كتاب عربي 21

سؤال الماضي والحاضر والمستقبل: العرب إلى أين؟

قاسم قصير
1300x600
1300x600
"العرب إلى أين؟"، و"ما هو الدور العربي في ظل التطورات الدولية والإقليمية في هذه المرحلة؟"، و"هل هناك مشروع عربي موحد في موازاة المشاريع الأخرى.. الإيرانية والتركية والإسرائيلية؟"، و"ما هو مستقبل العالم العربي في حال اندلعت حرب إقليمية أو دولية جديدة، وخصوصا بين الأمريكيين والإيرانيين؟"، و"أين يقف العرب بين إيران وتركيا"، و"ما هو مستقبل جامعة الدول العربية ومجالس التعاون الخليجية والعربية؟"، و"ما هو مستقبل الحركات الإسلامية وعلاقة الدين والدولة في العالم العربي بعد ثماني سنوات على الربيع العربي، وموجات العنف التي عانت منها الدول العربية، وبروز التنظيمات المتطرفة؟".

هذه عينة من الأسئلة التي طرحت في الأسبوعين الماضيين خلال عقد سلسلة ورش عمل وندوات ومؤتمرات حوارية في بيروت، بدعوة من بعض مراكز الدراسات العربية والأجنبية والمؤسسات الحوارية والمنتديات الإقليمية.

وأولى هذه المؤتمرات كان المؤتمر الإقليمي- الدولي الذي عقده مركز القدس للدراسات السياسية، بالتعاون مع مؤسسة كونراد الألمانية، وحضرته شخصيات خليجية وإيرانية وأردنية ومصرية وعراقية ولبنانية وعراقية وروسية وأمريكية وألمانية. وقد خصص لبحث مستقبل العالم العربي على ضوء الصراع الأمريكي - الإيراني، وفي ظل التطورات الإقليمية المتصاعدة بعد ازمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، وإن كانت العلاقات العربية - الإيرانية قد حظيت باهتمام كبير في أعمال المؤتمر. وقد طرح المشاركون سؤالا مركزيا: أين هو المشروع العربي الموحد؟ وهل هناك رؤية عربية لمستقبل المنطقة؟

والندوة الثانية المهمة عقدها مركز دراسات الوحدة العربية، وهي من ضمن سلسلة ندوات وأنشطة يقوم بها المركز لمتابعة التطورات في العالم العربي والمنطقة، وكانت بعنوان: العرب إلى أين؟ وتحدثت فيها المديرة الجديدة للمركز، لونا أبو سويرح، والمفكر الدكتور جورج قرم، والدكتور ناصيف حتي، وقدّم لها وأدارها الأستاذ سركيس أبو زيد، وحضرها حشد كبير من الشخصيات اللبنانية والعربية، وجرى فيها استعراض التطورات في العالم العربي على ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية. وتركزت الطروحات والأفكار والإشكالات التي طرحت؛ حول ما يواجهه العالم العربي من تحديات داخلية وخارجية، وكيفية الخروج من المأزق الراهن. ورغم أن بعض المشاركين حاول إضفاء بعض الإيجابيات على المشهد العربي، فإن معظم المداخلات ركزت على الجوانب السلبية وغياب المشروع العربي الوحدوي.
الأنشطة تؤكد أن العالم العربي والعرب يمرون اليوم بأزمة كبيرة. وإن السؤال عن مستقبل العرب والذي طرح قبل حوالي المئة عام بعد انتهاء الخلافة العثمانية وانتهاء الحرب العالمية الأولى؛ لا يزال هو محور الأسئلة القائمة

كما كانت للمفكر الإسلامي الدكتور رضوان السيد إطلالتان على الأوضاع العربية والإسلامية، الأولى خلال ورشة عمل أقامتها مؤسسة أديان، والثانية خلال لقاء حواري أقامه المركز العربي للحوار والذي يشرف عليه الشيخ عباس الجوهري. وقدم الدكتور السيد خلال اللقاءين قراءة معمقة للأزمة التي يعاني منها العالم العربي، سواء على صعيد علاقة الدين والدولة، أو انتشار موجات التطرف والعنف، أو ضعف وتراجع (أو انهيار) النظام الإقليمي العربي والدول العربية القُطرية وقيام إيران وتركيا بملء الفراغ الحاصل. واعتبر الدكتور السيد أن الحل الوحيد لأزمة العالم العربي اليوم قيام الدولة الوطنية التي تتمتع بالحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان وتؤمن للمواطن حاجاته الأساسية، مع الحاجة لإعادة النظر بكل الأطروحات الإسلامية التي سادت خلال المئة عام الأخيرة.

وفي موازة ذلك، يستكمل منتدى التكامل الإقليمي في بيروت جهوده للبحث عن خارطة طريق لمواجهة التحديات المختلفة، ولا سيما التطبيع مع العدو الصهيوني. فهو ينشط لإقامة نشاط مشترك مع عدد من مراكز الدراسات العربية، وهو يستمر بطرح الدعوة إلى حوار عربي - إيراني- تركي- كردي لمعالجة مشاكل المنطقة.

كما خصصت مؤسسة كارنيغي ورابطة كمال جنبلاط الثقافية وبيت المستقبل ومؤسسات عربية وأجنبية التطورات في العالم العربي من ضمن سلسلة الأنشطة والمؤتمرات التي تعقدها.

