صحافة دولية

مهدي حسن: جون كيلي كان متعصبا وكذابا و"الله لا يعيده"

حسن: كان يجب طرد كيلي من وظيفته منذ وقت طويل- جيتي
حسن: كان يجب طرد كيلي من وظيفته منذ وقت طويل- جيتي

وصف المعلق مهدي حسن في مقال نشره موقع "ذا إنترسبت"، رئيس طاقم البيت الأبيض جون كيلي المستقيل، بالمتنمر والمتعصب والكذاب لترامب، وقال: "مع السلامة والله لا يعيدك". 

 

ويقول حسن في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن جون كيلي سيخرج من البيت الأبيض، وهو ما أكده الرئيس دونالد ترامب، قائلا: "جون كيلي سيغادر.. لا أعرف ما أقول إن كان سيتقاعد لكنه رجل عظيم".

 

ويعلق الكاتب قائلا إن "هذا (الرجل العظيم) سيترك إدارة تعيش فضيحة وفوضى وفسادا، ورئيسا متهورا وخارجا على القانون أكثر من الوقت الذي وصل إليه كيلي للعمل في ويست وينغ في 31 تموز/ يوليو 2017".

 

ويشير حسن إلى أن هذه المرحلة التي اعتقد المعلقون والمراسلون الصحافيون أن الضابط المتقاعد بخمس نجوم كان فيها "رجلا عظيما"، لافتا إلى الكيفية التي رحب فيها الإعلام الليبرالي بوصوله بديلا عن الموظف الجمهوري العاجز رينيس بريبوس، وقيل في ذلك الوقت إن كيلي سيكون "الشخص العاقل في الغرفة"، وسيضبط القائد الأعلى المتعطش للحرب والمتهور. 

 

ويلفت الكاتب إلى أن صحيفة "نيويورك تايمز" وصفت القائد السابق للمارينز بأنه "عماد الانضباط"، الذي "لن يخشى مواجهة" الرئيس، فيما قالت صحيفة "واشنطن بوست" إنه "سيضفي نوعا من الانضباط على الويست وينغ الفوضوي"، واعتبره موقع "إكسيوس" أنه واحد من أعضاء "لجنة إنقاذ أمريكا"، أما موقع "بلومبيرغ نيوز" فنشر في 6 آب/ أغسطس 2017 العنوان الآتي: "رئيس الطاقم الجديد جون كيلي يتحرك سريعا لتدجين تغريدات الرئيس".

 

ويعلق حسن قائلا إن "هذا كلام لا معنى له من حفنة من المراسلين الكسالى الذين كان عليهم معرفة الوضع بشكل أفضل، فقد وصل كيلي من وزارة الأمن الداخلي، حيث بنى سمعته بأنه (من أقسى فارضي قانون الهجرة في التاريخ الأمريكي الحديث)، بحسب ما كتب جوناثان بليتزر من مجلة (نيويوركر)، الذي قيم فترة 6 أشهر التي قضاها وزيرا للأمن الداخلي". 

 

ويورد الموقع نقلا عن بليتزر، قوله إن الوزارة وتحت إشراف كيلي: "زادت فيها اعتقالات المهاجرين بنسبة 40%، وأصبحت وزارة الأمن الداخلي الأكثر استعدادا وقدرة على تنفيذ أولويات سياسة ترامب من بين فروع الحكومة الفيدرالية"، وفي آذار/ مارس  2017 عندما دافع عن قرار ترامب لحظر المسلمين من دخول الولايات المتحدة، هدد كيلي بمغادرة اجتماع مع عرب أمريكيين وجماعات لاتينو في ميتشغان. 

 

وينوه الكاتب إلى أن وزير الأمن الداخلي خير في نيسان/ أبريل في خطاب له في العاصمة واشنطن أعضاء الكونغرس بين تغيير قوانين الهجرة أو "السكوت ودعم الرجال والنساء على الخطوط الأمامية"، مشيرا إلى أنه في أيار/ مايو، وفي حفلة لخفر السواحل، سمع الجنرال المتقاعد وهو يخبر الرئيس ما يجب أن يقوله، ولم يكن يعرف أن المايكرفون كان مفتوحا.

