حقوق وحريات

تجريدة السجون.. هكذا "يقهر" نظام السيسي المعتقلين في الشتاء

بطانية واحدة رديئة تمنح للمعتقلين- جيتي
بطانية واحدة رديئة تمنح للمعتقلين- جيتي

مع قدوم فصل الشتاء يعاني آلاف المعتقلين السياسيين بالسجون المصرية مع البرد الشديد بسبب الطريقة التي بنيت بها السجون وخاصة سجن العقرب شديد الحراسة وسجون طرة، فيما تتضاعف الأزمة مع قيام أمن السجون بـ"تجريدة" الشتاء ومصادرة البطاطين والملابس الشتوية من المعتقلين.

والدة أحد المعتقلين وتدعى (أم مصطفى)، أكدت أنه قبل أسبوع قامت مصلحة السجون بعمل "تجريدة" لكل السجون وصادروا جميع متعلقات المعتقلين السياسيين، ورفضوا السماح بدخول البطاطين والملابس الشتوية، وقالوا: "الجو مش بارد مستعجلين ليه".

وأضافت لـ"عربي21"، أنه "مقابل تعنتهم اتفقنا كأسر للمعتقلين أن كل من يذهب للزيارة يحاول أن يدخل بطاطين حتى يضطروا للموافقة على إدخالها"، موضحة أن ما يعطوه للمعتقلين عبارة عن بطانية "ميري وحيدة رديئة لا تقي من البرد ولا تصلح لأي شيء ويضعها المعتقلون على الأرض ليناموا ويجلسوا عليها في وقت واحد".

وحول الإجراءات القانونية التي يمكنهم اتخاذها قالت: "نشتكي لمن؟ لمصلحة السجون التي تنتهج مع المعتقلين بكل السجون هذا النهج لإذلالهم، نشتكي لله فقط".

شاهد عيان

وروى سجين جنائي من أصحاب الإعاقة والذي أفرج عنه الشتاء الماضي، كيف عاش أزمة التجريدة بزنازين الإخوان المسلمين، مبينا لـ"عربي21"، أنه بحكم القانون ولأنه معاق ورغم أن جريمته جنائية (حيازة سلاح غير مرخص) فلم يتم وضعه مع المسجونين الجنائيين بل وضع بزنزانة المعتقلين السياسيين مع الإخوان.

وقال السجين الذي أطلق اسم "حلمي" على نفسه (40 عاما): "عشت مع مهندسين، وأطباء، وعلماء دين، ومعلمين، بالزنزانة، ولكننا استيقظنا صباح يوم بشهر نوفمبر 2016، على أصوات صراخ وضرب وسب بالزنازين المجاورة فقمت مفزوعا فقيل لي: إنها تجريدة الشتاء، وكان ذلك أول عهد لي بها".

وأضاف: "فُتحت الزنزانة وتم الاعتداء على الجميع أثناء التفتيش الذاتي وللمتعلقات وتمت مصادرة تليفون سربته بإحدى الزيارات ولم يتركوا أية أطعمة وأدوات وأدوية والويل لمن يحاول الحديث أو يستعطفهم لتركها، ولكن الطامة الكبرى كانت مصادرة البلوفرات الشتوية والملابس الداخلية الشتوية وبطانية دفعت لإدخالها 500 جنيه".

وقال: "الإخوان شكلوا لجنة طلبت مقابلة مأمور السجن (رفض ذكر اسمه) حتى يرد هذه المتعلقات وخاصة الأغطية وملابس الشتاء والأدوية ولكنه رفض متعللا بوجود بديلها الميري"، مضيفا: "عشت شتاء لم أره بحياتي".

تعنت أماكن الاحتجاز


وتقول ابنة أحد المعتقلين السياسيين والمحتجز بمديرية أمن الشرقية (شمال شرق القاهرة)، إن أزمة أبي (موجه بالتعليم) والمحتجزين احتياطيا على ذمة قضايا ملفقة بأماكن الاحتجاز مثل المراكز والأقسام ومديريات الأمن أشد إيلاما ممن بالسجون.

