صحافة دولية

ديلي بيست: هذا كبير الإرهابيين الذي تسبب بعداء أمريكا لإيران

ديلي بيست: مغنية هو كبير الإرهابيين الذي تسبب لأمريكا بكثير من الألم بدعم من إيران- جيتي
ديلي بيست: مغنية هو كبير الإرهابيين الذي تسبب لأمريكا بكثير من الألم بدعم من إيران- جيتي

نشر موقع "ديلي بيست" مقالا للصحافي المخضرم كريستوفر ديكي، يعود فيه إلى 15 أيار/ مايو 1985، عندما قام مختطفون في بيروت بنشر 6 صور لرهائن، بمن فيهم قساوسة أمريكيون ودبلوماسيون فرنسيون ومدير مكتب "أسوشييتد برس" ومدير محطة وكالة الاستخبارات المركزية في بيروت وليام باكلي.

 

ويقول ديكي في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إنه "كانت هناك صورة أخرى، يظهر فيها شخص بأنف مكسور، ووجه شاحب، تعرف عليه خبراء الطب الشرعي فيما بعد أنه ويليام باكلي، الذي نعرف الآن أنه مات بعد عدة أسابيع من نشر تلك الصور في 3 حزيران/ يونيو 1985، بحسب ما ورد في الكتاب الجديد لكل من فريد بيرتون وصمويل كاتز (Beirut Rules: The Murder of a CIA Station Chief and Hezbollah’s War Against America)، حيث ذكر المؤلفان أن (بطل الحرب الأمريكي (هذا).. الذي كان من الشجاعة بما يكفي لقبول مهمة في بيروت.. (توفي) وحيدا في زنزانة في جنوب بيروت، وحيدا ومعذبا ومهملا".

 

ويشير الكاتب إلى أنه تم اختطاف باكلي في آذار/ مارس 1984 من حزب الله، حيث تم ضربه والتحقيق معه من محترفين إيرانيين يعلمون أن لديه كنزا من المعلومات عن عمليات المخابرات الأمريكية عالميا ومحليا في لبنان.

 

ويذكر ديكي أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية في إدارة ريغان، ويليام كيسي، قد تعهد بتحريك الأرض والسماء لإطلاق سراح باكلي بعد اختطافه، مستدركا بأن "حال الوكالة كان سيئا لدرجة أنها لم تعلم من الذي اختطفه، أو حتى إن كان توفي أم لا".

 

ويلفت الكاتب إلى أن إدارة ريغان بدأت بعد ذلك بأسابيع ببيع الأسلحة سرا لإيران؛ أملا بأن باكلي كان لا يزال حيا، وأن بالإمكان دفع فديته هو وبقية الرهائن ببيع الأسلحة لإيران، مشيرا إلى أن إطلاق سراح الرهائن بدأ واحدا تلو الآخر، وأرعبت القصص التي رواها من كانوا مسجونين بالقرب من بكلي.

 

ويقول ديكي إن الضابط الشاب وقتها في الأمن الدبلوماسي فريد بيرتون، وهو المؤلف المشارك للكتاب المذكور، كان قد شارك في أخذ المعلومات من القسيس لورنس جنكو بعد إطلاق سراحه، وقال جنكو إن باكلي كان يهلوس مع اقتراب نهايته، ولم يستجب الحراس لالتماسات معالجته كلها، وأضاف: "في إحدى الليالي مر الحرس عني وهم يجرونه، وقالوا لي إنهم يأخذونه للمستشفى، لكنني عرفت أنه كان قد مات".

 

وينقل الموقع عن رهينة آخر، وهو مدير مستشفى الجامعة الأمريكية، ديفيد جاكبسون، قوله بأن الحراس جروا جثمان باكلي خارج الغرفة وخارج الشقة، وأنه كان يسمع صوت رأسه يضرب على كل درجة، في الوقت الذي تم فيه جره إلى أسفل الدرج. 

 

ويقول الكاتب: "قد تكون ذاكرة الشعب الأمريكي قصيرة، لكن ذاكرة الجيش ووكالة الاستخبارات المركزية ليست كذلك، ويعود ثأر أمريكا مع إيران إلى لبنان في ثمانينيات القرن الماضي، وعندما يتحدث دونالد ترامب عن إيران وأنها مصدر الشر كله في الشرق الأوسط وعن (عالم وحشي جدا جدا)، في محاولته لتبرير الأنشطة الإجرامية لولي العهد السعودي المعادي لإيران، ربما تكون في باله أحداث الثمانينيات". 

 

ويرى ديكي أن "اختطاف باكلي ووفاته بعد 444 يوما من السجن كان حدثا مفصليا: وكانت مشكلة أمنية كبيرة، فقد كان شخصية بارزة في مقر وكالة الاستخبارات المركزية، وكان اختطافه إهانة لإدارة ريغان ومخابراته، لكن بيرتون وكاتز ألفا كتابا كان عن كبير الإرهابيين الذي تسبب لأمريكا بكثير من الألم بدعم من إيران وسوريا". 

