صحافة دولية

هكذا تعمل شركات ألمانية لتلميع صورة السعودية وابن سلمان

 أكدت الصحيفة أن هذه الشركة تعمل لصالح السفارة السعودية ببرلين منذ 2015، ولصالح وزارة الإعلام منذ سنة 2017- الأناضول
أكدت الصحيفة أن هذه الشركة تعمل لصالح السفارة السعودية ببرلين منذ 2015، ولصالح وزارة الإعلام منذ سنة 2017- الأناضول

نشرت صحيفة "بيلد" الألمانية تقريرا تحدثت فيه عن الجهود التي تبذلها بعض الشركات الألمانية لتلميع صورة المملكة العربية السعودية، التي تدفع أموالا طائلة مقابل ذلك.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن آل سعود يرون أن ولي العهد محمد بن سلمان قد أضفى الطابع الحداثي على المملكة، حيث منح المرأة حق قيادة السيارة وفتح دور السينما.

 

في المقابل، يرى العالم ابن سلمان في ثوب الأمير الدموي الذي تسبب في تجويع الأطفال في اليمن واضطهاد المرأة وتعذيب المعارضين.

 

وأمام تهاوي سمعة المملكة على الصعيد الخارجي، اضطرت السلطات السعودية لدفع مئات الآلاف من الدولارات شهريا لفائدة شركة العلاقات العامة الألمانية "دابليو أم بي يوروكوم" في محاولة منها لتلميع صورتها.

وأكدت الصحيفة أن هذه الشركة تعمل لصالح السفارة السعودية ببرلين منذ سنة 2015، ولصالح وزارة الإعلام السعودية منذ سنة 2017.

 

وقد نشرت صحيفة "بيلد أم زونتاغ" وثيقة إستراتيجية تتكون من 50 صفحة صدرت في صيف 2017 تكشف عن المساعي التي تقوم بها شركة العلاقات العامة "دابليو أم بي يوروكوم" لتلميع صورة السعودية في ألمانيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الوثيقة ذكرت أن المشرفين على شركة العلاقات العامة الألمانية يحاولون التأثير على وسائل الإعلام الناطقة بالألمانية، على غرار صحيفة فرانكفورتر ألغيماننه تسايتونغ، وهاندلسبلات، وزود دويتشه تسايتونغ، وفيلت، وبيلد.

 

كما ورد في هذه الوثيقة أن المحرر السياسي لدى صحيفة "فرانكفورتر ألغيماينه تسايتونغ"، راينر هاينمان، أصبح يكتب تقاريرا أكثر توازنا بفضل شركة "دابليو أم بي يوروكوم" بعد أن كان يقدم صورة قاتمة بشأن المملكة العربية السعودية.

وأضافت الصحيفة أن هذه الوثيقة كشفت العديد من المعطيات المثيرة للجدل بشأن مراسل صحيفة فرانكفورتر ألغيماينه تسايتونغ في الشرق الأوسط، كريستوف أرهاردت.

 

وتدعي هذه الشركة أنها تعاونت مع هذا الصحفي، مما حفزه على كتابة مقالات إيجابية بشأن السعودية.

 

كما شجعت هذه الشركة هذا الصحفي على الاهتمام بالدور الذي يلعبه بن سلمان في إجراء إصلاحات داخلية في بلاده عن طريق إجراء مكالمات هاتفية بصفة مستمرة.


اقرا أيضا :  صحيفة: ابن سلمان يعمل مع شركة استشارات لتحسين صورته بألمانيا


وردا على ذلك، صرحت المتحدثة باسم صحيفة فرانكفورتر ألغيماينه تسايتونغ بأن "وكالات العلاقات العامة لا تؤثر على تغطيتنا الإعلامية وتعليقاتنا. ونحن نفند كل التصريحات، التي تدعي عكس ذلك".

وأوضحت الصحيفة أن جل وسائل الإعلام فندت ما ورد في وثيقة شركة "دابليو أم بي يوروكوم". ومن جهته، قال رئيس قسم السياسة الخارجية بصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ"، شتيفان كورنيليوس، "لم نتدخل في الملف الذي أصدرته شركة "دابليو أم بي يوروكوم" بشأن موظفينا. وهي لا تؤثر في تغطيتنا الإعلامية".

كما أفاد رئيس تحرير صحيفة "فيلت"، أولف بوشاردت، بأنه "من يعتقد أنه قادر على التأثير على تقاريرنا، يبالغ في ثقته بنفسه ويقلل من شأننا".

