سياسة دولية

هكذا قرأ "هندرسون" العملية الأمنية السعودية بالقطيف

هدرسون أرجع مصدر الأسلحة التي كانت بحوزة المسلحين لإيران- ارشيفية- تويتر
هدرسون أرجع مصدر الأسلحة التي كانت بحوزة المسلحين لإيران- ارشيفية- تويتر

قال الباحث بمعهد واشنطن، والمتخصص في شؤون الطاقة والدول العربية المحافظة في الخليج، سايمون هندرسون، إن العملية التي قامت بها السلطات السعودية في المنطقة الشرقية، وتحديدا بمدينة القطيف ذات الغالبية الشيعية، وأدت لمقتل 6 مسلحين، وقعت بمنطقة تمثل "نقطة الصفر للتوترات بين الرياض وكل من إيران والسكان الشيعة السعوديين".

ولفت هندرسون بمقاله في موقع المعهد على الإنترنت، إلى أن المنطقة "هي موطن حقول النفط الرئيسية والبنية التحتية لتصدير النفط في المملكة، كما أنها قريبة من البحرين التي ترتبط بالسعودية بجسر، وتستضيف مقر الأسطول الأمريكي الخامس".

وأضاف: "الأهم من ذلك، أن غالبية المواطنين في كل من "المنطقة الشرقية" والبحرين هم من معتنقي المذهب الشيعي ذاته المعتنق في إيران، التي تقع على بعد 120 ميلاً فقط عبر "الخليج العربي".

وأعلنت السلطات السعودية الأربعاء الماضي، مقتل 6 مسلحين وإصابة 5 من رجال الأمن في مواجهات أمنية بمحافظة القطيف، شرقي البلاد.

وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس"، عن رئاسة أمن الدولة أنه "نتيجة لمتابعة جهاتها المختصة لأنشطة العناصر الإرهابية بمحافظة القطيف، رصدت مؤشرات قادت إلى الكشف عن وجود ترتيبات لتنفيذ عمل إجرامي وشيك".

وبينت أن المواجهات أسفرت عن مقتل 6 مسلحين وإصابة 5 رجال أمن والقبض على أحد المسلحين مصابا، حيث جرى نقله إلى المستشفى وحالته مستقرة، وضبط العديد من الأسلحة بحوزتهم، مشيرة إلى أن "الأجهزة الأمنية مستمرة في متابعة وتعقب العناصر الإجرامية، الذين ينفذون أجندات لجهات خارجية (لم تسمها) تسعى للنيل من أمن البلاد واستقرارها".


اقرأ أيضا :  السعودية تعلن مقتل 6 مسلحين في "مواجهات أمنية" بالقطيف


ووصف هندرسون المواجهة التي تمت بأنها "أسوأ حادث من نوعه منذ منتصف عام 2017، عندما قُتِل ضابط أمن سعودي وأصيب عدة أشخاص آخرين بجراح خلال هجوم في المنطقة نفسها".

وأضاف هندرسون بمقاله: "من المؤكد تقريباً أن إيران كانت المصدر الأساسي للأسلحة والذخائر التي تم ضبطها في أعقاب الحادث وعرضها بعد ذلك، وكانت نموذجية للمخابئ التي عُثِر عليها في البحرين في السنوات الأخيرة (أي الأسلحة الآلية، والرصاص، والقنابل اليدوية)".

ولفت إلى أنه "يُعرف عن الشبان المتشددين في الجزيرة - الذين غالباً ما يتم تهميشهم اجتماعياً وسياسياً في وطنهم وينجذبون إلى خطاب الجمهورية الإسلامية - بأنهم تلقوا تدريباً في إيران أو جنوب العراق".

وزاد بالقول: "وفقاً لتقارير سعودية، كان مسلحو القطيف يستهدفون أفراد الأمن ويعطّلون مشاريع التنمية المحلية، في إشارة واضحة إلى عملية إعادة البناء المثيرة للجدل للمنطقة الوسطى من بلدة العوامية، التي استمرت عامين وأدت إلى اندلاع اشتباكات سابقة حيث تم تجريف المخابيء في البلدة المجاورة".


وقال إنه في اليوم الذي سبق الصدام الأخير، عرض الإعلام السعودي صورا وفيديوهات لبلدة العوامية الجديدة.

وبحسب هندرسون "لم تتضح بعد الظروف الدقيقة لكيفية اندلاع القتال ومدة اندلاعه، لكن صورة المبنى الذي صمد فيه المسلحون تشير إلى أن القوات السعودية استخدمت صاروخ موجه أو قذائف دبابات بالإضافة إلى نيران المدافع الرشاشة".

وأضاف أنه "باستثناء تشكيل الحادث نقطة حوار في اللقاءات الوشيكة لوزير الخارجية مايك بومبيو في الرياض والمنامة، من الصعب التنبؤ بنتائجه".

وختم بالقول: "يجدر بالذكر قيام المملكة بإعدام رجل الدين الشيعي المتشدد من سكان القطيف نمر النمر في كانون الثاني/يناير 2016، مما أدى إلى اقتحام السفارة السعودية في طهران وقطع العلاقات الدبلوماسية، ومن غير الواضح ما إذا كانت طهران أو الخلايا السعودية المحلية ستشعر مرغمة على الانتقام من قتل ستة مسلحين".
 

التعليقات (0)