صحافة دولية

هكذا هاجمت "NYT" بيان ترامب حول خاشقجي.. وبهذا طالبت

نيويورك تايمز: تجاهل ترامب القيم الأمريكية ونتائج تحقيقات "سي آي إيه"- جيتي
نيويورك تايمز: تجاهل ترامب القيم الأمريكية ونتائج تحقيقات "سي آي إيه"- جيتي

هاجمت صحيفة "نيويورك تايمز" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد بيانه أمس بشأن اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي.

 

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها، التي ترجمتها "عربي21"، إن ترامب قام بـ"ابتلاع" الرواية السعودية عن مقتل خاشقجي، وتجاهل القيم الأمريكية ونتائج تحقيقات "سي آي إيه".

 

وبدأت الصحيفة افتتاحيتها بالإشارة إلى الصورة الكاريكاتورية الشبحية التي نشرتها يوم الثلاثاء، التي صوّرته بأنه رجل مهتم بشكل كبير بالمال والمصالح الضيقة.

 

وقالت إن الرئيس ببيانه الذي أصدره أمس الثلاثاء، وتجاهل فيه نتائج "سي آي إيه" حول ضلوع ولي العهد السعودي بمقتل جمال خاشقجي، فإنه قد أثبت "أنه مهما كانت المسؤولية، فلن يقف أبدا ضد النظام السعودي، ولن يخاطر بخسارة إمداداته المالية، النفط، والمساعدة في الشرق الأوسط، ولن يحمّل محمد بن سلمان المسؤولية".

 

وتحدثت الصحيفة عن إشارات التعجب التي استخدمها الرئيس في بيانه: "ربما كانت لولي العهد معرفة بالحادث الفاجع، وربما لم تكن له معرفة!"، وأضافت أن جمال خاشقجي كان مقيما في الولايات المتحدة وليس مواطنا أمريكا، وكتب مقالات لصحيفة "واشنطن بوست". ولا يخدم كلامه الصحافيين أو المواطنين الأمريكيين الذين يعملون في الخارج، حيث لم يستطع الرئيس استدعاء حتى أدنى حد من الكلام لشجب بشاعة إرسال فرقة موت مسلحة بمنشار عظام وخنق وتقطيع لاغتيال خاشقجي؛ بسبب تجرؤه على انتقاد ولي العهد، فهذا البالغ من العمر 33 عاما يعد صديق الروح لترامب وصهره جاريد كوشنر.

 

وأشارت الصحيفة إلى ما قاله ترامب في بداية بيانه "العالم مكان خطير!"، واعتبرت أن كلامه بمثابة رسالة للديكتاتوريين في السعودية وأماكن أخرى سيمنحهم الجرأة على عمل ما يريدون.

 

وتقول إن القتل ظهر في تفاصيله اللاإنسانية كلها في التسجيل التركي، وتبعته سلسلة من الأكاذيب التي نشرها النظام السعودي، وتعكس غطرسة صعود جيل من المستبدين، الذين لا يهمهم الحياء ولا الأخلاق. وأكد ترامب مناعتهم وحصانتهم من العقاب.

 

وتعتقد الصحيفة أن كلام ترامب التبسيطي يعكس رأيه بطبيعة العلاقات الدولية، وأنها تعاقدية، وأنه يجب التضحية بالاعتبارات الحقوقية الإنسانية لتأمين الفهم البدائي للمصالح القومية الأمريكية، أو كما تحدث عنها بـ"أمريكا أولا"، وقال: "ربما لن نعرف الحقائق المحيطة بمقتل جمال خاشقجي.. على أي حال فعلاقتنا هي مع المملكة العربية السعودية".

 

وجاءت إشارة ترامب الأولى إلى خاشقجي بعد حديث طويل عن إيران التي وصفها بأنها المسؤولة وحدها عن الحرب في اليمن، ودون أن يذكر أو يهتم بالإشارة إلى أن معظم القتل جاء بسبب الحرب العشوائية، والغارات غير الدقيقة التي شنتها السعودية، وأدت إلى أكبر كارثة إنسانية في العصر الحاضر.

 

لكنه قال إن السعودية ستكون "سعيدة" بالانسحاب من اليمن لو خرج الإيرانيون منها، وأتبع ذلك بفقرة أخرى عن الصفقات التي زعم أنه أخذها من السعوديين بمئات المليارات من الدولارات؛ وبطريقة مبالغ فيها.

 

وعندما ذكر (ترامب) خاشقجي بشكل موجز؛ ردد رواية السعودية أنه كان "عدو الوطن" وإسلاميا (إخوانيا)، مضيفا بطريقة زائفة أن هذا لم يؤثر على تفكيره، وليست هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها ترامب أن هذا رجل لا يستحق أن تعرض أمريكا مصالحها للخطر من أجله.

 

وتقول الصحيفة إنه في ظل غياب القيادة من الرئيس فإن العبء يقع على الكونغرس لكي يحمي سمعة أمريكا في العالم، ويعلم ترامب أنه يسير نحو صدام مع المشرّعين، حيث ختم بيانه بتحدي أعضاء الكونغرس "الذين يريدون لأسباب سياسية أو غير ذلك اتخاذ طريق مختلف".

 

وكان ترامب يشير إلى المطالب المتزايدة من الحزبين في الكونغرس باستخدام ورقة السلاح من أجل معاقبة السعودية، وكلامه هو تحد لـ"ليندزي غراهام"؛ السيناتور عن ساوث كارولاينا، الذي تراوحت مواقفه بين شجب محمد بن سلمان ودعمه للرئيس، وبعد ساعات من بيان الرئيس عنّف غراهام ترامب، بقوله: "أنا متأكد من أنه سيكون هناك دعم من الكونغرس لفرض عقوبات على السعودية، بما في ذلك أعضاء في العائلة المالكة"، وأضاف: "في الوقت الذي تظل فيه السعودية حليفا استراتيجيا، فإن تصرفات ولي العهد وبطرق عدة أظهرت قلة احترام لهذه العلاقة وجعلته أكثر من شخصية سامة".

 

وانتهت الصحيفة إلى القول إن مقتل خاشقجي وقضايا حقوق الإنسان والعدل والحقيقة تتطلب ألا يفر أحد في السعودية من العقاب.. "الكرة في ملعبك سيناتور غراهام".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (1)
عابر سبيل
الأربعاء، 21-11-2018 02:40 م
ترامب مثل ابن سلمان تماماً، الأول يقول، المال والمصالح الشخصية أوّلاً، ولا قيمة عنده للقيم والأخلاق، و الثاني يقول، السلطة والمال أوّلاً، ومن أجل ذلك يمكن أن يقتل خصومه بطريقة وحشية، أو يحتجزهم حتى ولو كانوا رؤساء حكومات، وسجنهم، وخطفهم، وإخفائهم قَسريّاً، وتعذيبهم وابتزازهم، ترامب بتمسكه بولي العهد محمد بن سلمان، يَصنَع طاغيةً مُدمِّرةً في المنطقة كأنّ السعودية هي آل سلمان لا غير. ترمب لو قلت له أن ابن سلمان قتل نصف سكان السعودية، سيجيبك، حسناً عندنا صفقات سلاح معه، ولا يمكن أن نتركها تذهب إلى الصين أو روسيا، هكذا هي عقلية أصحاب الأموال! [ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) ] سورة القلم.