ملفات وتقارير

هل أساء "لا تظلموا الملبن" لمعرض الكتاب والمرأة المصرية؟

معرض القاهرة للكتاب يفتتح أبوابه رسميا يوم 23 كانون الثاني/يناير الجاري- جيتي
معرض القاهرة للكتاب يفتتح أبوابه رسميا يوم 23 كانون الثاني/يناير الجاري- جيتي

قبل نحو 10 أيام من افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الخمسين (اليوبيل الذهبي) رسيما يوم 23 كانون الثاني/يناير الجاري، أثار عنوان إحدى الكتب المقرر عرضه؛ غضب مثقفين مصريين واعتبروه إساءة لتاريخ المعرض وللمرأة المصرية.

الكتاب حمل عنوان "لا تظلموا الملبن"، وأثار غلافه استياء عاما نظرا لوضع صورة المؤلفة حسناء الحسن، بشكل يوحي بأن الكتاب يحمل إثارة، فيما يثار أن الكتاب يروج للمرأة المصرية على غرار الأوروبية.

وإثر حالة السخرية، حذف الناشر البوسترات الترويجية للديوان، وأصدر بيانا قال "تلقينا سيلا من الهجوم والسب والقذف غير مبرر، وكأننا قمنا بنشر صورة إباحية"، موضحا أن مؤلفة الكتاب اختارت مسمى (الملبن) كونه ذاع صيته بوصف المرأة المصرية وأنها لا تقل شيئا عن الأجنبية التي يلهث خلفها ذكور الشرق".

وعبر تصريحات صحفية وإعلامية، قالت المؤلفة لم أتوقع هذا الهجوم من مجرد صورة الغلاف، موضحة أن الكتاب يحوى قضايا المرأة المصرية، وقانون الأحوال الشخصية وإشكالياته، ويعالج النظرة المجتمعية للمرأة وملابسها، والتحرش بها.

ودافعت عن اسم الملبن بأنها كلمة تستخدم لوصف المصريات بالشارع، مبينة أنه اعتراف من الرجل بجمالهن وأنوثتهن، مؤكدة أنها استوحت كلمة "لا تظلموا" من حديث نبي الإسلام (ص) "رفقًا بالقوارير".

ذائقة المصريين


وفي تعليقها قالت الكاتبة والروائية نهي الطرانيسي، إن "بعض الكتب التي صدرت أخيرا بمعرض الكتاب الدولي تسعى للشهرة والكسب السريع؛ لكن أعرف ذوق الشعب المصري، ولن يستهويه ذلك".


الطرانيسي، أكدت لـ"عربي21"، أن "مسؤولية الكتاب الرقي بأذواق وفكر المجتمع منذ أن ارتضى الإمساك بالقلم والكتابة"، مضيفة "وكما أن هناك مسؤولية على الكاتب فلا نغفل مسؤولية دار النشر التي وافقت بالطباعة والتوزيع، فإنها تسيء لاسمها وسيتجنبها الكتاب والجمهور".

موضة لفت الإنتباه


من جانبها أكدت الشاعرة ريم خيري شلبي، أنها لن تستطيع الحكم على الكتاب كونه لم ينشر بعد، قائلة "لم أقرأ الكتاب كي أحكم عليه"، مضيفة أنه من حيث "العنوان فهي موضة للفت الإنتباه وواضح إن هذا ما حدث بالفعل"، مشيرة لوجود سابقة في كتاب بعنوان "ولا المرة".

وحول اعتبار كلمة "ملبن" مسيئة للمرأة المصرية أم مجرد إطراء شعبي ضمن ما نعيشه من فجاجة بالأدب والكتابة، ترى شلبي، بحديثها لـ"عربي21"، أن "كلمة ملبن وغيرها مجرد تعابير سوقية تجد علينا كل يوم".

وبشأن انتقاد البعض لمعرض الكتاب لاحتوائه على عناوين مثيرة، تعتقد الشاعرة المصرية أن "المعرض لا علاقة له بالعناوين وهو مجرد مؤجر والكل يعرض بضاعة تمثله، وهذا يرجع لدار النشر والكاتبة"، قائلة: "وهذا ليس حكم مني".

