ملفات وتقارير

كيف ينظر الفلسطينيون لتطبيع الدول العربية مع إسرائيل؟

على المستوى السياسي استضاف السلطان قابوس لمدة ثلاثة أيام رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو- مكتب نتنياهو
على المستوى السياسي استضاف السلطان قابوس لمدة ثلاثة أيام رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو- مكتب نتنياهو

نجحت إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة بشق مسارات جديدة في تطبيع علاقاتها مع الدول العربية بشكل علني، في ظل نجاح حركات المقاطعة (BDS) في تفنيد الرواية الإسرائيلية في دول العالم، وفرض مقاطعة اقتصادية وتجارية وثقافية على إسرائيل، خصوصا في القارة الأوروبية.


وتباينت مسارات التطبيع للدول العربية مع إسرائيل، التي اتسمت بطابع سياسي واقتصادي، ومشاركة رياضية وإعلامية، عبر استضافة قنوات إعلامية عربية لشخصيات إسرائيلية عبر شاشاتها.

 

وعلى المستوى السياسي، استضاف السلطان قابوس لمدة ثلاثة أيام رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في زيارته لسلطنة عُمان في 26 من الشهر الماضي، فيما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن زيارة مرتقبة لنتنياهو للعاصمة السودانية الخرطوم خلال الفترة القادمة.

 

وعلى مستوى آخر، شارك فريق الجمباز الإسرائيلي في بطولة العالم للجمباز التي أقيمت في قطر في 25 من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ورفع العلم والنشيد الإسرائيلي في الدوحة خلال مشاركته في هذه البطولة، كما استضافت الإمارات في الفترة ذاتها وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغف، وسط استقبال واحتفاء رسمي بهذه الزيارة.

 

وعلى جانب آخر، تقيم دول عربية علاقات اقتصادية وتجارية مع إسرائيل، من أبرزها توقيع اتفاق بين إسرائيل ومصر لتصدير الغاز الطبيعي للأخيرة بقيمة 15 مليار دولار خلال السنوات العشر القادمة، أما السعودية فانتهجت منذ وصول ولي العهد محمد بن سلمان سياسية الانفتاح على الشعب الإسرائيلي بصورة لافتة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

 

ضربة مزدوجة

 

من جانبه، رأى منسق حملة المقاطعة الإسرائيلية، أدهم أبو سلمية، أن "انفتاح إسرائيل على المجتمعات العربية يعتبر ضربة مزدوجة في خاصرة حملة المقاطعة التي تقودها (BDS) منذ سنوات، والتضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني في نضاله ضد دولة الاحتلال منذ 70 عاما".

 

وأضاف أبو سلمية، في حديث لـ"عربي21": "في الوقت الذي استطاعت حملة المقاطعة أن تكلف دولة الاحتلال مليارات الدولارات سنويا من خلال مقاطعة منتجاتها في الأسواق الأوروبية والأمريكية، وسحب الاستثمارات من الشركات التي تدعم دولة الاحتلال والاستيطان، وهذا يأتي بالتزامن مع إنجازات ثقافية تتمثل في تراجع فنانين عالميين من إقامة نشاطاتهم وحفلاتهم في إسرائيل".


وتابع: "تدرك إسرائيل أن التفاف الحكومات العربية وتبنيها لروايتها سيضعف من موقف الفلسطينيين في نضالهم ضد دولة الاحتلال، والذي يتمثل بتجسيد الصراع على أنه نزاع بين شعبين على أرض يمكن تسويته من خلال القبول بحل الدولتين".

 

في الوقت ذاته، أشارت صحيفة معاريف العبرية إلى أن الحكومة صادقت في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي على تعيين الجنرال يوآف مردخاي مبعوثا سريا في المنطقة، نظرا لما يحظى به مردخاي من شبكة علاقات فلسطينية وعربية واسعة، حيث قام بزيارات لعواصم عربية، وأجرى اتصالات أمنية وسياسية مع نظرائه الفلسطينيين والعرب.