 

ويتساءل حسن عن "افتراض أي رجل بعقل ومنطق قيام كيلي بعمل شيء مختلف في البيت الأبيض، ولماذا تظاهرت النخبة السياسية والإعلام بأنه سيكون هادئا وشخصا معتدلا، شخصا يقوم بضبط الرئيس؟".


ويكشف الكاتب هنا عن سلسلة من المواقف التي تظهر حقيقة الجنرال المتقاعد، ففي فترته التي استمرت 17 شهرا ترك وراءه عددا من التصريحات، منها ما قاله لـ"فوكس نيوز": "عدم القدرة على التنازل يقود إلى حروب أهلية"، ومدح الجنرال روبرت إي لي المؤيد للعبودية ووصفه بالرجل الشريف، وقدم الحماية والدعم لسكرتير البيت الأبيض بوب بورتر، المتهم بالعنف الجسدي ضد زوجتيه السابقتين، ووصفه بـ"الرجل النزيه والصادق، ولا يمكنني قول ما يكفي من أشياء جميلة عنه"، وقام بتضليل الإعلام عما يعرفه عن بورتر، وهو ما دعا أحد موظفي البيت الأبيض لوصفه بأنه "كذاب سمين"، وهو من قال إن "الغالبية الكبرى" من المهاجرين غير المسجلين لا "يندمجون جيدا" و "ليست لديهم مهارات".

 

ويفيد حسن بأنه هو من وصف المهاجرين الذين يحق لهم التسجيل في برنامج قانون تأجيل التحرك ضد الأطفال القادمين بأنهم كسالى لا يريدون التسجيل، وهو من قال إنه يريد تخفيض عدد المهاجرين القادمين لأمريكا إلى ما بين صفر- 1، وهو من دعم تفريق الأطفال عن عائلاتهم، وتفاخر أن اسم اللعبة لمكافحة الهجرة هي الردع، ووقع أمرا تنفيذيا لاستخدام القوات القوة على الحدود، وهو من تحسر على غياب معاملة المرأة على أنها مقدسة كما في السابق، لكنه اتهم بأنه ينظر للمرأة بأنها أكثر عاطفية من الرجل. 

 

ويبين الكاتب أن "ممارسات كيلي تشمل طرده موظفة البيت الأبيض أوماروسا مانيغولت دون أن يلتزم بالبروتوكول، وهو من تفاخر لها في حديث خاص أن كل من في البيت الأبيض يعملون له لا للرئيس، وهو من قدم اتهامات زائفة ضد عضو في الكونغرس، الأفرو أمريكية فردريكا ويلسون، وقال إنه (لن يعتذر) عن كذبه، واستخدم دون حياء ابنه الميت ليسمح لترامب بمهاجمة باراك أوباما". 

 

ويقول حسن: "صحيح أنه سمع وهو يصف الرئيس بالأحمق عددا من المرات، بحسب شبكة (أن بي سي)، وصحيح أنه تحدث للكاتب بوب وودورد، وهو يصف البيت الأبيض بالمدينة المجنونة، ورغم هذا كله فلم يكن كيلي (رجلا عظيما) و(الرجل العاقل الوحيد في الغرفة)، بل كان متنمرا ومتعصبا وكذابا وعنصريا ورجعيا كرئيسه السابق، وكان مساعدا لأسوأ جرائم وانتهاكات ترامب من تعيينه غير الدستوري لماثيو ويتكر قائما لوزير العدل، واختطاف الأطفال على الحدود الأمريكية المكسيكية للضجة الزائفة عن قافلة المهاجرين المزيفة".

 

ويختم الكاتب مقاله بالقول: "الحقيقة هو أنه لم يكن يجب أن يعين هذا الرجل العسكري المتميز في أهم وظيفة سياسية في البيت الأبيض، وكان يجب طرده منها منذ وقت طويل".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)