سياسة عربية

ابن سلمان يسعى لدور جزائري بصفقة القرن ووساطة مع أوروبا

استثناء ولي العهد السعودي للمغرب من جولته المغاربية يثير جدلا- واس
استثناء ولي العهد السعودي للمغرب من جولته المغاربية يثير جدلا- واس

كشفت مصادر جزائرية مطلعة النقاب عن أن الهدف الرئيسي من الزيارة التي يقوم بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الجزائر، هو الترويج لصفقة القرن وطلب مسعى جزائري للضغط على أوروبا من أجل تجاوز تداعيات اغتيال جمال خاشقجي.

واستبعد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الجزائرية الدكتور عبد العالي رزاقي في حديث مع "عربي21"، أن يكون استثناء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للمغرب من جولته المغاربية أي دلالة على وجود توجه لمحور سياسي جديد.

وقال: "ولي العهد السعودي يزور الجزائر في سياق مسعاه للوصول إلى حكم السعودية، ومن أجل ذلك هو يريد إشراك الجزائر في صفقة القرن، بالنظر إلى أن الجزائر هي البلد العربي الأكثر التزاما بدفع مستحقات الفلسطينيين في جامعة الدول العربية، وكذا في التخفيف من الضغوط الأوروبية على السعودية على خلفية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، بالنظر إلى العلاقات التي تربط الجزائر بالإتحاد الأوروبي".

وأضاف: "أما المغرب، فلا يمكن أن يفيد ولي العهد السعودي في هذين الملفين، بالنظر إلى العلاقات التي تربطه بإسرائيل، ولأن علاقته بأوروبا ليست أقوى من علاقات الجزائر".

ورأى رزّاقي، أن "الجزائر يمكنها أيضا أن تساعد أيضا في الحل السياسي للأزمتين السورية واليمنية، بالنظر إلى علاقاتها المتميزة بكل من سورية وإيران".

وأعرب رزّاقي عن خشيته من أي دور جزائري لتبييض صورة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وقال: "علينا أن نتذكر أن الجزائر كدولة غائبة ومنشغلة في الإعداد للانتخابات المقبلة، أما كأشخاص فأعتقد أنهم يمكن أن يلعبوا دورا لصالح دعم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان".

وحول غياب أي مظهر من مظاهر المعارضة على الأرض لزيارة ابن سلمان إلى الجزائر كما هو الحال في تونس وموريتانيا، قال رزّاقي: "الوضع الأمني في الجزائر مغاير تماما للأوضاع في تونس وموريتانيا، هناك تشديدات أمنية دائمة، حتى أنه يمكن القول بوجود شرطي بين كل مواطنين"، على حد تعبيره.

 

المغرب ليس معزولا

وفي الرباط، رأى القيادي في حزب العدالة والتنمية، العضو في البرلمان المغربي المقرئ أبو زيد الإدريسي، أن "عدم زيارة ابن سلمان إلى المغرب، لا تحمل في طياتها أي رسائل سلبية إلى المغرب، ولا تؤشر إلى تحولات سياسية في الأحلاف في المنطقة، وليس فيها أي معنى لعزل المغرب".

وقال الإدريسي في حديث مع "عربي21": "نحن نشعر بحرج إخواننا في الجزائر وتونس وموريتانيا لما زارهم ولي العهد السعودي، وهي زيارة ربما يستفيد منها بعض الحكام، لكنها بالتأكيد خسارة للشعوب".

وأضاف: "صحيح أن دم خاشقجي مهم لكن هناك دماء أخرى كثيرة سالت ولا تزال، في مصر وفي اليمن، ولو نجح ابن سلمان في تحسين صورته بهذه الزيارات والحركات البهلوانية، فهذا سيشكل شيكا على بياض للسفاحين بأن يفعلوا بشعوبهم ما يريدون".

وأشار الإدريسي إلى أن بعض الحكام العرب يسعى إلى الإستفادة من زيارة محمد بن سلمان ماديا والبعض الآخر معنويا، مؤكدا في الآن نفسه، أن "استثناء المغرب من زيارة ولي العهد السعودي إلى دول المنطقة ليس فيها أي رسالة سلبية إلى المغرب ولا أي معنى للعزلة".

