ملفات وتقارير

بعد تشكيل كوسوفو جيشها.. هل تشتعل البلقان مجددا؟

البرلمان الكوسوفي أقر تشكيل جيش من 2500 عنصرا وسط معارضة روسية وأروبية- جيتي
البرلمان الكوسوفي أقر تشكيل جيش من 2500 عنصرا وسط معارضة روسية وأروبية- جيتي

أعاد قرار برلمان دولة كوسوفو تشكيل جيش خاص لها، أجواء التوتر في منطقة البلقان بأبعاده الدولية والإقليمية، لا سيما بعد رفض روسيا ودول من الاتحاد الأوروبي وصربيا للقرار فيما أيدته الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا.


وينص القانون الذي أقره برلمان كوسوفو الجمعة الماضية على أن جيشها سيكفل "ضمانة سلامة ووحدة أراضي البلاد وحماية ممتلكات جمهورية كوسوفو ومصالحها وتقديم دعم عسكري للسلطات المدنية في حال وقوع كارثة والمشاركة في عمليات دولية".


ويضم الجيش حاليا 2500 عنصر، سيرتفع عددهم إلى خمسة آلاف في وقت لاحق، إلى جانب ثلاثة آلاف من جنود الاحتياط. 


والاثنين، فشل مجلس الأمن في اتخاذ قرار بخصوص هذه القضية، في ظل انقسام مواقف أعضاء المجلس حولها ما يثير تساؤلات عن مستقبل الأوضاع في البلقان والخيارات التي ستلجأ لها صربيا والدول المعارضة لخطوة بريشتينا.


هل تشتعل مجددا؟


وحيال سيناريوهات المستقبل بعد هذا التطور، عبر المحلل السياسي وخبير القانون الدولي إسماعيل خلف الله عن "اعتقاده بأن رغبة كوسوفو بتشكيل جيش لها هو قرار سيادي"، مضيفا أنه ونتيجة لانقسام المجتمع الدولي حوله "من الطبيعي أن يسبب بأزمة في منطقة البلقان".


وتابع خلف الله في حديثه لـ"عربي21": "عندما نسمع الأمين العام لحلف الناتو يقول بأن قرار كوسوفو بتشكيل جيش جاء في الوقت غير المناسب وضد نصيحة العديد من دول الحلف وستكون له تداعيات خطيرة، فهذا يعني أن الأزمة التي ستنتج عن هذا القرار ليست سياسية فقط وإنما من الممكن جدا أن تكون عسكرية".


في المقابل،  أشارت المختصة هالة الساحلي بالشأن الأوروبي إلى أن "هذه الأزمة لن تتحول لمواجهة عسكرية، وإنما ستكون سياسية فقط على الأقل مبدئيا".


وتابعت في حديثها لـ"عربي21": "حينما نقارن القوات الكوسوفية مع الصربية يظهر لنا أنه لا مجال لمواجهة عسكرية، فقوات الأولى مكونة من 5 آلاف منهم 3 آلاف احتياطي، بينما بالمقابل الجيش الصربي مكون من 30 ألف عسكري".


ولفتت إلى أن "بلغراد لن تستطيع التحرك ضد بريشتينا عسكريا، لأن أي تصعيد من قبلها سيعد خرقا لمعاهدة السلام وتعد على الجارة  المستفزة كوسوفو".


رد سياسي


واتفق المحلل السياسي الروسي أندريا أونتيكوف مع الساحلي، بأن الرد من جهة صربيا سيكون سياسيا ولن يتطور إلى مواجهة عسكرية مع كوسوفو.


وقال أونتيكوف لـ"عربي21": أشكّ بأن نرى ردا على الأرض، وسيبقى الرد الصربي سياسيا، ولن تقوم بشن حرب على كوسوفو".


وحول موقف روسيا من الأزمة أشار المحلل الروسي إلى أن "موسكو تعارض من الأساس انفصال كوسوفو، وردها مبدئيا سيكون سياسيا ومتوافقا مع الموقف الصربي وذلك عبر رفض قرار تشكيل جيش لها ودعم بلغراد في المحافل الدولية، وفي حال قررت الأخيرة شن حرب على كوسوفو فإن موسكو ستدعمها بشكل كامل".


ازدواجية المعايير 

 

 وعن الاتهامات لموسكو بالازدواجية في التعامل مع موضوع قضية كوسوفو، حيث أيدت انفصال جزيرة القرم عن أوكرانيا، يقول أونتيكوف إنه "لا مجال للمقارنة بين الحالتين، فجزيرة القرم أعلنت انفصالها عن أوكرانيا بعد استفتاء شعبي متوافق مع القوانين الدولية، بالمقابل كوسوفو أعلنت انفصالها بناء على قرار البرلمان وهو لا يمثل الشعب كله ولا يتوافق مع القوانين الدولية".


وأعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا في العام 2008، وتعترف بها حاليا 115 دولة في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، ومن أبرز الدول التي لم تعترف بها هي روسيا والصين.


وسعت كوسوفو إلى الانضمام الاتحاد الأوروبي، إلا أن مساعيها باءت بالفشل، وهو ما عبر عنه رئيس وزراء كوسوفو راموش هاراديناج بالقول إن "الاتحاد الأوروبي خان سكان بلاده".


كما خاض الكوسوفيون حربا طويلة مع القوات الصربية للاستقلال استمرت من العام 1997 إلى العام 1999، قبل أن تتوقف بعد تدخل لحلف الناتو، تلا ذلك صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بإرسال من الأمم المتحدة لإدارة البلاد.


التعليقات (0)