صحافة دولية

الموندو: تغييرات السعودية ساهمت بتعزيز نفوذ ابن سلمان

تزامنت التغييرات التي طرأت والحقائب الوزارية الرئيسية للأمن القومي، مع عملية إصلاح أجهزة المخابرات السرية - جيتي
تزامنت التغييرات التي طرأت والحقائب الوزارية الرئيسية للأمن القومي، مع عملية إصلاح أجهزة المخابرات السرية - جيتي

نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن مساعي إعادة تشكيل الحكومة في المملكة العربية السعودية، بعد الأزمة التي خلفتها قضية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الملك سلمان أمر يوم الخميس بإجراء تعديل واسع النطاق للحكومة.

 

وشملت التعيينات الجديدة وزير الخارجية إبراهيم العساف، الذي كان من بين كبار المسؤولين الذين اعتُقلوا خلال حملة التطهير التي أطلقها ولي العهد محمد بن سلمان منذ سنة.

وذكرت الصحيفة أن العساف، الذي سيحل محل عادل الجبير، قد تولى في السابق حقيبة وزارة المالية وكان عضوا في مجلس إدارة شركة النفط الحكومية العملاقة "أرامكو"، التي تم تأجيل خطة خصخصتها الجزئية عدة مرات.

 

ويعرف العساف مدى صرامة ولي العهد محمد بن سلمان، حيث كان واحدا من بين العشرات ممن طالتهم حملة مكافحة الفساد المزعومة في تشرين الثاني/ نوفمبر من سنة 2017 في فندق "ريتز كارلتون" في الرياض. وقد تم الإفراج عنه لأن النيابة لم تجد أي دليل ضده بشأن اختلاس الأموال.

وأوردت الصحيفة أن معظم رفاق العساف، من كبار المسؤولين السابقين إلى الأمراء، قضوا أسابيع في الاحتجاز قبل التوصل إلى اتفاق مع السلطات السعودية والتخلي عن جزء من ثرواتهم.

 

وبالنسبة لبعض النقاد، فإن عملية التطهير ساهمت في تعزيز سلطة ونفوذ ابن سلمان والقضاء على منافسيه المحتملين.


اقرأ أيضا :  إبراهيم العساف.. من "ريتز كارلتون" إلى الخارجية السعودية


وقد تزامنت التغييرات التي طرأت على مجلس الوزراء والحقائب الوزارية الرئيسية للأمن القومي، مع عملية إصلاح أجهزة المخابرات السرية بعد قضية اغتيال خاشقجي، التي زادت من نبذ المجتمع الدولي للنظام السعودي ومن الشكوك التي تحوم حول ابن سلمان واحتمال صعوده إلى العرش.

وأوضحت الصحيفة أن المرسوم الملكي فيه تكليف للأمير عبد الله بن بندر بن عبد العزيز بمهمة توجيه الحرس الوطني، وإعادة تشكيل مجلس الأمن والسياسة في المملكة العربية السعودية.

 

وبناء على ذلك، تم تعيين اللواء خالد بن قرار الحربي مديرا للأمن العام، بينما سيتولى مساعد بن محمد العيبان منصب مستشار الأمن الوطني.

وأفادت الصحيفة بأن الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل عُين رئيسا للهيئة العامة للرياضة خلفا للمستشار تركي آل الشيخ، وهي محفظة وزارية إستراتيجية لبلد يرغب في تعزيز الاحتفال بالأحداث الرياضية على أراضيه، لتلميع صورته على المستوى الدولي.

 

أما تركي آل الشيخ، فقد عين رئيسا لهيئة الترفيه، التي أنشئت حديثا جنبا إلى جنب مع بعض القطاعات الأخرى التي تريد الرياض الترويج لها. ومن جهته، منح حمد آل شيخ منصب وزير التعليم.


وفي الأسابيع الأخيرة، حاول الملك سلمان إعادة إنعاش خطة الإصلاح التي يقودها ابنه بحثا عن تنويع الاقتصاد المحلي وجعله أكثر انفتاحا، وهو رهان يحاول من خلاله إبعاد الشبهات عن نفسه في جريمة قتل خاشقجي في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر المنقضي في القنصلية السعودية في إسطنبول، حيث قُتل وقُطِّعت أوصاله.

وأوردت الصحيفة أن المسؤول الرئيسي عن هذه العملية هو ولي العهد، الذي أغرق المملكة منذ توليه لمنصبه بقرارات عدوانية ومفاجئة.

 

ومن جهتها، تسعى المملكة إلى حماية ملكها المستقبلي، وحيال هذا الشأن، صرحت المعارضة السعودية والأستاذة في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، مضاوي الرشيد، بأنه "بعد عملية القتل مباشرة، أطلق ترامب إستراتيجية لإعفائه من أي مسؤولية".

وأشارت الصحيفة إلى أن تقارير المخابرات الأمريكية ترجح أن الأمر بقتل خاشقجي صادر عن بن سلمان. وفي الوقت الحالي، لا تهدد هذه التحقيقات عملية وصوله المحسوبة إلى العرش.

 

اقرأ أيضا : الملك سلمان يعيد تشكيل مجلس الوزراء وإقالة الجبير (شاهد)

 

وعلى ضوء ذلك، صرحت المحللة مضاوي الرشيد بأنه "لا توجد أي نية لإقصائه، فالسياسة الخارجية للولايات المتحدة وأوروبا تتسامح مع هذه الفظائع، ولن يعرضوا استثماراتهم ومبيعات الأسلحة أو شراكاتهم الاقتصادية للخطر بسبب صحفي.

 

لذلك، علينا أن نكون أكثر واقعية. وأنا لا أرى أي إشارة تدل على أن السعودية ستتعرض للعقاب".

التعليقات (0)