صحافة دولية

WP: شركة لوبي ممولة سعوديا دفعت 270 ألف $ لفندق ترامب

واشنطن بوست: دفعت جماعة الضغط التي تمولها السعودية فاتورة 500 غرفة في فندق ترامب- جيتي
واشنطن بوست: دفعت جماعة الضغط التي تمولها السعودية فاتورة 500 غرفة في فندق ترامب- جيتي

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" عن دفع شركة لوبي أمريكية ممولة من السعودية فاتورة لـ500 ليلة في فندق ترامب في واشنطن بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة. 

 

ويكشف التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن أن الشركة حجزت مجموعة من الغرف في الفندق الفاخر، مشيرا إلى أن عملية الحجز بالجملة كانت جزءا من حملة قامت بها شركات ضغط، لتوفير إقامات للمحاربين السابقين الذين تم جلبهم إلى واشنطن، وتقديم شهادات في الكابيتال هيل ضد قانون عارضه السعوديون.

 

وتشير الصحيفة إلى أن جماعات الضغط قامت بوضع المحاربين في نورثرن فيرجينيا، لكنها قررت التحول وبشكل كامل إلى "ترامب إنترناشونال هوتيل" في واشنطن في كانون الأول/ ديسمبر، لافتة إلى أن شركات الضغط دفعت أكثر من 270 ألف دولار أمريكي مقابل إيواء ست مجموعات من المحاربين السابقين في الجيش الأمريكي، الذين نزلوا في فندق ترامب الذي لا يزال يملكه. 

ويلفت التقرير إلى أن ترتيبات جماعات الضغط أدت إلى سلسلة من الدعاوى القضائية الفيدرالية، التي اتهمت ترامب بخرق الدستور بتلقيه أموالا من دولة أجنبية بطريقة غير قانونية، مشيرا إلى أنه في الفترة التي تم فيها تقديم الشهادات كان سعر الليلة في فندق ترامب 768 دولارا، إلا أن جماعات الضغط بررت اختيارها للفندق لتقديمه خصما في السعر، وليس محاباة للرئيس المنتخب.

 

وتنقل الصحيفة عن مايكل غيبسون، الذي يعمل في جماعات اللوبي من ميريلاند، الذي ساعد على تنظيم هذه الرحلات، قوله: "لا، بالمطلق ليست بهذه الصورة، وقطعا لا"، فيما قال بعض المحاربين السابقين الذي أقاموا في الفندق إنهم لم يكونوا يعرفون عن الخطط السعودية، ويشعرون أنه تم استخدامهم مرتين، ليس للحديث نيابة عن السعوديين أمام الكونغرس فقط، لكن أيضا لتعزيز تجارة ترامب. 

 

ويورد التقرير نقلا عن الضابط المتقاعد من البحرية الأمريكية والمقيم في سان أنطونيو هنري غارسيا، الذي شارك في ثلاث رحلات، قوله: "عرفنا المقصود عندما اكتشفنا أن السعوديين يقفون وراءها"، وأضاف أن المنظمين لم يذكروا شيئا عندما دعوه، واعتقد أن الرحلات هي من تنظيم المحاربين السابقين أنفسهم، مع أنه شعر بالدهشة لأن الجماعة أنفقت أموالا بطريقة غريبة، فقد خصصت لهم غرفا خاصة وحانات خاصة وعشاء مجانيا.

 

وتذكر الصحيفة أن غارسيا اكتشف الحيلة عندما كان أحد المنظمين يشرب الشامبانيا، وذكر اسم أمير سعودي، و"قلت: لقد استخدمنا لنعطي المال لترامب". 

ويفيد التقرير بأن شركة "كيوأورفيس/ أم أس أل غروب"، التي مثلت المصالح السعودية في واشنطن، دفعت للمنظمين ليحضروا المحاربين السابقين إلى واشنطن، مشيرا إلى أن السفارة السعودية في واشنطن رفضت التعليق على ما ورد في التقرير.