أسباب الانحطاط


وفي رؤيته قال الكاتب الصحفي، إبراهيم فايد، "الكتاب لم يُعْرَض بعد، ولكن الغلاف وحده كفيل بمحاكمة مَن سمحوا بمثل تلك المهزلة، وبالفعل هي قمة الإهانة للأدب ذاته ولمصر التي أنجبت عظماء الكتابة بالوطن العربي، وكذا إهانة للمرأة التي اعتاد الكُتَّاب للأسف حصرها بإطار الجنس والشهوة".

فايد، أوضح لـ"عربي21"، أن "هناك العديد من الكتب التي أثارت الرأي العام لمخالفاتها الصريحة إما للقيم المجتمعية والعادات والتقاليد، أو للشرائع والعقائد السماوية، ما بين دعاوى الشذوذ، والمناداة بالإلحاد، وصدور الفتاوى من غير أهلها، وكتابات جنسية أقحموها زورا تحت صنوف أدبية كالرومانسية أو الجريمة..".

وأرجع انتشار تلك الأعمال بشراهة وانتقال إباحيتها التي وصفها بـ"المنحطة" من الأفلام ودور السينما والغناء للكتب والمعارض الأدبية لأربعة أسباب؛ أولها لانتشار فيرس العلمانية الخبيثة بمجتمعاتنا الشرقية، دون مبادئها التي تدعو للحرية المسؤولة والانفتاح الراقي، لكنها الحرية العقيمة التي تجاوزت ووطئت بدنسها مبادئ الشرع والقيم والمحرمات".

وتابع الكاتب المصري: "ولعل السبب الآخر يكمن بأن الكثير من فاقدي الهوية الأدبية قرروا اقتحام المجال ولم يجدوا وسيلة لجذب جمهور الشباب سوى غوايتهم والتلاعب بمشاعر الغريزة والإغراء".

وأكد أن "ثالث تلك الأسباب يرجع لكون تلك المضامين اللاأدبية سببا رئيسيا لتحقيق بيع ورواج تجاري أكثر من الأعمال الأدبية الراقية بمجتمع أصابه الانحطاط والعفن الأخلاقي؛ ما دفع دور النشر للتخلي عن رسالتها الثقافية والتوعوية وانتهاج ثقافة البيزنس على عواهنه".

وأضاف "وأخيرا هنالك الكثير من عديمي الأهلية المهنية، يتباحثون دوما عن ملجإ يحصدون فيه ألقاب ومسميات تخرجهم من طور الشرود هذا، ووجدوا ضالتهم بمعرض كتاب (مولد وصاحبه غايب) يستغلونه لتوزيع أعمال أدبية تنقلهم من مرتبة (الصِيَّع) لمرتبة (الكُتَّاب)"، واصفا "حالهم كالمتورطين بغسيل الأموال، هؤلاء يغسلون أموالهم المخالفة، وأولئك يغسلون ماضيهم وحاضرهم الملوث".

وعبر الفضائيات وقعت مشادة بين الكاتبة والمحامي نبيه الوحش عبر فضائية "الرافدين"، وعبر نفس الحلقة اعتبر الداعية السلفي، سامح عبد الحميد، عنوان الكتاب جريمة ومسيء للمصريات، ويجرح مشاعر البنات، وتحرش بالشباب، متوعدا الكاتبة بإقامة دعوى قضائية.

 

وأثار الكتاب جدلا عبر مواقع التواصل، ونشر محمود طلبة، الغلاف معلقا بقوله: الطريف أنه للمرة الأولى توجد رقابة على الكتب قبل عرضها بالمعرض، والجميل أن الرقابة وافقت على الكتاب حتى لا تظلم الملبن".



وعبر محمد جامع عن حالة التردي التي انتابت الكتابة والأدب المصري بقوله: "من وحي القلم للرافعي إلى لا تظلموا الملبن لحسناء، مدى التحول في 60سنة".

 

من وحي القلم للرافعي إلي لا تظلموا الملبن لحسناء ، دا مدي التحول في 60سنه ??????


ورصد حساب باسم رودريجز، عبر موقع "تويتر" ما أسماه بـ"ثريد فيه مقتطفات من كتب معرض الكتاب القادم لتدركوا حجم المأساة"، مثل "لست عذراء"، و"أين يسكن الله"، و"شقة الجابرية"، و"جسد المرأة في القرآن"، و"العانس"، و"ذكريات في الشلالات".

 

 

ثريد فيه مقتطفات من كتب معرض الكتاب القادم .. عشان تدركوا حجم المأساة :

 

التعليقات (0)