 

وينوه الكاتب إلى أن "اسمه عماد مغنية، لكن وكالة الاستخبارات المركزية لم تعرف عنه إلا بعد وفاة باكلي، وبالرغم من سمعته، إلا أن المؤرخين لم يربطوه بالعديد من الأعمال الارهابية، كما فعل بيرتون وكاتز في كتابهما، فيؤرخان بالتفصيل لصعوده من قرية فقيرة في جنوب لبنان، حيث ولد عام 1962، إلى انخراطه مع المنظمات الفلسطينية، فأعجب به من خططوا لعملية أولمبياد ميونيخ، ثم قام مغنية بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 بنقل خبراته إلى الإيرانيين الذين كانوا يعدون حزب الله".

 

ويورد الموقع نقلا عن بيرتون وكاتز، قولهما إن مغنية كان وراء تفجير الشاحنة التي دمرت السفارة الأمريكية على الكورنيش في بيروت في أيار/ مايو 1983، مدمرة جميع أعضاء محطة وكالة الاستخبارات المركزية ما عدا اثنين.

 

ويفيد ديكي بأن باكلي قد أرسل ليقوم بإعادة تشكيل المحطة، لكن مغنية قام في فترته بتفجير مقر المارينز، بالقرب من مطار بيروت، متسببا بأكبر عدد من الخسائر البشرية في تاريخ المارينز منذ معركة إيو جيما في الحرب العالمية الثانية، ثم قررت إدارة ريغان الانسحاب من لبنان، بعد أن فشلت في تحقيق الاستقرار، لكن باكلي بقي يعمل مع عملاء شباب؛ أملا في أن يتوصل إلى ماذا يحصل، ولكنهم لم ينجحوا.

 

ويبين الكاتب أن عمليات حزب الله كانت مرتبطة بأولويات ايران، فقام أعضاء من حزب الدعوة العراقي المحظور بالتعاون مع حزب الله بتفجيرات في 12 كانون الأول/ ديسمبر 1983 في الكويت، التي كانت تدعم صدام في حربه على إيران، وتم اعتقال 17 شخصا، كان مصطفى بدر الدين، ابن عم مغنية وصانع القنابل المتخصص لديه، واحدا منهم، ثم بدأ يطالب مغنية بإطلاق سراح السبعة عشر شخصا مع كل عملية اختطاف لشخص أو لطائرة يقوم بها.

 

ويذكر الموقع أنه في 1985، بعد وفاة باكلي بأيام، قامت مجموعة باختطاف طائرة "تي دبليو إيه"، التي استقرت في مطار بيروت، وتم تعذيب الغواص لدى البحرية روبرت ستيثم وقتله والإلقاء بجثته من باب الطائرة.

 

ويقول ديكي إنه "كان بإمكان المتعاونين مع المختطفين الدخول والخروج من الطائرة دون أن يعترضهم أحد، وكان مغنية واحدا منهم، لكن لم يكن معروفا بعد لدى الأمريكيين، وقد ترك بصماته في حمام الدرجة الأولى، وبدأ من يسميهم بيرتون وكاتز بـ(تجار المعلومات)، أو المخبرين الذين يعملون لحسابهم، وتجد الكثير منهم في لبنان، بالانتباه إلى اسم مغنية، وقامت مخابرات إحدى الدول العربية بالحصول على طلب جواز له وعليه صورة قديمة له، وعرف الأمريكيون أخيرا من هو الشخص الذي يريدونه".

 

ويشير الكاتب إلى أن "فريق مغنية قام باختطاف وقتل المقدم في البحرية وليام هيغينز، الذي كان في مهمة مع قوات السلام التابعة للأمم المتحدة، وكان هيغينز قد عمل بشكل وثيق مع وزير الدفاع الأمريكي، وربما كان يعرف أكثر مما يجب للخدمة في مهمة مكشوفة كهذه، لكن أمريكا كانت لا تزال تقلل من شأن حزب الله والإيرانيين".

 

ويلفت ديكي إلى أنه عندما احتل صدام الكويت في آب/ أغسطس 1990، فإنه تم إطلاق سراح بدر الدين من السجن الكويتي، ويعتقد بيرتون وكاتز أن لبدر الدين علاقة في تصنيع القنبلة التي استخدمت لتفجير سكن الجنود الأمريكيين في الخبر في السعودية، حيث قتل فيه 19 من القوات الجوية، وجرح 500 آخرين.

 

وينوه الكاتب إلى أن محاولات أمريكا وإسرائيل والمخابرات العسكرية فشلت في تصفية مغنية، وفي عام 2008 أصر حسن نصر الله أن يحضر مغنية احتفال استقبال السفير الإيراني الجديد في دمشق، وبعد ساعة عاد مغنية الى سيارة الدفع الرباعي الخاصة به، وجلس فيها يستعد للقيادة عندما انفجرت قنبلة قذفت بمعادن منصهرة من رأسه ومن زجاج السيارة الأمامي.

 

ويختم ديكي مقاله بالإشارة إلى قول بيرتون وكاتز، إن القنبلة كانت مصممة لقتل الهدف مع التقليل من أي إصابات إضافية، بالإضافة إلى أنه يعتقد أن القنبلة تم تصنيعها في شمال كارولاينا، وأن تفجيرها تم من إسرائيل بعد أن صادق عليه الرئيس جورج بوش الابن، "لكن من الذي وضع القنبلة في سيارة مغنية؟.. لا يبدو أن أحدا يعلم... إنه حقا عالم وحشي جدا، جدا". 

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)