 

من جانب آخر، يشير مدير مركز مسارات للدراسات السياسية، هاني المصري، إلى أن "الدول العربية ترى في إسرائيل بمثابة الجسر الذي يقود الطريق إلى تحسين العلاقات مع البيت الأبيض، ومن جهة أخرى ترى هذه الدول أن استقرار حكمها مرهون بمدى رضا واشنطن عن سياستها، في ظل تصاعد نفوذ قوى المعارضة التي تحاول توظيف فشل هذه الحكومات في تحقيق التنمية السياسية والاقتصادية ونشر ثقافة الحريات العامة، وهذا ما يدفع الدول العربية للاستناد إلى موقف دولي تقوده الإدارة الأمريكية لحماية مصالحها في المنطقة".

 

الفشل الفلسطيني الداخلي

 

وأضاف المصري، في حديث لـ"عربي21"، كما "لا يمكن الفصل بين تصاعد مستويات التطبيع مع إسرائيل والفشل الداخلي الفلسطيني، حيث لم تنجح السلطة الفلسطينية في الوصول لاتفاق سياسي مع إسرائيل ينهي حالة الصراع منذ 25 عاما، أما السفارات الفلسطينية في الخارج والتي يزيد عددها على 100 سفارة وبعثة دبلوماسية ففشلت في القيام بدور حقيقي في ترويج الرواية الفلسطينية في الخارج، وهذا ما استغلته إسرائيل لصالحها نظرا لتطور مراكز الأبحاث لديها، وقوة اللوبي الصهيوني في الخارج".

 

وتابع المحلل السياسي: "كان للانقسام الفلسطيني الذي يدخل عامه الثاني عشر دور واضح في اقتناع الدول العربية بالرواية الإسرائيلية بشأن تسوية الصراع، القائم على فكرة القبول بإسرائيل كدولة جوار لها مكانتها السياسية التي يمكن الاستفادة منها اقتصاديا وتجاريا، بدلا من المراهنة على طرف فلسطيني منقسم في الرؤية السياسية ولا يمكن الاستمرار في دعمه".

 

من جهة أخرى، أدان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واصل أبو يوسف، تطبيع الدول العربية مع إسرائيل، وأكد أن "الأولوية يجب أن تكون في فرض المقاطعة مع دولة الاحتلال، والضغط عليها من خلال قرارات الشرعية الدولية كجزء من دعم هذه الدول لنضالات الشعب الفلسطيني".

 

وأضاف أبو يوسف في حديث لـ"عربي21": "نستغرب من تنصل الدول العربية لما جاء في مخرجات القمم العربية في بيروت 2002، والظهران بداية هذا العام، والتي أكدتا على عدم التطبيع مع الاحتلال دون الوصول إلى تسوية".

التعليقات (1)
فتحاوي
الأربعاء، 28-11-2018 02:48 م
لعبت السفارات الفلسطينية دور كبير في التعريف على القضية الفلسطينية منذ إنطلاق الثورة الفلسطينية في أواخر الستينات، ولكن الإنهيار حدث منذ إستشهاد أبو عمار واستلام أبو مازن الحكم والتخلص من سفراء فلسطين المخضرمين المناضلين أبناء الثورة بمساعدة وزير الخارجية في ذلك الوقت ناصر القدوة، وإستبدالهم بموظفين تنقصهم الخبرة وروح النضال ولا يجيدون سوى كلمة "نعم سيدي" يمارسون عملهم كموظفين وليس كمناضلين. وهذا هو سبب النكسة التي حصلت والتي كانت أكبر خدمة لإسرائيل واللوبي التابع لها حول العالم الذي خلت الساحات له ليلعب فيها كما يشاء. وهناك أمثلة كثيرة يمكن الإشارة لها بهذا الخصوص. بعض هؤلاء "السفراء" يشيد به اللوبي الإسرائيل ورائحته تزكم الأنفس في الفساد السياسي والمالي، ولكن وبسبب زمالة قديمة بينه وبين وزير الخارجية رياض المالكي لم يتغير من منصبه رغم تخطيه الثلاثة سنوات التي يجب أن لا يتخطاها كسفير في دولة حسب القانون الدبلوماسي الفلسطيني، وها هو قد مضى عليه أكثر من إثنى عشرة سنة. هذا إسمه فساد من الرأس، فإذا فسد الرأس فسد الجسد!