سياسة دولية

"السترات الصفراء" تحشد لموجة جديدة في كافة أنحاء فرنسا

مجلس الشيوخ الفرنسي أقر إجراءات اقتصادية طارئة في محاولة لتهدئة الشارع- جيتي
مجلس الشيوخ الفرنسي أقر إجراءات اقتصادية طارئة في محاولة لتهدئة الشارع- جيتي

تحشد "السترات الصفراء" لموجة جديدة من الاحتجاجات في جميع أنحاء فرنسا، في وقت أقر فيه مجلس الشيوخ الفرنسي إجراءات اقتصادية طارئة في محاولة لتهدئة الشارع.


وتستمر الاحتجاجات للأسبوع السادس على التوالي ويأمل المنظمون في حشد كبير قبيل ثلاثة أيام من انطلاق احتفالات أعياد الميلاد، رغم أنها شهدت تراجعا ملحوظا في أعداد المحتشدين.

ودعت الشرطة المحلات التجارية في باريس التي يفترض أن تكون مكتظة بمناسبة عيد الميلاد إلى "التزام الحذر".


وأشارت وزارة الداخلية الفرنسية إلى نشر قوات أمنية "متكافئة وتم تكييفها" بدون أن تذكر عددها.

 

وكانت السلطات الفرنسية إن رجلا لقي حتفه في جنوب البلاد أمس الجمعة عندما اصطدمت سيارته بشاحنة عند حواجز على الطريق أقامها محتجو (السترات الصفراء) ليرتفع بذلك عدد الوفيات المرتبطة بالمظاهرات المناهضة للحكومة إلى عشرة.


ومن المتوقع خروج عدد من المظاهرات في أنحاء متفرقة من فرنسا اليوم السبت بما في ذلك مسيرة في مدينة فيرساي التي توجد فيها قلعة ترمز إلى سلطة الدولة وتعد أحد أهم المزارات السياحية في أوروبا.


وقال شهود من رويترز وقناة (بي.إف.إم) وقناة (سي نيوز) الإخباريتان إن عددا قليلا للغاية من المتظاهرين احتشد في فيرساي كما شهدت شوارع باريس عددا أقل بكثير من المظاهرات مقارنة بالأسابيع السابقة.


وذكرت القناتان الإخباريتان أن العشرات تظاهروا في شوارع منطقة مونمارتر القريبة من كنيسة القلب المقدس، أحد المعالم السياحية الشهيرة الأخرى في العاصمة، وهتفوا قائلين "انضموا إلينا يا سكان باريس". ودعا آخرون الرئيس إيمانويل ماكرون للتنحي.


وتظاهر حوالي 800 شخص في باريس الساعة 1100 بتوقيت جرينتش تقريبا وقالت الشرطة إنه لا توجد حالات عنف أو اعتقالات. ويتناقض هذا المشهد مع تظاهر نحو أربعة آلاف شخص في المدينة يوم السبت الماضي.


وبدأت احتجاجات (السترات الصفراء) في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر تعبيرا عن رفض زيادات في ضريبة الوقود ثم تحولت إلى احتجاج على سياسة الإصلاح الاقتصادي التي يطبقها ماكرون الذي قدم تنازلات تتعلق بالضرائب والرواتب هذا الشهر.


لكن الحركة فقدت الزخم تدريجيا في الأسابيع القليلة الماضية إذ شارك 66 ألف شخص فقط في الاحتجاجات على مستوى فرنسا يوم السبت الماضي مقارنة بقرابة 300 ألف متظاهر في 17 نوفمبر تشرين الثاني.

وكانت السلطات الفرنسية نشرت الأسبوع الماضي حوالي 69 ألف رجل شرطة بينهم ثمانية آلاف في باريس تساندهم آليات مدرعة تابعة للدرك.

وقالت وزارة الداخلية إن هذه الآليات ستنشر السبت مجددا و"ستتمركز" في مناطق مثل تولوز وبوردو (جنوب شرق) وبوش دو رون (جنوب). لكنها ستكون في "حالة تأهب" في باريس.

وفي باريس، ستغلق كل محطات المترو التي تؤدي إلى الشانزليزيه وكذلك محطة ميروميسنيل المؤدية إلى وزارة الداخلية ومقر الرئاسة قصر الإليزيه.


وتنظم المسيرات بشكل رئيس في العاصمة باريس، بينما تنظم تظاهرات أيضا في ليون (وسط الشرق) وتولوز وأورليان (وسط) وبريتاني (غرب) خصوصا.

 

اقرأ أيضا: محتجو "السترات الصفراء" في فرنسا يغلقون نحو 200 طريق

وفي منطقة جيروند (جنوب غرب)، قال مصدر في حركة الاحتجاج لوكالة فرانس برس إن بعض متظاهري "السترات الصفراء" ينوون القيام "بتحركات اقتصادية"، مثل إغلاق مراكز تجارية في أوج التسوق لعيد الميلاد.

وتأتي هذه التحركات غداة مصادقة البرلمان الفرنسي على سلسلة من القوانين التي تشكل تنفيذا لقرارات أعلنها الرئيس إيمانويل ماكرون مثل إعفاء الموظفين من الضرائب على الساعات الإضافية ودفع مكافأة استثنائية معفاة من الضرائب للموظفين الذي يتقاضون حتى 3600 يورو.

التعليقات (0)