 

في سياق متصل، أورد متحدث باسم صحيفتنا أنه "لا يمكن التأثير على مواقف وآراء صحيفة بيلد خاصة وأنها لا تزال تنشر تقارير تنتقد المملكة العربية السعودية".

ونوهت الصحيفة بأن شركة "دابليو أم بي يوروكوم" أكدت في تقريرها أنها تملك شبكة علاقات واسعة تمكنها من الوصول إلى كل السياسيين الجدد والمستشارين في كل حكومة اتحادية جديدة.

 

وتدعي هذه الشركة أنها على علاقة برئيس الجمهورية الاتحادية الألمانية، فرانك فالتر شتاينماير، إلا أن متحدثة أكدت أن هناك لقاء جمع بين رئيس مكتب الرئيس الألماني شتيفان شتاينلاين ومستشار سعودي، ونفت تنظيم أي لقاء بين شتاينماير وهذا المستشار.

وأوردت الصحيفة أن وثيقة "دابليو أم بي يوروكوم" الاستراتيجية أكدت أن الشركة على علاقة بالمستشارة الألمانية وبمستشارها المكلف بالسياسة الخارجية والأمنية ووزير الاقتصاد، بالإضافة إلى وزراء التعليم والثقافة في كل المقاطعات الألمانية.

 

وقد رفض مستشار شركة "دابليو أم بي يوروكوم"، مايكل فوكس، التطرق إلى مسألة علاقة المستشارة أنجيلا ميركل بهذه الشركة على الرغم من أنه التقى بها في العديد من المناسبات.

 

اقرا ايضا :  ألمانيا تجدد موقفها من جريمة خاشقجي وتطالب بتحقيق كامل


وذكرت الصحيفة أن مكتب المستشارة الألمانية أكد أن العديد من اللقاءات العرضية جمعت بين ممثلي مركز المستشارية وموظفين يعملون بشركة دابليو أم بي منذ سنة 2016. وقد تناولت هذه اللقاءات مواضيع مختلفة.

 

كما أوضح القيادي بحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، فريدريش ميرتز: "أعرف شركة دابليو أم بي منذ عهد السياسي الألماني الأسبق هانس ديتريش غينشر، الذي كان لوقت طويل رئيسا لمجلس إدارة هذه الشركة، ولكنني سأقول بصراحة إنني لم أقم علاقات ولم أجر أي محادثات مع أطراف سعودية".

وأشارت الصحيفة إلى أن تأثير شركة "دابليو أم بي" امتد إلى مسؤولين اقتصاديين، على غرار مدير شركة إيرباص توماس إيندرز، والاتحاد الألماني لكرة القدم؛ حيث اتصل مسؤولو الشركة برئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم، راينهارد غريندل.

 

في هذا السياق، أفاد غريندل بأن "وكالة دابليو أم بي تعتبر الطرف الوحيد القادر على تفسير سبب وجود اسمي في قائمة شبكة علاقاتها. وأنا لا أستطيع تقديم أي توضيحات بهذا الشأن".


ونقلت الصحيفة عن مدير شركة "دابليو أم بي"، مايكل إيناكر، قوله إن "لا نقوم بدعاية لصالح شخصيات بعينها، بل نقدم نصائح للاتصال ببعض الأشخاص وممثلي الشركات الذين يهتمون بالمنطقة".

 

أما فيما يتعلق بقضية خاشقجي، صرح إيناكر بأنه "يجب الكشف عن ملابسات جريمة اغتيال الصحفي السعودي، جمال خاشقجي".

وفي الختام، ذكرت الصحيفة أنه منذ سنوات، تنتهج السلطات السعودية سياسة العصا الغليظة مع المعارضين والصحفيين والناشطين الحقوقيين. ومؤخرا، تعرضت بعض الناشطات الحقوقيات للاعتقال.

 

ومنذ توليه الحكم سنة 2015، قاد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حربا في اليمن أسفرت عن مقتل حوالي 56 ألف شخص. ومؤخرا، أدانت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بن سلمان في قضية مقتل خاشقجي.


التعليقات (1)
مصري
الثلاثاء، 27-11-2018 08:58 ص
الرشاوي و المصالح هي الطريق الوحيد الذي يصل بن سلمان بساسة الغرب القذر من أصغر عامل في أي حزب مغمور و حتي ترامب السكير العربيد .