حول العالم

الكافيهات النسائية تنتشر في مصر.. خصوصية وحماية من التحرش

 الكافيهات النسائية تمتاز بالديكورات والأثاث الذي يحمل لمسة نسائية وبمنع تدخين "الشيشة والسجائر"
الكافيهات النسائية تمتاز بالديكورات والأثاث الذي يحمل لمسة نسائية وبمنع تدخين "الشيشة والسجائر"
انتشرت في مصر في السنوات الأخيرة الكافيهات المخصصة للزبائن من السيدات والفتيات فقط، كما أن جميع العاملات فيها يكن من الفتيات.

ويقول أصحاب تلك الكافيهات إنها توفر مكانا آمنا للسيدات لقضاء وقت ممتع بعيدا عن المضايقات والتحرش الذي قد يتعرضن لها في أماكن أخرى مختلطة، خاصة في ظل تزايد التحرش بالمجتمع المصري.

وعلى الرغم من أن انتشار هذه الكافيهات لا يقارن بمثيلاتها من الكافيهات التقليدية، إلا أن كثيرا من الفتيات والسيدات يقبلن على ارتيادها للقاء صديقاتهن أو ممارسة أنشطة اجتماعية.

وفي بادئ الأمر ظهرت الكافيهات النسائية في المدن الكبرى، وفي مقدمتها القاهرة والاسكندرية، إلا أنها أخذت في الانتشار مع مرور الوقت في محافظات أخرى بعضها يمتاز بالطابع المحافظ في الدلتا والصعيد، مثل القليوبية والشرقية وشمال سيناء ومرسى مطروح والأقصر.

ومن أشهر الكافيهات التى ظهرت خلال الفترة الأخيرة، كافيه "صبايا" الذي تملكه الفنانة المعتزلة "حنان ترك" بمنطقة مصر الجديدة شرق القاهرة.

متنفس للفتيات

وقالت فتيات وسيدات، تحدثن لـ"عربي21"، إن هذه الكافيهات تمتاز عن نظيراتها من الكافيهات التقليدية بعدة أشياء، بدءا من الديكورات والأثاث الذي يحمل لمسة نسائية من حيث التصميم والألوان، مرورا بمنع تدخين "الشيشة والسجائر" بداخلها، وانتهاء باعتباره أشبه بناد خاص تمارس فيه السيدات أنشطة اجتماعية وثقافية وتجارية مختلفة.

وتستقبل بعض الكافيهات أنشطة اجتماعية حفلات أعياد الميلاد والسبوع والحنة، وأنشطة ثقافية مثل إقامة معارض مصغرة للكتب، بالإضافة إلى محاضرات التنمية البشرية والعلاقات الزوجية.

وعلى مستوى الأعمال التجارية، تعقد بعض الفتيات اجتماعات العمل داخل الكافيهات النسائية، فيما تفضل أخريات إنجاز أعمالهن على أجهزة الحاسب المحمول داخل الكافيه، في حين تقوم بعض السيدات بعرض إنتاجهن من المشغولات اليدوية.

وبسبب طبيعته النسوية، توفر معظم الكافيهات أماكن مخصصة للعب الأطفال المرافقين لأمهاتهم، وركنا خاصا لممارسة الهوايات مثل الرسم والتلوين، فضلا عن وجود مكتبة صغيرة بها روايات وكتب مختلفة يمكن قراءتها في أثتاء الجلوس في الكافيه.

الفكرة تمتد لمجالات أخرى

وقالت منى محمود، (ربة منزل وأم لثلاثة أطفال) إن هذه الكافيهات تعد بمنزلة متنفس للفتيات والسيدات لقضاء وقت ممتع، بعيدا عن مضايقات الشباب أو الأدخنة التي تملأ الكافيهات الأخرى.

وأضافت محمود، لـ"عربي21"، أنها توقفت عن الذهاب مع صديقاتها إلى الكافيهات المختلطة، وأصبحت تفضل اللقاء في الكافيهات النسائية، خاصة بعد تزايد أعدادها.

وأشارت إلى أن وجود أماكن مخصصة للأطفال في الكافيهات النسائية، هو أمر مفيد للغاية لها ولصديقاتها، ووفر لها حلا لمشكلة كانت تواجهها كلما أرادت أن تخرج بصحبة أبنائها الثلاثة، مضيفة أن "هذه الميزة لا تتوفر في الكافيهات التقليدية".

وأوضحت أن "هذه الفكرة بدأت بالفعل في الانتشار في مجالات أخرى مثل الشواطئ النسائية وسيارات تعليم قيادة السيارات وحمامات السباحة والمراكز الرياضية"، مشيرة إلى أن هذه النوعية من المشروعات التجارية "تلاقي ترحيبا كبيرا من الفتيات والسيدات، بسبب رغبتهن في حماية أنفسهن من التحرش الذي يتزايد في المجتمع".

بدورها قالت ياسمين عبد الله (مصممة جرافيكس)، إنها تدير نشاطا تجاريا خاصا بها وكثيرا ما تلتقي بعملائها من السيدات في كافيه نسائي بمنطقة مدينة نصر بشرق القاهرة، وكثيرا ما تنجز بعض الأعمال على الحاسب المحمول الخاص بها داخل الكافيه.

وأضافت عبد الله لـ"عربي21" أنها تشعر بالراحة والأمان في هذا المكان، مشيرة إلى وجود العديد من وسائل الترفيه المناسبة للفتيات في خصوصية تامة، دون مضايقة من أحد ودون أن تدفع نقودا كثيرة.

"حرية وخصوصية"

أما مي عبد العزيز (طالبة) فقالت إنها سعيدة للغاية بوجود هذه النوعية من الكافيهات النسائية، مشيرة إلى أن أهلها يرحبون بمقابلة صديقاتها هناك، حيث يشعرون أنها في مكان آمن ولن تتعرض لمضايقات، مضيفة أنها أقامت حفل عيد ميلادها فى أحد الكافيهات المخصصة للنساء فقط.

وأشارت عبد العزيز لـ"عربي21"، أنها تشعر هي وصديقاتها بالحرية والخصوصية في هذه الكافيهات، حتى إنها تقوم بخلع حجابها دون مشكلات، لأنه لا يوجد في المكان بأكمله سوى السيدات فقط، لافتة إلى أن بعض صديقاتها تقوم بالرقص أو الغناء في الحفلات الخاصة داخل الكافيه وكأنهن في بيوتهن.

من جانبها قالت هاجر مخيمر صاحبة كافية نسائي، إنها نفذت هذا المشروع لتوفير مكان يحترم خصوصية المرأة ويضمن عدم تعرضها للمضايقات أو التحرش، مؤكدة أن الفئات العمرية كافة من النساء يقبلن على الكافيه.

وأشارت هاجر، في تصريحات صحفية، إلى أن مشروعها يعد بمنزلة "مجتمع خاص بالمرأة"، تستطيع فيه الجلوس بحرية دون حجاب أو نقاب وممارسة أنشطة اجتماعية أو ثقافية، أو حتى احتساء كوب من القهوة في مكان مناسب لطبيعتها الأنثوية، حيث يمتاز الكافيه بالألوان المبهجة والديكور النسائي.
0
التعليقات (0)

خبر عاجل