموظفين من كافة التخصصات ومليارات الدولارات لتدمير الأمة؛ يصبح من السذاجة أن نتخيل أن التصدي لهذه المعركة الوجودية سيكون بمجموعة من الهواة غير المتفرغين كذلك، وخصوصا أنني وصلت لقناعة بعد محاولات عديدة مضنية خلال السنين الماضية؛ بأنّ أي من الكيانات المحسوبة على الثورة حاليا غير مؤهلة نفسيا ولا تنظيميا للقيام بالمهمة، بل في مرحلة ما قد يكون بعضها أكبر محارب لأي مشروع للحل حفاظا على مصالحها أو إبعادا لتهمة الفشل عنها، فأي نموذج يثبت نجاحه يعني ببساطة فشلها، وهي لا تريد ذلك، فهي تريد تثبيت وجهة النظر التي تقول إنه ليس في الإمكان أفضل مما كان.

- أيضا البعد الأمني، فلست بالخبّ ولا الخب يخدعني، ومن السذاجة والحماقة أن يكون الكلام في غير أهله أو أوانه، فيعلمه العدو قبل الصديق، ويتحسب له، وبالتالي نجهض العمل قبل أن يبدأ. والخصوم يقرأون كلامي هذا بتركيز أكثر مما يقرأه الصديق.

وعليه، سيظل حديثي العام معكم عموميا لا تفصيليا، جزئيا وليس كليا، حيطة وحذرا كما أمرنا الله "خذوا حذركم" في الآية.

وبالتالي أنا حاليا أعالج هذه الإشكاليات وأعتبرها تحديات وليست معوقات.. تحدي بناء الثقة بيني وبين جموع رافضي الانقلاب، وتحدي توفير الموارد البشرية والمالية للقيام بهذه المهمة العظيمة بحول الله وقوته، وتحدي الحفاظ على المشروع من الإجهاض.

وسأظل أبحث عن الرجال المخلصين المتجردين الذين يحترقون على حال أمتهم، ولديهم الوقت والجهد والبصيرة الكافية للعمل من أجل أمتنا والمظلومين والمستضعفين.. رجال ليس لديهم حسابات عقلية كثيرة تعيق أي حركة وتثبط أي جهد مطلوب.

قد يأخذ البعض كلامي هذا بسخرية أو استهزاء أو تشكك، إمّا لفقدان الثقة - كما أسلفت - ومهمتي معه أن أحاول بناءها، وإمّا لشيء من أمراض القلوب وقر في قلبه، فدعائي له بالهداية وانشراح الصدر.

خلف كل كلمة كتبتها توجد تفاصيل وحكايات وجهود ونجاحات وإخفاقات، فدعواتكم لي بهذه الأربعة حتى يخرج العمل إلى النور ونكون من أهل الرباط والثغور بإذن الله، فبغيرها لا قيمة لما نصنعه (الإخلاص والتجرد، التوفيق والسداد، الهمة والعزيمة، أن يفتح الله لنا قلوب الناس).
التعليقات (1)
قارئ
الإثنين، 21-01-2019 05:00 م
لا إضافة ولا جديد كلام متكرر ومعاد ،،، لكن الملفت هو وصف من يرفض كلامك او التشكك فيه بأنه من مرضى القلوب ،،، ولا أدري في اي باب يدخل هذا التوصيف ،، سوى باب الرجم بالغيب والتنجيم ،،، وهذه ليست سياسة لكنها قد تكون قراءة الكف او الفنجان او ضرب الودع كما يفعل البعض ،،، مشكلة النخب العربية الإسلامية والمدنية اتهام المخالف لها ،، أما اتهام النفس فهو غير وارد ،،،