صحافة دولية

FT: هل سيحسم 2019 النزاع الأيديولوجي بين الإسلاميين؟

فايننشال تايمز: الصراع الأيديولوجي سيشكل الإسلامية في الشرق الأوسط- جيتي
فايننشال تايمز: الصراع الأيديولوجي سيشكل الإسلامية في الشرق الأوسط- جيتي

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" مقالا للأستاذة المشاركة في مدرسة لندن للاقتصاد في لندن كاترينا دالاكورا، تقول فيه إن الكفاح الأيديولوجي سيشكل طبيعة النماذج "الإسلامية" في الشرق الأوسط. 

 

وتقول دالاكورا في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، إن "هذا العام قد يشهد حلا لحروب الشرق الأوسط الأهلية، فقبل ثمانية أعوام أعقبت الربيع العربي في عام 2011، لا تزال الحروب تعيث فسادا في اليمن وسوريا وليبيا، وهي الدول التي أصبحت ساحة تنافس للقوى الإقليمية، إلا أن هناك منظورا لنهاية الحرب في كل من سوريا واليمن". 

 

وتضيف الكاتبة: "من أجل فهم الطريقة التي ستلعب فيها التناحرات الإقليمية وأثرها على السياسة التي ستظهر من داخلها، علينا أن ننظر إلى الشق الأيديولوجي داخل (الإسلامية)، التي عادة ما تختفي عن الأنظار".

 

وتشير دالاكورا إلى أن "التنافس الإيراني السعودي، الذي تسيد المنطقة منذ عام 2011، وتخلل في داخل حروبه، يتم تفسيره في العادة من خلال العوامل الجيوسياسية والطائفية". 

 

وتلفت الكاتبة إلى عامل ثالث يجب أن يضاف، وهو ما تصفه بالصدام الأيديولوجي داخل نموذج الإسلامية ذاتها، الذي يقوم النموذج فيه على الإصلاح من أعلى إلى أسفل، والثاني من القاعدة للقمة، فيما يتم ربط النموذج الأول "أعلى- أسفل" في السعودية، وهي الدولة التي تدار من خلال تحالف بين المؤسسة الدينية الوهابية والعائلة السعودية الحاكمة منذ عام 1932، وحتى قبل ذلك في الدويلات السعودية التي نشأت قبل ذلك.

 

وتبين دالاكورا أنه "نتيجة لهذا فإن المجتمع والسياسة السعودية تشربا بالدين، لكن الإسلامية التي تطبق في البلاد هي تلك التي يسيطر عليها النظام، الذي يشكل النبرة، ويحدد المحتوى الديني للمؤسسات السياسية والمفاهيم القانونية والأخلاق الاجتماعية". 

 

وتفيد الكاتبة بأن "النموذج السعودي يواجه بنموذج آخر يبدأ من القاعدة للأعلى، ويقوم على التعبئة الجماهيرية، ويأتي على عدة أشكال، ففي عام 1979 اتخذت الثورة الإيرانية بعدا إسلاميا، وهاجمت الأيديولوجية الوهابية السعودية، وهناك نموذج أخر يبدأ من الأسفل للأعلى وتبناه عدو آخر للسعودية، وهي جماعة الإخوان المسلمين، التي ترى إصلاح الفرد أساسا لبناء المجتمع والدولة الإسلامية". 

 

وتنوه دالاكورا إلى أنه "بناء على هذا النموذج، فعندما يمنح (الناس/ الشعب) الحرية للتعبير عما يفضلونه من الناحية السياسية، فإنهم ينجذبون وبشكل طبيعي نحو الإسلام، ولهذا فضلت منظمات الإخوان الانتخابات؛ أملا في أن يدفعهم الناخب نحو السلطة، ويعد هذا الرأي الذي يتخيل وجود رابطة جوهرية بين الناس والإسلام، خيطا عاما يربط جماعات الإخوان المسلمين كلها (والجماعات التي استلهمت فكرها كلها) في مصر وتونس وغزة، وحزب العدالة والتنمية في تركيا". 

 

وتذكر الباحثة أن "كل واحدة من هذه الجماعات تشتق شرعيتها من الجاذبية الشعبية، وتقدم نفسها على أنها ممثلة للشعب، وقدمت الجمهورية الإسلامية في إيران المزاعم ذاتها، وكذلك الحزب المرتبط بها في لبنان، حزب الله". 

 

وتجد دالاكورا أنه "للتفكير في الطريقة التي سينجلي فيها الصراع على قلب (الإسلامية) عام 2019 فإن علينا تجنب عدد من النقاشات التي قد لا تقودنا إلى أي مكان، فمن العبث بمكان الحديث عن النموذج الأقرب للإسلام؛ لأن شيئا من هذا ليس موجودا، ويقدم كل طرف نصوصا وأحاديث دينية، وبمساعدة من المسؤولين الذي يتسمون بالمرونة الشرعية لكل رؤية". 

 

وتقول الكاتبة: "عليه، فإن السؤال عن النماذج الأكثر اعتدالا يظل أمرا سطحيا، فأي منهما كما أظهر التاريح لنا قد يقود إما إلى التطرف باستخدام الأساليب العنيفة، أو نبذه بشكل متساو، بالإضافة إلى أن أيا منهما لا يساعد على تبني الديمقراطية الليبرالية، وهو إجراء يحتاج إليه لحل الحروب الأهلية في سوريا واليمن وليبيا، ويحرر الشرق الأوسط من المأزق السياسي الحالي".

 

وتبين دالاكورا أنه "في الوقت الذي يدفع فيه النموذج من أسفل لأعلى الديمقراطية، إلا أن حكم الأغلبية قد يقود إلى الشعبوية والسياسات الشمولية، وفي الوقت الذي حقق فيه نموذج التغيير من أعلى لأسفل الذي تتبناه السعودية في ظل محمد بن سلمان بعض الإصلاحات، وفي مجالات معينة، ومنح بعض الحقوق، لكن بناء على رغبة النظام". 

 

وتختم الكاتبة مقالها بالقول إن "المدافعين عن الأيديولوجية الإسلامية سيواصلون القتال، مع أن ايا من النموذجين المتصارعين لا يعد مفضلا لقيم الحرب والتسامح والمحاسبة التي تحتاجها المنطقة بشكل ماس".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)