وأوضحت لـ"عربي21"، أن "الأمن يتعنت معنا ويرفض إدخال أية متعلقات ويفتش الأغراض بشكل مبالغ فيه وبالطبع يمنع إدخال بطاطين، وحاولت قبل أيام إدخال بطانية خفيفة (دفاية) لكنهم رفضوا"، مشيرة إلى أنه "عند حضورهم النيابة أو المحكمة نقوم بإعطائهم (كلاسين) يرتدونها في الحال".

زوجة الشاطر: من هو إبليس؟

وعبر صفحتها بـ"فيسبوك"، أكدت زوجة المهندس خيرت الشاطر نائب مرشد جماعة الإخوان المعتقل بسجون الانقلاب، أنه "بداية كل شتاء ودخول البرد يقوم ضباط الداخلية بمفاجأة المعتقلين بسجني (العقرب) 1 و2 بتجريد المسجونين سياسيا من جميع ما لديهم بزنزانة محروم نزيلها من الزيارة منذ أعوام وغير مسموح بحقه الطبيعي بدخول أكله وملابسه ودوائه".

وأضافت السيدة "عزة توفيق": "يدخلون عليهم ليجردوهم من ملابس الشتاء الداخلية التي لا يوجد غيرها بالزنزانة، وكل سنة نفس الفعل"، متسائلة "من هو إبليس صاحب هذه القرارات؟"، مخاطبة الأمن بقولها: "ياشياطين الداخلية إن الله يمهل ولا يهمل".



المعذبون الثمانية

أما ابنة مساعد الرئيس محمد مرسي للشؤون السياسية محيي حامد، فكشفت قبل أسبوع عن معاناة 8 معتقلين من كبار السن والمرضى من قيادات الإخوان المسلمين محبوسون انفراديا بسجن "ملحق مزرعة طرة".

آلاء محي، قالت بـ"فيسبوك": "ممنوعون من الزيارة سنتين وأكتر، وكل فترة تقوم مصلحة السجون بتجريد الزنازين التي لا يوجد بها شيء"، مضيفة: "والثمانية هم: أبي محيي حامد، والمرشد محمد بديع، وسعد الكتاتني، وباسم عودة، ومحمود أبوزيد، ومحسن راضي، ويسري عنتر، والشيخ حازم أبو إسماعيل".

 


وكشفت رباب عطوة، عما يتم بحق معتقلي سجن "العقرب" وكيف يتم قتلهم بالبطيئ، وتجريد زنازين (h1 , h2 , h3 , h4) الأسبوع الماضي ورفض إدارة السجن دخول الملابس الشتوية والبطاطين.


وتحدث صلاح الدين مدني، عن تجريدة سجن برج العرب ومصادرة ما بالزنازين من متعلقات كالدبلة وساعة اليد وفرش ومعجون الأسنان والورق والأقلام والملايات والبطاطين الخفيفة.

لا احترام للقانون

 
وفي تعليقه قال المحامي الحقوقي محمود جابر: "هذا الأمر دأبت على فعله مصلحة السجون بهذا التوقيت كل عام ليجعلنا نقول أنها جريمة تعذيب متعمدة فضلا عن مخالفة ذلك الإجراء للقانون".

وأكد جابر وهو مدير مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان لـ"عربي21"، أنه "من حق السجين توفير كافة احتياجاته الشخصية؛ لكن للأسف مصر دولة نظامها لا يحترم القوانين ولا يطبقها".

وأوضح أن "الحل لدى الهيئات الدولية المعنية بحماية حقوق الإنسان باتخاذ قرارات ملزمة للنظام ووقف تعذيب المواطنين بالسجون ومقرات الاحتجاز بتجريدهم من متعلقاتهم ووسائل التدفئة بالشتاء"، مضيفا: "وعلى الدول الغربية المستمرة بدعم النظام سياسيا واقتصاديا، وقف اتفاقيات التعاون المشترك مع القاهرة لحين وقف انتهاكات حقوق الإنسان".

التعليقات (1)
طير حيران
السبت، 24-11-2018 11:19 ص
( أولئك هم الكفرة الفجرة ) أحفاد إبليس رجالة