سياسة عربية

ما سر اهتمام تركيا بملف توحيد الجيش الليبي الآن؟

أكار التقى السراح وبحثا ملف توحيد الجيش الليبي- الأناضول
أكار التقى السراح وبحثا ملف توحيد الجيش الليبي- الأناضول

طرحت زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إلى العاصمة الليبية طرابلس ولقاء عدة مسؤولين سياسيين وعسكريين هناك، تساؤلات عن سر التقارب التركي مع ليبيا الآن، وما إذا كانت أنقرة تريد دعم الحكومة في نقل ملف توحيد الجيش الليبي من القاهرة إلى الأمم المتحدة.


وأجرى أكار سلسلة لقاءات مع كل من رئيس حكومة الوفاق، فائز السراج، ورئيس الأركان الليبية، عبد الرحمن الطويل ووزير الداخلية فتحي باشاغا، ورئيس مجلس الدولة، خالد المشري، بحث فيها التعاون في المجالات الدفاعية والعسكرية بين البلدين، إضافة إلى قضايا الأمن الإقليمي.


ملف الجيش


وتناول اللقاء بين السراج ووزير الدفاع التركي، مناقشة عدة موضوعات، منها: ملف توحيد الجيش الليبي، وقضايا مكافحة "الإرهاب"، والتعاون العسكري في بناء القدرات الدفاعية والأمنية الليبية، عبر برامج التدريب والتأهيل والتجهيز، وتفعيل الاتفاقات المبرمة بين البلدين في هذا الشأن"، وفق بيان لمكتب السراج الإعلامي.

 

اقرأ أيضا: وزير الدفاع التركي يبحث التعاون العسكري في ليبيا

وأكد السراج أن عملية توحيد المؤسسة العسكرية، بمختلف مكوناتها، تحتاج إرادة سياسية موحدة، وتعتمد على نجاح المسار السياسي.


من جهته، أشار أكار إلى "رغبة بلاده في التعاون الأمني مع ليبيا وتكثيف اللقاءات والتعاون بين البلدين، إلى أن تصل ليبيا إلى مرحلة الأمن والاستقرار"، وأن "تركيا قادرة على المساعدة في حل بعض المشاكل التي تعاني منها ليبيا في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية".


وأثارت الزيارة لوفد تركي كبير ورفيع إلى طرابلس في هذا التوقيت، تساؤلات من قبيل: هل ستدعم أنقرة حكومة الوفاق في نقل ملف توحيد الجيش من القاهرة إلى الأمم المتحدة؟ وما سر هذا التقارب الآن؟


"محاربة القاهرة"


ورأى الباحث السياسي الليبي، علي أبو زيد أن "تركيا لها مصالح كبيرة في ليبيا خاصة فيما يتعلق بمشاريع البنية التحتية، كما أن أنقرة تريد أن تؤكد على تأييدها للتوجه الدولي الداعم لحكومة الوفاق، وفي نفس الوقت ستسعى إلى "تقويض" جهود القاهرة في التفرد بملف المؤسسة العسكرية".


وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "هذه الزيارة رسالة واضحة ودعم قوي لخطوات "الرئاسي" فيما يتعلق بالترتيبات الأمنية، وتوقيت الزيارة له دلالة فيما يخص مؤتمر باليرمو المرتقب إذ من المرجح أن يكون هناك حديث عن ملف الجيش الذي أتوقع أن يعهد به إلى الأمم المتحدة أو تجمد جهود مصر بخصوصه".


لكن الناشط من الشرق الليبي، فتح الله غيضان أشار إلى أن "تركيا وإيطاليا لا يمكنهما سحب البساط من القاهرة في مسألة توحيد "الجيش"، وأن "تركيا" هدفها واضح وهو عرقلة أي جهود لتوحيد المؤسسة العسكرية، وهذه الزيارة الآن من وفد تركي يبدو أنها لتنفيذ اتفاق غير معلن مع الغرب الليبي".


وأضاف لـ"عربي21": "حسب المعلومات لدي أن هناك اتفاق لنقل مقاتلين من "إدلب" السورية إلى ليبيا خاصة بعد الضغوط الروسية، فهم يريدون أن تصبح المنطقة الغربية من ليبيا مثل الموصل في العراق"، حسب زعمه.


وتابع الناشط المقرب من "الجيش" في الشرق: "تركيا تسعي للتخلص من "الإرهابيين"، والقيادة العامة (تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر) لديها الأدلة على تورط الأتراك في إرسالهم "مقاتلين" في السابق في حرب "الجيش" ضد الإرهاب"، كما زعم.


"دور وسيط"


وقال الصحفي الليبي، محمد عاشور العرفي إنه "من الطبيعي أن يناقش الأتراك مع نظرائهم الليبيين قضية توحيد المؤسسة العسكرية وإن كانت في تقديري لن يكتب لها النجاح باعتبار القيادات العسكرية في الشرق الليبي لن تقبل بتركيا كوسيط لهذا المشروع".


وأوضح أن "تركيا يهمها بشكل كبير استقرار ليبيا سياسيا كونها لها عقود ومشروعات مبرمة ومتوقفة منذ أحداث 2011 إضافة إلى مشروعات تتعلق بالتدريب وبناء القدرات الدفاعية والأمنية للجيش الليبي، وظلت أنقرة محافظة على علاقتها بليبيا من خلال مبعوثها هناك"، كما صرح لـ"عربي21".

 

اقرأ أيضا: بعد زيارته ليبيا.. وزير الدفاع التركي يصل السودان

"إفشال دول عربية"


لكن أستاذ القانون الدولي والأكاديمي المصري، السيد أبو الخير، أكد أن "زيارة وفد عسكري وسياسي كبيرين لليبيا الآن سيساهم في إنهاء الصراع وإفشال خطط كل من: السعودية والإمارات ومصر بالمنطقة، وتركيا قوة إقليمية لها دور في حل الأزمات وساندت من قبل الثورات العربية".

 

وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "تلك الزيارة تؤكد على جدية وجاهزية تركيا للتدخل حتى لو كان عسكريا ضد دول الثورات المضادة وضد الأطماع الغربية والعربية في ليبيا، وبدخول أنقرة على الخط سيتلاشى أي دور تخريبي سواء عربي أو دولي".


وقال الإعلامي الليبي، حسين العريان إن "الدعم التركي للملف الليبي ليس بالجديد ولكنه انكمش بعض الشيء بعد محاولة الانقلاب الفاشلة بتركيا، كون الأخيرة اتجهت لترتيب بيتها الداخلي لحفظ استقرارها وأمنها، مضيفا لـ"عربي21": "ها هي تعود من جديد وهذه العودة جاءت بعد التغيرات الدولية تجاه الملف الليبي".

التعليقات (1)
مصري
الثلاثاء، 06-11-2018 09:29 م
تركيا مؤهلة و بجدارة إلي قيادة المنطقة بعد فشل العسكر الأوباش الذريع في تحقيق أي تقدم لمصر أو للمنطقة .