 

وتؤكد الصحيفة أن مديرا في فندق ترامب اعترف بأن الإدارة لم تكن تعلم عن علاقة السعوديين وأنهم من سيدفعون الفاتورة، مشيرة إلى أن موضوع إقامة المحاربين في فندق ترامب كشف في عدة تقارير إخبارية العام الماضي. 

 

ويستدرك التقرير بأن مراجعة وثائق ورسائل إلكترونية جديدة ومقابلات مع عدد من المحاربين تكشف عن تفاصيل لم تذكر في الماضي، وتظهر حجم العملية التي قامت بها السعودية لإقناع المشرعين في الكونغرس التصويت ضد قانون رعاة الإرهاب أو "جاستا". 

 

وتقول الصحيفة إن شركات اللوبي نظمت 6 رحلات، وزاد العدد أكثر بعد الزيارة الأولى، مشيرة إلى أنه بحسب الأجندة والخطط والحوارات مع المنظمين والمشاركين، فإن السعودية دفعت فاتورة 500 ليلة في فندق ترامب، وكانت العملية السعودية محلا للدعاوى القضائية ضد ترامب المتهم بخرق الدستور، وفي يوم الثلاثاء استدعى محامون في منطقة ميريلاند 13 من المؤسسات التابعة لترامب، و18 مؤسسة متنافسة في البحث عن تسجيلات تتعلق بالنفقات الأجنبية في الفندق. 

وبحسب التقرير، فإن منظمة ترامب تبرعت في بداية هذا العام بـ151 ألف دولار لوزارة الخزانة، قائلة إنه المبلغ الذي ربحته من الحكومات الأجنبية، دون توضيح كيف توصلت إلى هذا المبلغ، فيما تدافع وزارة العدل عن ترامب في القضايا المرفوعة ضده، وتقول إن الدستور لا يمنع العقود التجارية الروتينية. 

 

وتبين الصحيفة أن تعاملات ترامب المالية ستكون محل تدقيق من مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون الذين يقولون إنهم يريدون التحقيق في علاقة ترامب المالية مع السعودية، خاصة في أعقاب مقتل الصحافي جمال خاشقجي في اسطنبول. 

 

وينقل التقرير عن النائب الديمقراطي عن كاليفورنيا آدم شيف، الذي سيترأس لجنة الاستخبارات، قوله: "تعرف الحكومات الأجنبية أنها تستطيع التودد إلى الرئيس من خلال تبني تجارته".

 

وينوه التقرير إلى أن الكونغرس قام في نهاية أيلول/ سبتمبر 2016 بتمرير قانون "جاستا"، رغم الفيتو الذي مارسه الرئيس باراك أوباما، وبموجب القانون فإنه يسمح لعائلات ضحايا 11/ 9 بتقديم الحكومة السعودية أو أي فرد سعودي أمام المحاكم الأمريكية، بتهمة تمويل ودعم الإرهاب، خاصة أن 15 من بين 19 منفذا للهجمات كانوا سعوديين، لافتا إلى أن السعودية حاولت جهدها لمنع تمريره، ولهذا بحثت عن المحاربين السابقين للدفاع عنها، وإقناع المشرعين بعدم التصويت لصالح القانون. 

 

وتذكر الصحيفة أن منظم الرحلات من "ويسكونسين" جيسون جونز رحب بالمحاربين، قائلا: "أهلا بك في بيتك أخي"، ودعا المحاربين إلى "الهجوم على الهيل" الكونغرس، وكتب في الدعوة: "الإقامة في (ترامب إنترناشونال هوتيل) والتكاليف مدفوعة"، وكان جونز الذي يدير شركة قانونية للدفاع عن المحاربين السابقين في ماديسون ويسكونسين يتصرف نيابة عن السعوديين، وحصل على المال من شركة العلاقات العامة "كيوأورفيس"، وكانت الرحلة الأولى التي نظمها جونز في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر 2016 قصيرة وصغيرة، شارك فيها 22 من المحاربين السابقين، ونزلوا في فندق ويستين في مدينة كريستال فرجينيا على الجانب الآخر من نهر بوتاميك، الذي يفصل الكونغرس عن الفندق بأربعة أميال. 

