ملفات وتقارير

لقاء مرتقب بين السراج وحفتر برعاية إيطالية.. ما الجديد؟

ليست هذه المرة الأولى التي سيلتقي فيها الطرفان- أ ف ب
ليست هذه المرة الأولى التي سيلتقي فيها الطرفان- أ ف ب

طرحت التصريحات الإيطالية حول لقاء جديد وشيك بين رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج وبين اللواء الليبي خليفة حفتر، تساؤلات حول الجديد الذي سيقدمه هذا اللقاء، وما إذا كانت هناك صفقة بين الرجلين برعاية إيطالية، خاصة مع الحديث عن تغيير قريب للسراج وحكومته.

وأعلن رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، أن "روما ستستضيف الأسبوع الجاري لقاء جديدا بين السراج وحفتر، دون الكشف عن يوم اللقاء تحديدا.

وأشار كونتي إلى أن "مؤتمر باليرمو، الذي عقد مؤخرا وجمع بين حفتر والسراج، لم يكن مجرّد واجهة، لكنه يندرج ضمن آلية دقيقة من جانب إيطاليا لبسط الاستقرار في ليبيا"، وفق تصريحاته للمحطة الثانية للتلفزيون الإيطالي.

زيارة طرابلس

وجاءت الدعوة بعد أيام قليلة من زيارة غير معلنة قام بها الجنرال الليبي خليفة حفتر إلى روما، التقى خلالها مسؤولين إيطاليين، والتقى أيضا السفير الأمريكي في تونس والمسؤول عن الملف الليبي، لمناقشة مخرجات مؤتمر "باليرمو" وكيفية تطبيقها.

وتحدثت تقارير سابقة عن دعوة وجهها رئيس حكومة الوفاق، فائز السراج، إلى حفتر لزيارة العاصمة الليبية طرابلس، وعقد لقاءات هناك؛ بهدف توحيد الجهود والمؤسسات، دون مزيد من التفاصيل.

وطرح التقارب بين السراج وحفتر، وكذلك اللقاء القريب بينهما تساؤلات عدة.

"ضغط أمريكي"

من جهته، رأى الكاتب الصحفي الليبي عبدالله الكبير أن "اللقاء بين السراج وحفتر إذا ما جرى فهو يهدف إلى قطع الطريق بشكل نهائي على محاولات مجلس الدولة والبرلمان تغيير المجلس الرئاسي، كما أنه سيؤكد عودة إيطاليا كلاعب أول في المشهد السياسي الليبي".

وأضاف في تصريحات لـ"عربي21" أن "الدفع بهما لهذا اللقاء يأتي بضغط أمريكي لتوحيد السلطة التنفيذية، والاتفاق على وزير للدفاع مقبول من الطرفين؛ تمهيدا للانتخابات المرتقبة"، وفق تقديره.

"تحالف مدعوم خارجيا"

لكن المدون الليبي فرج فركاش أشار إلى أن "هناك تحالفا بين السراج وحفتر بات واضحا، خاصة بعد تصريحات الأخير في باليرمو عن تأيده لبقاء السراج، الذي أكد بدوره عن إمكانية التفاهم مع حفتر، ودعوته للأخير لزيارة طرابلس".

وأوضح لـ"عربي21" أن "إيطاليا أدركت أنه ليس هناك حل لدعم الاستقرار وحماية مصالحها دون الأطراف الفاعلة على الساحة الليبية، لكن هذا أيضا يحتاج إلى دعم داخلي، إضافة إلى التأييد الدولي، وسنرى تحركات في هذا الاتجاه قريبا بمباركة بعض النواب وأعضاء من مجلس الدولة لهذا التقارب بين السراج وحفتر".

وتابع: "وربما يكون الحل هو بقاء الرئاسي الحالي أو ربما رئاسي ثلاثي يبقى فيه السراج، وتشكيل حكومة وحدة وطنية منفصلة رئيسها مدعوم من قبل حفتر، وتزكية أطراف داخلية، أما تغيير السراج فأصبح من الماضي"، وفق كلامه.

"مبادرة توازن قوى"

وقال الناشط من الشرق الليبي والمقرب من القيادة العامة هناك، فتح الله غيضان، إن "اختزال الأزمة الليبية في المشير حفتر والسراج أصبح أمرا واقعا وواجب التعامل معه، فمنهم من يملك الأرض والقوة، والآخر مدعوم دوليا".

وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "إيطاليا بعد تقاربها الأخير من المشير حفتر تحاول الآن ألا تخسر السراج أيضا، ولا أظن أن هناك صفقة بين الطرفين، لكنها مبادرة إيطالية لتحقيق التوازن بين القوة والسياسة حتى الوصول إلى الانتخابات"، حسب توقعاته.

وتابع: "من المهم أيضا في هذا الإطار الحديث عن ما حث عليه الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعه أمس حول ضرورة إبرام اتفاق شامل حول توحيد القوات المسلحة تحت السلطة المدنية، في إطار حوار القاهرة، وهذا تحول كبير"، كما قال.

"مصالح روما"

المحلل السياسي الليبي المقيم في كندا، خالد الغول، أكد أن "إيطاليا مهتمة بمصالحها الاقتصادية فقط، خاصة موضوع الهجرة غير الشرعية، التي نجحت في علاجها نجاحا كبيرا ساعد في تخفيف العبء الاقتصادي والمادي عليها".

وأضاف: "أما بخصوص لقاء السراج وحفتر، فإيطاليا تريد أن تعرف أين وصل تفكير الطرفين، وهل بالإمكان عقد صفقة معينة بينهما، لكن كل التحليلات تعتمد على ما في عقل المجتمع الدولي بعد المؤتمر الوطني الجامع الذي يمكن أن يكون مرحلة أخرى للمجتمع الدولي "، حسب تصريحه لـ"عربي21".

 

اقرأ أيضا: ما حقيقة دعم حفتر لبقاء السراج في رئاسة الحكومة الليبية؟

 

التعليقات (0)

خبر عاجل