المرأة والأسرة

5 خطوات لمساعدة طفلك على التعامل مع اضطرابات القلق

تمثل وفاة أحد الوالدين وعدم التمكن من رؤيته مجددا أسوأ سيناريو يمكن للأطفال تخيله
تمثل وفاة أحد الوالدين وعدم التمكن من رؤيته مجددا أسوأ سيناريو يمكن للأطفال تخيله
نشرت مجلة "سايكولوجي توداي" الأمريكية مقال رأي للكاتبة والطبيبة النفسية الدنماركية، إبين ساندل، تحدثت فيه عن إمكانية تعرض الأطفال إلى اضطرابات القلق في مراحل كثيرة من حياتهم، وهو ما يستوجب تدخل الآباء من أجل معالجة هذه المعضلة قبل تفاقمها.

وقالت الكاتبة، في مقالها الذي ترجمته "عربي21"، إن وفاة بعض أقاربها واضطرار زوجها إلى قضاء وقت طويل بعيدا عن المنزل أثر في ابنتيها الصغيرتين اللتين تبلغان من العمر ثلاث وست سنوات. ونظرا لخطورة هذه التأثيرات وإمكانية تطورها مع الوقت، عمدت الأم إلى معالجتها بواسطة طرق قائمة على تعزيز ثقتهما بنفسيهما، ودفعهما إلى التعبير عن مشاعرهما بأريحية.

وأضافت صاحبة المقال أن الأطفال قد يعمدون إلى طرح العديد من الأسئلة عندما يلاحظون تغير طريقة سير الأمور من حولهم، وهو الوقت الذي يجب على الوالدين التدخل فيه من أجل تقديم الدعم المعنوي ودفع الأطفال للشعور بالأمان.

وانطلاقا من تجربتها الخاصة، أشارت إبين ساندل إلى أن الأطفال قد يشعرون بالخوف على آبائهم، الذي قد يتحول مع الوقت إلى شعور بالقلق. علاوة على ذلك، يتفاقم هذا الشعور لدى الأطفال الذين يعجزون عن التعبير عن مكنونات صدرهم، وهو ما يزيد من تشعب أزمتهم ويصعب الأمر على الوالدين.

وأوردت الكاتبة أن الأطفال لا يتصرفون بشكل سلبي لأنهم يريدون جعل الحياة أكثر صعوبة بالنسبة للوالدين، بل هم يريدون إخبارهما بأمر ما، لكنهم ببساطة يعجزون عن إيجاد الكلمات المناسبة للتعبير عن المشاعر التي تخالجهم، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى سوء السلوك والشعور بالقلق.

وأشارت الخبيرة في تربية الأطفال إلى أن إحداث أماكن في المنزل يشعر داخلها الأطفال بالأمان من شأنه مساعدتهم بشكل كبير على تحسين حالتهم النفسية. ومن جهتها، عمدت الطبيبة النفسية الدنماركية إلى نصب خيمة داخل غرفة ابنتها، وجهزتها بالعديد من البطانيات، وأضفت عليها إضاءة هادئة؛ حتى تمكنها من قضاء وقت جيد.

وأوضحت الكاتبة أن قلق ابنتها نابع من شعورها بأن والدتها ستلاقي مصيرا مماثلا للأشخاص المسنين المقربين من عائلتها، حيث إنها تعتقد بأن هناك احتمالا بوفاة والدتها بمجرد خروجها من المنزل. وهذا الشعور بالخوف يدفعها للتشبث بها وعدم السماح لها بالخروج بسهولة. وعموما، تمثل وفاة أحد الوالدين وعدم التمكن من رؤيته مجددا أسوأ سيناريو يمكن للأطفال تخيله.

وبينت الكاتبة أن معالجة اضطرابات القلق لدى الأطفال تتطلب بالأساس فهم السبب الرئيسي الذي أدى إلى هذا الشعور. وفور معرفة الطبيب المشرف على علاج الطفل أو والديه لمصدر هذه المخاوف والمعضلات النفسية، ستصبح معالجتها أمرا سهلا للغاية، لا سيما أن الأطفال تلقائيون للغاية.

وأفادت الكاتبة بأنه بعد تبين أسباب المشكلة، يمكن للوالدين اتباع استراتيجية ذات خمس مراحل لعلاج اضطرابات القلق لدى الأطفال. وفي البداية، يجدر بهما أن يتذكرا دائما أن هناك سببا وراء كل شعور ينتاب الطفل أو أي تصرف غير عقلاني يقوم به. علاوة على ذلك، يجب ألّا يسارعا إلى إلقاء اللوم على الطفل بسبب إبدائه رد فعل غير لائق على حدث معين قبل أن يكون لديهما فهم كامل لطبيعة مشاعره.

وأضافت ساندل، ثانيا، أنه يتعين على الوالدين وضع مسؤولياتهم واحتياجاتهم جانبا في حال كان طفلهم يشعر بالقلق والخوف، والحرص على إعلامه بأنهما سيكونان بجانبه دائما. فما يهم حقا هو دفع الطفل للشعور بأنهما يساندانه، حتى في حال اعتمادهما الأفعال لإيضاح ذلك. وعند القيام بذلك، يجدر بالوالدين إبقاء الأمور بسيطة قدر الإمكان؛ حتى يتسنى للطفل فهمها.

وأوردت الكاتبة أن الخطوة الثالثة تتمثل في تشييد مكان يدفع الطفل للشعور بالأمان، على غرار فضاء يحب قضاء الوقت فيه أو يشعره بالراحة عندما تهيمن على تفكيره التصورات المخيفة. كما أن حث الطفل على التفكير في شخص يحبه أثناء محاولة إزالة المشاعر التي تبعث على الشعور بالخوف تعدّ استراتيجية فعالة للغاية.

وأوضحت الطبيبة النفسية، رابعا، أنه يتعين على الوالدين تعلم أن استجابة الطفل للخوف دليل على خضوع شيء يحظى بقيمة لديه إلى تهديد ما. بناء على ذلك، يمكن للوالدين الاتجاه نحو التوصل إلى تفاهم مشترك مع الطفل؛ من أجل دفعه للاستجابة لمحاولاتهم لمساعدته.

وأوضحت كاتبة المقال، خامسا، أنه في حال تكرار هذا الموقف في العديد من الأوقات، يجب ألّا يتوانى الوالدان عن سؤال طفلهما عما إذا كان يشعر بالخوف للسبب الذي سبق لهم التحدث عنه. ويمكنهما عندها البدء باتباع الخطوة الأولى وصولا إلى الخطوة الخامسة.

وفي الختام، أكدت ساندل أن الأطفال يعرفون الكثير عن أنفسهم أكثر مما يدرك البالغون، وذلك خلافا لمعتقد الوالدين الذي يقضي بأنهما يمتلكان جميع الأجوبة المتعلقة بسلوك أطفالهم اللاعقلاني. وبموجب ذلك، يمكن للاهتمام بالأطفال والإنصات لهم بتمعن وتأمل تصرفاتهم أن يقود الوالدين إلى معرفة الإجابات التي قد لا يعرفونها بالطرق العادية.

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
0
التعليقات (0)