فنون منوعة

إلهام شاهين سفيرة للتراث العربي.. أين ذهب المثقفون؟

إلهام شاهين -
إلهام شاهين -

انتابت حالة من الغضب الشارع الثقافي المصري بعد تنصيب الفنانة إلهام شاهين، سفيرة للتراث العربي لعام 2018-2019، وسط التساؤل عن أسباب غياب المثقفين والمفكرين والأدباء العرب عن مثل هذا المنصب حتى ولو كان شرفيا.

وجاء التنصيب تكريما لها من المركز الثقافي للتراث العربي بفرنسا على هامش فعاليات المؤتمر الدولي الأول للحفاظ على التراث الفني والثقافي المصري، برعاية وزارة السياحة، وبحضور عدد من الفنانين بينهم هالة صدقي التي تلقي كلمة المؤتمر المقام بأحد الفنادق المطلة على الأهرامات بالجيزة.

ويناقش المؤتمر أثر التغيرات المناخية بالمنطقة العربية على الآثار، ودور المؤسسات غير الحكومية والحكومية بإنقاذ الآثار، ودور البحث العلمي بمواجهة عوامل تلف الآثار، وصيانتها، بمشاركة نخبة من أساتذة الآثار والتاريخ من مختلف أنحاء العالم حسب تصريح صحفي لأستاذ الآثار اليونانية الرومانية حنان أبو الدهب.

وأقيم الحفل صباح الأحد، في غياب وفد المركز الثقافي للتراث العربي بفرنسا بسبب أحداث تظاهرات "السترات الصفراء" في باريس حيث فشل الوفد في الالتحاق بالطائرة المتجهة للقاهرة، حسب صحيفة "الشروق" المصرية.

وكان قد تم اختيار شاهين كسفيرة للنوايا الحسنة من الأمم المتحدة بدبي في تشرين الثاني/نوفمبر 2014، إلا أنها دائما ما تثير الجدل بحديثها في الأمور الدينية تارة، وعن الأوضاع السياسية المصرية تارة أخرى ومنها الثورة المصرية، ففي كانون الأول/ديسمبر 2016، قالت إنها "ودتنا في داهية".

وفي كانون الثاني/يناير 2015، أعلنت الفنانة المؤيدة لنظام عبد الفتاح السيسي الذي وصل إلى السلطة بعد انقلاب عسكري، عن تلقيها دعوة مع فنانين من السيسي، للمشاركة في تغيير الموروثات "البالية" لدى المسلمين عن طريق الفن.

انعكاس لدى السلطة

وفي تعليقه على تكريم إلهام شاهين ومنحها المنصب دون المثقفين، قال رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لقصور الثقافة الأسبق‏ سعد عبدالرحمن: "غياب الأدباء والمفكرين عن مثل هذا المنصب انعكاس لقيمة الفكر والأدب في عرف السلطات بعامة سياسية واجتماعية وثقافية أيضا".

الشاعر المصري، أضاف لـ"عربي21"، أن "من ذلك السلطة التي رشحت الفنانة إلهام شاهين التي من المؤكد أنها - مع تقديري لها كفنانة ممثلة- لا تعرف شيئا ذا قيمة عن التراث الذي ستكون سفيرة عنه".

وقلل من قيمة الأمر ساخرا بقوله: "على كل حال لا قيمة حقيقية ولا تأثير فعليا لمثل تلك المناصب الخنفشارية لا سيما عندنا، إن هذا المنصب أشبه ما يكون بوظيفة (مفتش مراجيح مولد النبي) أو (مدير عام إدارة عموم الزير) وهكذا".

وجه ثقافة مصر

وحول من يقف خلف منح هذا المنصب لممثلة بدلا من عشرات المفكرين والمثقفين، قال الكاتب الصحفي أسامة الألفي: "لا أعرف تحديدا من خلف الاختيار؛ فالتافهون كثر"، مؤكدا على أهمية هذا المنصب بقوله: "أخالف في الرؤية مع من يقول بشرفية المنصب؛ فهو يمثل وجه ثقافة مصر".

الشاعر والناقد الأدبي أوضح لـ"عربي21"، أن هذا المنصب "ينبغي أن يكون السفير أو السفيرة فيه من مثقفي العيار الثقيل، ولابد من أن يكون الترشيح لمثل هذه المناصب التي توصف بـ (الشرفية) من الجامعات والهيئات الثقافية".

وبشأن من يستحقون هذا المنصب، بين أن "هناك كثيرين يستحقون هذا الاختيار مثلا الدكاترة محمد عبد المطلب –أستاذ النقد الأدبي والبلاغة وحاصل على عشرات الجوائز-، ويوسف نوفل -أبرز الشخصيات في النقد العربي الأدبي الحديث-، والروائي محمد جبريل –أكثر من 50 مؤلفا-"، مضيفا: "واستبعدت اسم المفكر الدكتور حلمي القاعود –أكاديمي وأديب له نحو 40 مؤلفا بالفكر والثقافة والإسلام- لمعرفتي باستحالة الموافقة عليه".

