صحافة إسرائيلية

صحيفة إسرائيلية تتحدث عن "ربيع إسرائيلي" في أفريقيا

الإعلام الإسرائيلي احتفى بزيارة الرئيس التشادي إلى إسرائيل- جيتي
الإعلام الإسرائيلي احتفى بزيارة الرئيس التشادي إلى إسرائيل- جيتي

تحدثت صحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية الاثنين عن ما قالت إنها "العوامل التي ساهمت بشكل كبير في رجوع إسرائيل بقوة إلى القارة السوداء" وبدء ما أطلقت عليه "الربيع الإسرائيلي" في أفريقيا، وفق تعبيرها.

وأشارت الصحيفة في تقرير لإلداد باك إلى أن "الربيع الإسرائيلي" ساهم فيه "ضعف العالم العربي والدبلوماسية الإسرائيلية النشطة إضافة لتدخل بعض الدول الخليجية".

وتقول الصحيفة إن "قصة العلاقات بين أفريقيا وإسرائيل؛ هي في أساسها قصة خيانة وإهمال؛ خيانة من جانب الأفارقة، وإهمال من جانب إسرائيل؛ التي وجدت صعوبة في أن تغفر للأفارقة خيانتهم وتعاطت مع إفريقيا كقارة ضائعة".

"مصدر إلهام"

ولفتت إلى أنه "في السنوات الأولى لإسرائيل، تطورت العلاقات مع دول في أفريقيا، بما في ذلك مع تشاد، رأت العديد من دول القارة السوداء في إسرائيل وفي إنجازاتها في المجالين العسكري والزراعي، مصدر الهام، وبحثت عن الاقتراب من إسرائيل كي تتعلم منها"، موضحة أن "أربع دول إفريقية كانت لها سفارات في إسرائيل".

ومن الجانب الإسرائيلي، تقول الصحيفة: "رأت تل أبيب، في أفريقيا فرصة لتحطيم الحصار السياسي الاقتصادي، الذي فرضته عليها الدول العربية فور قيامها، فأقامت شبكة علاقات متفرعة للغاية، خدمت الطرفين".

وأضافت: "استمرت قصة الغرام هذه حتى بداية السبعينيات، حتى اكتشفت الدول العربية قوة سلاح النفط الذي تحت تصرفها، فهجرت الكثير من دول أفريقيا إسرائيل تحت الضغوط الهائلة التي مارسها العرب، الذين وعدوا بالمساعدات المالية السخية".

"الضغوط أعطت ثمارها"

وفي حالة تشاد، تشير الصحيفة إلى أن "الضغوط أعطت ثمارها حتى قبل نشوب حرب 1967، وهي النقطة الزمنية التي قررت فيها العديد من الدول الأفريقية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل"، زاعمة أن "تشاد التي تجاور ليبيا؛ أدت دورا مركزيا في إدارة الظهر لإسرائيل".

وذكرت أن الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، "اتخذ سياسة نشطة مناهضة لإسرائيل، وتعاطى مع تشاد على مدى سنين طويلة كساحته الخلفية وكمركز لتثبيت توسع ليبيا في أرجاء أفريقيا، في ظل استغلال التوترات الداخلية بين الجماعات العرقية والدينية في الدولة".

وأكدت أن "زيارة الرئيس التشادي ادريس دابي، الذي وصل إسرائيل، وإعادة إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين، ستشكل ذروة مغازلة طويلة من جانب إسرائيل لتشاد؛ التي أهميتها كثيرة ليس فقط بسبب موقعها في قلب أفريقيا بل وبسبب كونها دولة ذات أغلبية إسلامية".

وكشفت أن "تجديد العلاقات الدبلوماسية وضع على جدول الأعمال قبل عقد من الزمن، ولكنه شطب عن جدول الأعمال بسبب الضغوط من دولتين عربيتين مناهضتين لإسرائيل بجوار تشاد؛ هما ليبيا والسودان".


وأرجعت الصحيفة "إنضاج الخطوة الهامة لمستقبل علاقات إسرائيل مع أفريقيا الإسلامية، لسقوط نظام القذافي، وغرق ليبيا في حرب أهلية، إضافة للاعتدال البطيء للنظام في السودان، ضمن أمور أخرى؛ تأثير السعودية والإمارات".

"عودة مباركة"

وقالت: "من غير المستبعد، أنه بعد أن تعيد تشاد دولاب علاقاتها مع إسرائيل إلى الوراء، فان المزيد من الدول الأفريقية ذات الأغلبية الإسلامية ستسير في أعقابها"، معتبرة أن ما يجري "عودة مباركة لإسرائيل إلى أفريقيا، والتي ساهم فيها خروج إسرائيل من العزلة السياسية التي فرضتها على نفسها على مدى فترة طويلة جدا".

ونوهت إلى أن "إسرائيل تبنت سياسة خارجية سلبية، تركزت على مناطق مريحة تضمنت أساسا الولايات المتحدة وأوروبا"، موضحة أن "التغيير الإيجابي في مكانة إسرائيل الدولية في السنوات الأخيرة، والذي يتم بعيدا عن التقدم في "المسيرة السلمية"، استوعب أيضا في العواصم الأفريقية".

وختمت بالقول إن "الكثير جدا مما يمكن لإسرائيل أن تعطيه لأفريقيا، ولدى أفريقيا الكثير مما تعرضه على إسرائيل (..) ضعف العالم العربي والدبلوماسية الإسرائيلية النشطة تفتح أمام إسرائيل آفاقا واسعة في أفريقيا، بما في ذلك التعاون الأوسع مع أوروبا التي فهمت أخيرا، أن عليها أن تساعد أفريقيا لحل مشاكلها منعا لإغراق أوروبا بملايين المهاجرين من القارة السوداء".

التعليقات (0)