مقالات مختارة

ترامب يجهل السياسة الخارجية

جهاد الخازن
1300x600
1300x600

الرئيس دونالد ترامب رجل أعمال لا علاقة له بالسياسة الخارجية الأمريكية، وهو يوماً بعد يوم يثبت أنه يعرف في السياسة الخارجية ما أعرف أنا من اللغة الصينية.

هو قد يحارب إيران في تحالف مع دول عربية، وقد ينسحب من اتفاق تجاري في أمريكا الشمالية ثم يعود إليه، إلا أنني اليوم أكتفي بموقفه من روسيا، فهو حليف الرئيس فلاديمير بوتين وربما كان عميلاً له دون أن يدري.

هو قال أخيراً: انظروا إلى الدول الأخرى، هناك باكستان ويجب أن تقاتل. لكن روسيا يجب أن تقاتل. سبب وجود روسيا في أفغانستان هو أن الإرهابيين فيها كانوا يدخلون روسيا. كانت معركة شديدة معهم والروس أفلسوا وعاد اسم بلدهم روسيا بدل الاتحاد السوفياتي.

وهكذا فأفغانستان جعلت الاتحاد السوفياتي روسيا مرة أخرى.

الولايات المتحدة كانت بلداً يحاول تصدير الديمقراطية إلى البلدان الأخرى منذ قرن تقريباً، إلا أن ترامب دخل البيت الأبيض وسياسته الخارجية أصبحت عداء مع حلفاء بلاده، واحتقاراً للمؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة وعداء للأنظمة الديمقراطية لأن محافظاً يريد الناس أن يتبعوه في سياسته.

الرئيس ترامب في عالم آخر، عالم من صنعه، والديمقراطيون الذين يسيطرون على مجلس النواب الأمريكي أصدروا سلسلة من القرارات في يومهم الأول تضم إعادة فتح الحكومة الفيدرالية بعد أن أغلق الرئيس معظمها وتوقف عن دفع مرتبات 800 ألف موظف حكومي، ورفضوا تمويل جدار مع المكسيك يريد الرئيس بناءه، وهو هدد بفيتو لوقف القرارات الديمقراطية.

في كلمة وجهها إلى الشعب الأمريكي عبر شاشات التلفزيون مساء الثلاثاء من المكتب البيضوي طلب ترامب تأييداً شعبياً لوقف «المعاناة الإنسانية» على الحدود مع المكسيك، وكرر هجومه على الديمقراطيين لرفضهم بناء جدار سيمنع دخول «المهاجرين المجرمين» إلى الولايات المتحدة، وتراجع، ولو إلى حين، عن التهديد باستعمال الفيتو الرئاسي.

قرأت أن عضوين جمهوريين في مجلس الشيوخ سيخوضان الانتخابات سنة 2020 هما كوري غاردنر من ولاية كولورادو وسوزان كولنز من ولاية ماين ابتعدا عن سياسة ترامب وقالا إنه يجب أن يوقف تجميد معظم العمل الحكومي حتى لو رفض الديمقراطيون أن يدفعوا له خمسة بلايين دولار لبناء الجدار مع المكسيك.

كانت هناك ستة قرارات أقرها الكونغرس بغالبية 241 صوتاً ضد 190 صوتاً، وأقر كذلك مصروف وزارة الأمن الداخلي بغالبية 239 صوتاً مقابل 192 صوتاً. أعضاء جمهوريون صوتوا مع الديمقراطيين لذلك أقرت القوانين بغالبية لا يملكها الديمقراطيون في مجلس النواب.

ترامب كان هدد بفيتو ضد قرارات مجلس النواب، وقال إنه يستطيع الحصول على خمسة بلايين دولار من وزارة الدفاع لبناء الجدار.

الرئيس هدد بأن إيقاف عمل الحكومة قد يستمر سنة أو أكثر لأنه مصر على بناء جدار مع المكسيك يقول خبراء أمريكيون إن بناءه غير ممكن، وإذا بني فهو لا يستطيع أن يوقف اللاجئين من أمريكا الوسطى.

التصويت على قوانين الديمقراطيين في مجلس النواب، وتأييد بعض الجمهوريين هذه القوانين بالموافقة عليها يعني أن دونالد ترامب ليس وحده في الميدان في واشنطن فهناك رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وهي كانت رئيسة المجلس سنة 2007، ومجلس النواب أقر بغالبية ضئيلة تمويل الحرب في العراق. هي حصلت على موافقة على تمويل الحرب بغالبية ضئيلة مع موافقة عدد من الديمقراطيين على التمويل، إلا أنها اليوم ندّ سياسي لدونالد ترامب ولن يستطيع الرئيس فرض رأيه عليها فالغالبية في الكونغرس التي تملكها بيلوسي ديمقراطية مثلها.

عن صحيفة الحياة اللندنية

1
التعليقات (1)
متفائل
الجمعة، 11-01-2019 07:05 م
ترامب الرئيس ، أرادوه حين اختاروه للبيت الأبيض ، أن يكون " قناعا " للإسرائليين ، وقد أقسموا أن لا يتحركوا إلا من وراء قناع ، و ظلا لحكام الرياض و أبو ظبي ، و قد أقسموا أن يعانقوا الصهاينة على مرأى و مسمع من العالمين ، هذا الذي تعلمه رئيسهم في السياسة الخارجية .

خبر عاجل