وقال: "المغرب ليس معزولا، فقد وضع منذ مدة استراتيجية للانفتاح على إفريقيا بالإضافة إلى علاقاتنا المتوازنة مع أوروبا، بالإضافة إلى علاقاتنا الإيجابية مع العالم العربي، على الرغم من أننا البلد الوحيد في العالم الذي له جار يغلق الحدود أمامه تماما وأمات الجغرافيا بيننا تماما، ويسعى لتحريض موريتانيا، لكن هذا لم يحصل".

وأضاف: "لكن كل ذلك لم يؤثر علينا، فحدودنا البحرية تبلغ حوالي 3300 كلم، وهذا يعطينا بابا واسعا للتواصل مع العالم".

وحمّل الإدريسي مسؤولية الفتور الذي تعيشه العلاقات المغربية ـ الجزائرية، إلى حكام الجزائر، وقال: "للأسف الشديد حكام الجزائر وجنرالاتها منذ أبو مدين رحمه الله هم الذين أسسوا لهذا التباعد مع المغرب، حيث اعتبروا أن قوة المغرب هي ضعف للجزائر وأن ضعف المغرب هو قوة للجزائر، وهذا مرض نفسي ينطبق أيضا على العلاقة بين السعودية واليمن".

وأكد الإدريسي، أن "الحديث عن أن عدم زيارة ابن سلمان إلى المغرب هي جزء من مسعى لتغيير خارطة التحالفات في المنطقة تضخيم سياسي لا غير".

وقال: "زيارة ولي العهد السياسي إلى دول المنطقة حدث معزول وهي مناورة بائسة، وأول ما سيتم تجاوز ما حصل في قنصلية السعودية لجمال خاشقجي والمنشار، فإن العلاقات ستعود إلى طبيعتها، ولا أعتقد أن نظاما ملكيا سعوديا في وارد التحالف مع نظام جمهوري عسكري في الجزائر".

وعما إذا كان وجود الإسلاميين في الحكم هو سبب امتناع ابن سلمان عن زيارة المغرب، قال الإدريسي: "لقد أغلق حزب العدالة والتنمية فمه عن قضية اغتيال خاشقجي، وقادة الحزب يعرفون حدودهم، وواعون بأن الحكم للنظام وليس للحكومة".

وأضاف: "نحن نعرف حجمنا ونتجنب الصدام مع أي طرف، على الرغم من أن الجميع يعرف ما الذي جرى في القنصلية، نحن مسالمون كحزب وكحكومة، وعلاقات المغرب كدولة أكبرمن الحزب ومن الحركة الإسلامية، المغرب كيان مستمر ، وسياساته قائمة على التوازن، ولهذا لم نقل كلمة واحدة لا عن السعودية ولا عن الإمارات ولا عن اليمن".

وأكد الإدريسي أن ربط إسلاميي المغرب بالإخوان مغالطة غير صحيحة، وقال: "نحن لم نكن يوما في التاريخ جزءا من الإخوان، هذا ليس براءة من الإخوان، وإنما حقائق تاريخية، وإلا فإن الإخوان هم ضحايا الجلادين والانقلابيين".

 

ولفت الإدريسي الانتباه في نهاية تصريحاته لـ "عربي21"، إلى أن الجفاء في العلاقات بين السعودية والمغرب نشأ منذ تصويت السعودية لصالح الملف الأمريكي في استضافة كأس العالم وعدم تصويتها للمغرب، وفق قوله.

 

اقرأ أيضا: أغنية تستهجن تصويت السعودية ضد المغرب للمونديال (شاهد)

ووصل ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، مساء أمس الأحد الى الجزائر في زيارة رسمية تدوم يومين، قادما إليها من العاصمة الموريتانية نواكشوط. 

 

اقرأ أيضا: مصادر لـ"عربي21": تأجيل زيارة ابن سلمان للأردن

0
التعليقات (0)