سياسة عربية

حركة تغييرات السيسي العسكرية.. مخاوف أم استراتيجية جديدة؟

تغييرات السيسي شملت تعيين اللواء خالد مجاور مديرا للمخابرات الحربية- أرشيفية
تغييرات السيسي شملت تعيين اللواء خالد مجاور مديرا للمخابرات الحربية- أرشيفية

أثارت حركة تغييرات وتنقلات في قيادات القوات المسلحة المصرية، تساؤلات بشأن أسبابها وتوقيتها من جهة، وعدم الإعلان عنها عبر وسائل الإعلام ووكالة الأخبار الرسمية حتى الآن من جهة أخرى، بما فيها القنوات الفضائية، والصحف والمواقع الإلكترونية الموالية للنظام.

وشملت حركة التغييرات التي أجراها، رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، تعيين اللواء خالد مجاور، مديراً لإدارة المخابرات الحربية، خلفا للواء محمد الشحات، الذي شغل المنصب لنحو ثلاث سنوات.

وشغل مجاور، منصب الملحق العسكري المصري في واشنطن، وقائد الجيش الثاني الميداني في منطقة الإسماعيلية، قبل تعيينه في أيلول/ سبتمبر الماضي نائبا لمدير إدارة المخابرات الحربية.

كما شملت حركة التغييرات تعيين اللواء صلاح سرايا قائدا للمنطقة الغربية العسكرية التي تتولى تأمين الصحراء المتاخمة للحدود مع ليبيا.

وأصدرت الرئاسة المصرية، بيانا مقتضبا، ذكرت فيه أن السيسي اجتمع بوزير الدفاع الفريق أول محمد زكي، دون الإشارة إلى أي تفاصيل أخرى بشأن الاجتماع.

 

اقرأ أيضا: أنباء عن إقالة مدير المخابرات الحربية في مصر

ومنذ تولي السيسي الحكم في 2014 قام بالإطاحة بمئات القادة والمسؤولين العسكريين الذين كانوا على رأس كل الأجهزة الأمنية والعسكرية دون استثناء.

استراتيجية الحكم الفرد


وتعليقا على حركة التغييرات الأخيرة، قال رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشورى السابق، رضا فهمي، لـ"عربي21": إن أي انقلاب عسكري يسعى لتثبيت أركان حكمه من خلال التخلص من جميع الوجوه القديمة أو ما يسمى بالحرس القديم".

مضيفا أن "السيسي قام بالإطاحة بجميع القادة العسكريين في الطبقات الثلاث الأولى من خلال تغيير قادة أجهزة الجيوش، وجهازي المخابرات العامة والحربية، وكذلك الأمنية، ثم انتقل للطبقة الثانية بتغيير قادة الفروع في الجيوش، وأخيرا الطبقة الثالثة والاستعانة بهم في مهام الطبقتين الأولى والثانية".

وأكد أن فكرة التغييرات "تقوم على مبدأ الولاء أولا، وتثبيت أركان حكمه ثانيا، وعدم بقاء أي قيادة عسكرية في منصبها طويلا، ثالثا؛ ما نتج عنه تغيير كامل شكل المجلس العسكري، وتصبح الدولة تحت حكم الفرد الواحد وتدين له بالولاء، خاصة أنه يحرص على الاستعانة بوجوه متطلعة للمناصب".

واستبعد فهمي أن يكون للتغييرات أي علاقة بما يحدث من حركات شعبية في عدد من البلدان من بينها جارة مصر السودان، قائلا: إن "السيسي يتخذ خطوات استباقية لمنع حدوث أي حراك ثوري، ولكن تبدو الحاجة إلى ثورة في عهد السيسي أكثر إلحاحا مما كانت عليه قبل مبارك".

آخر الحرس القديم

من جهته؛ قال السياسي المصري، محمد سعد خيرالله، لـ"عربي21": إن "مدير المخابرات السابق، محمد الشحات، هو آخر القيادات في الحرس القديم للسيسي، وموجود في منصبه منذ نحو ثلاث سنوات"، لافتا إلى أن "السيسي أصبح يعتمد استراتيجية عدم البقاء طويلا مع القيادات العسكرية، وهو يظهر مدى حذره واحتراسه أكثر مما يدل أو ينم عن وجود أزمة".

 

اقرأ أيضا: تغييرات بمصر تشمل مواقع في الجيش ومدير المخابرات الحربية

وأكد أن "هناك قناعة لدى السيسي أن جميع من يأتي بهم إلى مناصب قيادية يدينون بالولاء له، ولذلك يطيح بأي قيادة عسكرية أو أمنية كانت سابقة أو لاحقة على وجوده دون اختياره هو، ولذلك يحرص على تعيينهم بنفسه، ومن ثم إقصائهم بعد فترة حتى لا يتحولوا إلى مراكز قوى".

واستبعد أن يكون للحراك الشعبي في بعض الدول أي دور في التغييرات الأخيرة "فمصر الآن في حالة موت سريري، ولا توجد أي مؤشرات على الأرض تنذر بحدوث أي حراك شعبي مع الوضع في الاعتبار غياب أي حركة سياسية أو شعبية قادرة على توحيد المصريين".

التعليقات (1)
عادل العادل
الإثنين، 24-12-2018 11:05 ص
هذا ما يقوم به جميع القادة الديكتاتوريون الذين يسيطرون على الحكم ورقاب الشعب. يحمون أنفسهم من خلال السيطرة على القوات الأمنية والعسكرية وخزائن الدولة وذلك في إستبدال العسكريين والبيروقراطيين بعناصر فاسدة إنتهازية منافقة موالية للحاكم لا يهمها سوى مصالحها الخاصة. هذا كان أول ما قام به الغير مأسوف عليه حافظ الأسد. أملنا أن يكون لدى هؤلاء القادة العسكريين الجدد بعض من المبدء والضمير والإنتماء لشعبهم وأمتهم أكثر من خدمة مصالح رئيس فاسد يخدم مصالح الأعداء على حساب شعبه وأمته.

خبر عاجل