ويرى مساعد رئيس تحرير الأهرام الأسبق، أنه أولا يجب أن يكون لدينا وزارة للثقافة وليس وزيرة لتكريم مبدعات عربيات لم يسمع بهن أحد؛ وذلك قبل ترتيب المشهد الثقافي وإعادة الإحياء لمكانة المثقف ودوره، معتقدا أن الوضع السيئ للمثقفين والثقافة أحد أسبابه "الدولة التي لا تعترف بسوى مثقف السلطة وهم من يحضرون كل احتفالاتها منذ 40 عاما".

انزعاج ولا اندهاش

ومن جانبه قال الباحث والكاتب والإعلامي خالد الأصور: "حين قرأت الخبر.. شعرت بالانزعاج، لكن لم أندهش.. أما مبعث الانزعاج فهو أن وزارة السياحة المصرية هي الجهة الرسمية التي ترعى ما يسمى بالمؤتمر الدولي الأول للحفاظ على التراث، ولم أندهش لأننا بالفعل نشهد خلال السنوات الأخيرة احتكارا رسميا للشأن الثقافي والإعلامي والفني".

الأصور أضاف لـ"عربي21"، أن "هذه العناوين الثلاثة (ثقافة، وفن، وإعلام) مصر تزخر بالكثير جدا من الرموز ذات الإسهام الحقيقي حتى ممن هم قريبون من أجهزة الدولة"، موضحا: "ولكن لأن الممسكين بزمام هذه الثلاثية لا علاقة لهم بها من قريب أو بعيد لذا فإننا نرى الأعاجيب؛ فإذا كان من تحدث في غير فنه أتى بالعجائب، فما بالنا بمن يوجه وينفذ سياسات لا مجرد حديث فقط".

ورصد علامات ذلك بقوله: "لقد مرت هذه الأيام ذكرى وفاة الشاعر أحمد فؤاد نجم، ولا حس ولا خبر في أجوائنا الفنية والثقافية التي أثراها الشاعر الراحل.. بينما يتم الاحتفاء بإلهام شاهين"، متعجبا "وفي نفس المؤتمر سيكون هناك حضور خاص آخر للممثلة رانيا يوسف بعد واقعتها الشهيرة الأخيرة بالظهور بفستان مثير للجدل بحفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي نهاية الشهر الماضي".

وأشار لإحدى أحاديث الفنانة المكرمة كسفيرة للتراث العربي بقوله: "ويكفي وإذا كان البعض يريد تكريما للممثلة إلهام شاهين على تصريح سابق لها نصه (طريق الإصلاح طويل وبيوجع ولازم نستحمل).. فليكتفوا بوجع إلهام الطويل اللي استحملته كتير، ولا يوجعوا أعصابنا".
التعليقات (5)
مواطن صالح و شريف.
الجمعة، 21-12-2018 11:49 ص
اذكر اخواني باننا في زمن الرويبضة.من العلامات الصغرى ليوم القيامة. فلا عجب من مصر السيسي . ولا من السعودية ال سلمان. ولا من عمان ال قابوس. ولا من تونس ال طرابلسي ولا من سوريا ال بوتين . ولا من البحرين ال خليفة. البقاء لله وحده.الله غالب.
واحد من الناس... سفيرة التراث العربي.... ممثلة عن ذوات الرايات الحمر في زمن الجاهلية
الثلاثاء، 18-12-2018 07:27 ص
.......
سوري مغترب
الأحد، 16-12-2018 11:43 م
سفيرة العهر الشرقي والإباحية الفرعونية!! مرحباً بالسكس ووداعاً للشرف!!
مصري جدا
الأحد، 16-12-2018 07:23 م
باختصار مصر لا يوجد بها بالفعل مثقفون ،،، والأسماء المطروحة من التيار العلماني أمثال نوال السعداوي وخالد منتصر وفاطمة ناعوت وسعد الهلالي ومراد موهبة وجابر عصفور وشريف الشوباشي ،،، هم اصلا ضد كل ما هو عربي واسلامي ،،، أما الهام شاهين فهي كما يقول المصريون ،،، ابيض يا ورد ،،لا تحمل فكرا ولا ثقافة ولن تحمل ،،، وهل كانت المرشحة لمنصب رئاسة اليونسكو السفيرة مشيرة خطاب من المثقفات ؟ لا والله ولا تعرف شيئا ،،، لكنها عصور الانحطاط ،،،
احمد
الأحد، 16-12-2018 03:43 م
لا يوجد اي غرابه في هذا ما دام هذا الترشيح من الفرنسيين لانهم ينظرون للغناء و الرقص كجزء من الثقافه في حين ينظر العرب للثقافه هي كل ما له علاقه بالكتب من شعر و ادب و فكر المهم في الامر ليس في اختيار الهام شاهين و لكن من الذي نصب مركز ثقافي اجنبي مهمته نشر اللغه و الثقافه الفرنسيه في التراث العربي ؟ ومن الذي اعطاه الحق للكلام في الثقافه العربيه ؟ كان يفترض بوزاره الخارجيه المصريه ان تنبه المركز الثقافي وهو تابع للخارجيه الفرنسيه ان تصرفه غير مقبول و عليه ان يلتزم بالشروط التي فتح من اجلها