كل هذه الأنشطة تؤكد أن العالم العربي والعرب يمرون اليوم بأزمة كبيرة. وإن السؤال عن مستقبل العرب والذي طرح قبل حوالي المئة عام بعد انتهاء الخلافة العثمانية وانتهاء الحرب العالمية الأولى؛ لا يزال هو محور الأسئلة القائمة، ويبدو كما يقول النائب الدكتور علي فياض في لقاء خاص معه: "إننا نشهد اليوم فراغا فكريا وأيديولوجيا كبيرا بعد فشل معظم التجارب السياسية والحزبية والفكرية السابقة".

كل ذلك يستدعي البحث مجددا عن مشروع النهوض العربي اليوم، وعودة المفكرين والمثقفين ومراكز الدراسات والأحزاب لتقييم كل التجارب الماضية، ووضع رؤية مستقبلية جديدة تجيب عن هذا السؤال المركزي: العرب إلى أين؟ وأي مستقبل أو مشروع نهضوي للعالم العربي؟
التعليقات (15)
مُواكب
الثلاثاء، 11-12-2018 05:48 م
" لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي " نحن في سورية حُطام وُمُعاقين وملايين من المُشردين والمهجرين. سورية مُدمَّرة بنسبة 80% وشكل الدمار يُوَضح أنه قد جاء من الجو. إضافة إلى ذلك فإنه يتم تشييع السوريين في المناطق التي تحتلها ايران. أما عن بني أمية وهاشم فهما قبائل عربية . أكره كل القبليات وكل ما تعنيه.
متفائل
الثلاثاء، 11-12-2018 11:18 ص
سؤال إلى السيد مواكب : أنتم أهل الديار ، والرصيد التاريخي والأخلاقي المتفرد ، هل تستطيع أن تدلنا على مسار بني أمية ومن يتمثله اليوم ، و مسار بني أمية ومن يعض عليه بالنواذج ؟ وهل المسلمون الذين يرفعون شعار أهل السنة ، هم على خط بني هاشم أم بني أمية ، ونفس الشيء بالنسبة للشيعة ، بأي مسار يتمسكون ، ما هو الميزان والمكيال الذي يجب أن نكيل به ؟ و شكرا .
متفائل
الثلاثاء، 11-12-2018 11:06 ص
ننتظركم لتقديم النموذج المطلوب داخل حدود سوريا ، فأنتم أبناء سوريا خصوصا وبلاد الشام عموما ، وعلى مقربة من بلاد الرافدين المثقلة بجراحها وآلامها ، على علم و دراية بخبايا المنطقة بمحاسنها و مساوئها أكثر من الذين يعيشون خارج هذه الحدود ، فلتختاروا لأنفسكم ما ترونه مناسبا و ملائما و فعالا ، فقط و جب تمليك مشاريعكم لشعوبكم المكلومة والمظلومة التي سحقها طويلا الاستبداد ، بالتفيق إلى ما يحبه الله و يرضاه .
مُواكب
الثلاثاء، 11-12-2018 05:33 ص
" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " كان مسيلمة الكذاب أوَّل من شق صُفوف الإسلام، وتبعه الرافضين دفع الزكاة. وكان العداء المستمر بين بني أمية وبني هاشم قد دخل الثلاجة في خلافة أبي بكر وعُمر رضي الله عنهما، ليخرج منها في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه ويستمر إلى يومنا هذا عبر الحرب غير المعلنة التي تشنها الشيعة الدموية على أهل السنة. لا علاقة للدين الحنيف الذي أكمله سيِّد الوجود لعباده الصالحين بهذا الجمع الُمُقرف من شياطين الإنس أيَّاً كانت أسمائهم.
متفائل
الإثنين، 10-12-2018 10:34 م
أسأل أخي مواكب : ما قولك بخصوص من تستروا تحت راية أهل السنة وسموا أنفسهم سلفية ، ليس لنصرة الحق بل لتفتيت جسم أمة محمد صلى الله عليه وسلم و خدمة أمثال حكام الرياض و أبو ظبي ، ومنهم من نهج نهج التكفير وليس سوى التكفير ، فقسموا باكستان وأفغانستان وأجزاء أخرى من العالم الإسلامي ، هل نساير هؤلاء الذين قتلوا الأبرياء باسم الإسلام ؟ أما بخصوص النصيرية فإن أمرهم مفضوح ، و قصتهم معروفة حينما اختاروا لأنفسهم اسم " علويين " ، وأكبر خطيئة في تاريخ الإيرانيين هي دعمهم للنظام النصيري الذي حبس أنفاس السوريين مرارا و تكرارا ، فهل يحول هؤلاء بيننا وبين نهج الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي قال : " والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها " ، فما بالك إذا استبحنا في مشاريعنا دم الآخرين بغير وجه حق ، وأنت تعرف جيدا قيمة النفس الإنسانية عند الله ، لذلك فليكن مشروعنا أعظم وأنقى من خطايا وعوائق النصيريين و غير النصيريين ، واعلم إن لم ننصر الله لا يمكن أن يحالفنا النصر من قريب أو من بعيد ، كما أعلمك أن ليس كل ما يدرك يقال ، العبرة بالأفعال ، لا بالأقوال ، هدانا الله إلى الصراط المستقيم وعافانا وأياكم من رجس الظالمين المستبدين ، وإن كانوا من بني جلدتنا أو من أقرب الأقربين .