 

ويفيد التقرير بأن "كيواروفيس" اتصلت في الثاني من كانون الأول/ ديسمبر بجونز، وطلبت منه تنظيم رحلة جديدة، ويقول إنه حاول الحجز في ويستين، لكنه كان محجوزا بالكامل، وحاول البحث عن فنادق أخرى دون جدوى، و"قررنا دون تخطيط الاتصال بفندق ترامب"، وقال إنه يمثل مجموعة من المحاربين، وسأل عن التنزيلات المخصصة لهم، وكان الجواب "نعم"، بالإضافة إلى توفر غرف في الفندق. 

 

وتكشف الصحيفة عن أنه بعد الرحلة هذه طلب منه تنظيم رحلات أخرى، وتم ترتيب خمس رحلات في كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير 2017، وزاد عدد المشاركين في رحلة واحدة إلى 50 محاربا، وقال المشاركون أشياء أثارت إعجابهم، منها إنفاق الأموال، ومئات من المناسبات المتعلقة بالمحاربين، وكيف نزلوا في هوليود، وما تناولوه من طعام وشراب، ونزلوا في هذا الفندق الذي تكلف الليلة فيه 500 دولار. 

 

وبحسب التقرير، فإن كل رحلة اشتملت عشاءين في فندق ترامب ومأدبة، بالإضافة إلى أنه عادة ما يوجد في كل غرفة مشروب مجاني، وكان لكل مناسبة وقت محدد، إلا أن جونز كان يقوم وبطريقة مسرحية بتمديدها، لافتا إلى أن المفاجأة الثانية هي أن المحاربين لم يكونوا جيدين في مجال اللوبي، فقد قيل لهم إن القانون سيجعل الدول الأخرى تنتقم، وربما قاد إلى محاكمة المحاربين السابقين في الخارج؛ بسبب ما فعلته وحداتهم، ولم يحصلوا إلا على بعض المعلومات، منها ورقة مكتوب في أدناها: "وزعتها (كيوأورفيس أم أس أل غروب) نيابة عن سفارة المملكة العربية السعودية)".

 

وتستدرك الصحيفة بأنهم لم يحصلوا على معلومات تتعلق بكيفية تعديل القانون، وتم إرسالهم مرة تلو الأخرى لمشرعين اتخذوا قرارهم، وفي بعض الأحيان واجه الموظفون العاملون لدى النواب المحابين؛ لأنهم كانوا يعرفون من يمول رحلاتهم، وقال أحدهم إنه في حال السماح لهم كان يوجه لهم السؤال التالي: "هل أنتم المحاربون الذين تمت رشوتكم". 

 

ويلفت التقرير إلى أن جونز نفى في مكالمة هاتفية مزاعم خداع المحاربين، فقال إن هدف الرحلة كان واضحا من الليلة الأولى، وبأن السعودية هي من تمولها، ومن لا يعجبه الأمر فيمكنه المغادرة، "قلت أنا محارب سابق وأعمل مع شركة علاقات عامة تمولها السعودية". 

 

وتستدرك الصحيفة بأن منظما آخر، وهو داستن تينسلي، قال إنه لا يتذكر جونز وهو يكشف عن دور السعودية في تمويل الرحلات، وأضاف تينسلي: "عندما سئلت هل السعودية هي التي دفعت؟ وقلت نعم، لا أحد منهم قال إنه لا يريد أن يكون جزءا". 

وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن عددا من المحاربين ناقشوا كلام جونز، وأنه لم يخبرهم، أو أنهم عرفوا من خلال زلة لسان، أو نتيجة للشراب.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)