سياسة عربية

المبعوث الأممي يهدد بمعاقبة معرقلي الحوار الليبي.. من يقصد؟

سلامة: سنسعى في الفترة المقبلة لوضع الترتيبات الأمنية في العاصمة طرابلس موضع التطبيق- جيتي
سلامة: سنسعى في الفترة المقبلة لوضع الترتيبات الأمنية في العاصمة طرابلس موضع التطبيق- جيتي

هدد رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، غسان سلامة، بتطبيق عقوبات دولية على معرقلي عملية الحوار والوصول إلى حل للأزمة السياسية في ليبيا، وسط تساؤلات عن دلالة هذه التصريحات كونها جاءت من الجنوب الليبي الذي يزوره المبعوث الأممي حاليا.

وأكد سلامة، خلال أول زيارة لمبعوث أممي إلى الجنوب الليبي، أن "البعثة ستلجأ لفرض عقوبات دولة على معرقلي أي حوار ليبي، مشيرا إلى مسؤولية المجتمع الدولي فيما حصل 2011 (التدخل ضد القذافي)، فلم يكن السيناريو الأفضل، بل كان من الممكن وجود سيناريو مختلف من كل الوجوه"، حسب قوله.

وأوضح المبعوث الأممي أنه سيسعى في الفترة المقبلة لوضع الترتيبات الأمنية في العاصمة طرابلس موضع التطبيق، وكذلك في الجنوب الليبي تحديدا، مضيفا أن "مهمته التوسط بين مختلف الفرقاء للوصول إلى تفاهم جيد".

"تحريض الجنوب"

وفي كلمة وجهها لأعيان الجنوب وشبابه، قال سلامة: "المؤسسات الليبية القائمة لا تهتم بكم، فهي مشغولة بخلافاتها... أنتم تستحقون أفضل من هذا"، مضيفا: "البعثة لم تأت لخدمة الطبقة السياسية بل جاءت من أجل الناس، وأنها تنوي افتتاح مكتب لها في الجنوب"، حسب كلامه.

وطالب "سلامة"، أعيان الجنوب بضرورة "حماية منظومة النهر الصناعي وحقول النفط هناك، وعدم قطع المياه أو ضخ النفط، وأن يساهموا معه في تنفيذ العقود التي أبرمت مؤخرًا، والنجاح في إبرام عقود جديدة".

 

اقرأ أيضا: ليبيا.. انتخابات الرئاسة توسع الهوة بين سلامة وحفتر‎

وقال ناشطون من الجنوب الليبي لـ"عربي21" إن "زيارة سلامة للمنطقة تأخرت كثيرا وأن بعض تصريحاته تعتبر تحريضا ضمنيا لأبناء الجنوب ضد مؤسسات الدولة ومغازلة من المبعوث الأممي من أجل إنجاح مؤتمرها الوطني الجامع المزمع عقده خلال أشهر".

والسؤال: من يقصد "سلامة" بتهديداته؟ ولمن يرسل رسائله من الجنوب؟

"تحولات كبيرة"


من جهته أكد رئيس منظمات المجتمع المدني بالجنوب الليبي، فرحات غريبي أن "الوقت الآن كان مناسبا جدا واختيارا صحيحا لتنفيذ زيارة المبعوث الأممي إلى المنطقة الجنوبية، كون موعد الزيارة تزامن مع أحدث كثيرة وتحولات في المنطقة".

وأضاف غريبي، وهو أحد المدعوين للقاء "سلامة"، لـ"عربي21": "الزياره جاءت قريبة من أحداث حراك "فزان" الذي أدى إلى إغلاق بعض الحقول النفطية، وكذلك جاءت بعد زيارة "السراج" للحقول الواقعة في الجنوب، كما أن الزياره تزامنت مع إرسال القوات التي تتبع القيادة العامة (حفتر) للجنوب الذي سيشهد تحولات كبيرة"، حسب تقديره.

"ترويض الأسود"

ورأى الصحفي والمحلل السياسي من الجنوب الليبي، السنوسي إسماعيل أن "رسائل "سلامة" واضحة وفجة وخالية حتى من اللغة الدبلوماسية وهي موجهة للأطراف السياسية التي لم تفهم أن المجتمع الدولي قد أدخلها في ميدان "ترويض الأسود"، فكل من يفشل في لعبة الترويض سيتم إقصاؤه من السباق مع الزمن نحو ترسيخ الإستقرار في ليبيا"، حسب كلامه.

وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "زيارة "سلامة" للجنوب جاءت متأخرة، لكن يشفع لها أنها أول زيارة لمسؤول أممي رفيع وهي مبدئيا زيارة استطلاعية ناجحة فيما لو تم تنفيذ وعود سلامة بفتح مكتب للبعثة في مدينة "سبها" للوقوف على أوضاع الجنوب"، كما قال.

 

اقرأ أيضا: الذكرى الثالثة للاتفاق السياسي الليبي.. ما الذي تحقق؟

عقوبات "مهترئة"

وقال الناشط الليبي، أحمد التواتي إن "المبعوث الأممي يحاول مرة أخرى التعويل على الشعب لمساعدته في إسقاط الأجسام القائمة الآن والتي يجد صعوبة في إقناعهم للوصول إلى تسوية تنهي الحالة القائمة، وهذه ليست محاولة "سلامة" الأولى، لكن ضعف وعي المجتمع يجعله لا يتلقف رسائل سلامة بالشكل الصحيح".

وأضاف لـ"عربي21": "وبخصوص تهديده بعقوبات دولية، فأعتقد أن العقوبات أصبحت سلاحا مهترئا ما عاد يخيف أيا من الأطراف كونها (العقوبات) لم تكن ناجحة مع من صدرت بحقهم ولازالوا يمارسون نشاطاتهم الداعمة لعدم الاستقرار"، وفق تصريحاته.

"ورقة أخيرة"

وقال الناشط السياسي الليبي، محمد خليل إن "تهديدات "سلامة" لا تسمن ولا تغني من جوع طالما صمت المبعوث الأممي عن التدخلات الصارخة من الدول الإقليمية في الشأن الليبي والتي تؤجج الوضع السياسي والوضع في الجنوب أيضا عبر دعمها لحركات التمرد والإرهاب"، حسب قوله.

وتابع: ""سلامة" يعول كثيرا على المؤتمر الجامع ويرى أنه الورقة الأخيرة للحل في ليبيا لهذا يخشى من محاولة إفشاله، وزيارته للجنوب في هذا التوقيت بالذات هي صفعة لكل المسؤولين الليبين شرقا وغربا وكأنه يقول لهم شعبكم يرزخ في المعاناة وأنتم لا زلتم في معارككم السياسية السخيفة"، حسب قوله لـ"عربي21".

وقال المحلل السياسي، أسامة كعبار لـ"عربي21": "نود أن يكون "سلامة" ومن ورائه المجامع الدولية جادين في عقاب كل المعرقلين، وأن تكون هناك رغبة في المضي قدما في طريق الاستقرار، أما رسائله فهي موجهة للمليشيات أولا وإلى البرلمان ثانيا، وكل جماعات الضغط ثالثا"، كما رأى.
  

التعليقات (0)