صحافة إسرائيلية

هكذا قرأ الإعلام العبري انتخابات التجديد النصفي للكونغرس

قالت يديعوت إن إسرائيل مرتبطة بالحزب الجمهوري أكثر من أي وقت مضى- جيتي
قالت يديعوت إن إسرائيل مرتبطة بالحزب الجمهوري أكثر من أي وقت مضى- جيتي

تحدث الإعلام العبري، عن تداعيات النتائج المرتقبة لانتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي، والتي سيكون لها تأثير كبير في المستقبل، في الوقت الذي تعتبر "إسرائيل" أقرب للحزب الجمهوري منه للديمقراطي.

وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، في افتتاحيتها اليوم والتي كتبها كبير المعلقين في الصحيفة، ناحوم برنياع، أنه رغم أن "يوم الانتخابات في أمريكا هو يوم عمل عادي، لكن للتصويت يوجد معنى".

وذكرت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أطلق أمس تغريدة حملت مسؤولية هزيمة الجمهوريين للإعلام ولبطاقات التسويق الزائدة، منوهة أنه "هكذا تصرف بالضبط عشية الانتخابات 2016".

وأضافت: "ترامب لا يخسر أبدا فإما ينتصر في الانتخابات أو أن الإعلام كاذب والحزب الخصم زوروا الانتخابات".

ونقلت الصحيفة، عن المراسل الرئيس في "نيويورك تايمز" لشؤون الكونغرس، كارل هالس، قوله: "في الأيام الأخيرة كل الاستطلاعات تشير لزخم في الجانب الديمقراطي، وترامب يتهم الإعلام".

 

اقرأ أيضا: ترامب أمام "اختبار تاريخي" بالانتخابات النصفية الأمريكية

ويعتقد المراسل الذي تحدث للصحيفة العبرية، أن "الكثير من الناخبين توصلوا إلى الاستنتاج، بأن ترامب سار شوطا بعيدا؛ ومما عزز ذلك، حدثان؛ إرسال طرود ناسفة لخصوم ترامب، والهجوم على الكنيس في بيتسبرغ".

وحول كيفية تأثير هذا على التصويت، قال: "الحزب الديمقراطي كفيل بأن يصل إلى أغلبية مجلس النواب، وأما في مجلس الشيوخ فسيكون هذا أصعب".

وفي 2016، "افترض الديمقراطيون بأن الديمغرافيا المتغيرة لأمريكا ستحقق لهم الانتخابات، فجاء ترامب وسرق الأوراق، قبل سنتين كانت للديمقراطيين مرشحة إشكالية - هيلاري كلينتون - وعدم اكتراث في الميدان"، وفق هالس الذي لفت أن الحزب الديمقراطي "تعلم الدرس، وهذه المرة هو أكثر نشاطا في الميدان، ويحاول إعادة بناء ائتلاف بارك أوباما، إضافة لتلقيهم تبرعات أكثر من خصومهم".


وذكر أن الحزب الديمقراطي، في "بنسلفانيا ونيوجيرسي، كفيل بأن ينتصر في ثمانية أقاليم انتخابية انتصر فيها الحزب الجمهوري قبل سنتين، وهذا ثلث ما يحتاجه الحزب الديمقراطي كي ينال الأغلبية في مجلس النواب".

 

ولفت المراسل، أن الحزب الجمهوري وترامب "تورطوا حين أصروا على مواصلة الصراع لإلغاء قانون الصحة لأوباما، وهي هي ورقة الديمقراطيين"، معتبرا أن بعض "الانتصارات" التي حققها ترامب مثل انتصار في الصراع مع المحكمة العليا، وازدهار البورصة، "لا تحمل الناس على المدى البعيد"، وقال: "مثلما صعد الرئيس هكذا سيختفي".

 

اقرأ أيضا: لماذا تعد انتخابات أمريكا النصفية ذات أهمية؟.. مختصون يجيبون

وحول موقف أعضاء الكونغرس الجمهوريون من ترامب، ذكر هالس، أنهم "يخافون منه، وسيواصلون الخوف منه حتى لو انتهت الانتخابات الحالية بالهزيمة"، موضحا أن "التغيير الديمغرافي يضمن عهدا ذهبيا للديمقراطيين، وغدا سنعرف أي موجة هي الأقوى؛ موجة التغيير أم موجة الخوف من التغيير".

وحول الدور الإسرائيلي في هذه الانتخابات، قالت "يديعوت" إنه "ليس لإسرائيل دور، ولا حتى للناخبين اليهود"، مرجحة أن لنتائج هذه الانتخابات "سيكون معان أكبر بكثير على المستقبل".

ونبهت أن "إسرائيل مرتبطة بالحزب الجمهوري أكثر من أي وقت مضى، وبعيدة عن الحزب الديمقراطي أكثر من أي وقت مضى"، متسائلة: "إذا كان المستقبل يعود للحزب الديمقراطي، فأين ستكون خانة إسرائيل؟".

أما صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، وفي تقرير لها أعده البروفيسور ابراهام بن تسفي، أوضحت أن "ترامب يحمس الجمهوريين ليضمن الأغلبية في الكونغرس، الذي يتمتع حاليا بأغلبية جمهورية"، مؤكدة أن "الساحة السياسية الأمريكية اليوم، ستصل إلى مفترق طرق دراماتيكي".

ورأت أنه "في المناخ الاجتماعي والسياسي الحالي، المليء بالتوتر والعداء التكنولوجي الحاد، فإن للتغير في توازن القوى في تلة الكابيتول سيكون معنى أعمق مما كان في الماضي"، مؤكدة أن "البيت الأبيض عشية الحسم يقف أمام معضلة غير بسيطة".

 

اقرأ أيضا: تعرف على الانتخابات النصفية بأمريكا وأثرها على ترامب

وذكرت أن الإدارة الأمريكية، "من جهة، وفي محاولة الحفاظ على الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب، سيتعين عليها أن تتبنى استراتيجية متصالحة وتوحيدية تشدد على القاسم المشترك بين الجماعات العرقية المختلفة، ومن جهة أخرى، من أجل الحصول على أغلبية بمجلس الشيوخ، هناك حاجة لاستراتيجية متعارضة تماما".

واعتبرت أن "تصريحات ترامب الفظة، بشأن الهجرة غير القانونية، والتهديد بسحب المواطنة من أبناء المهاجرين، والهجوم على الاعلام؛ والتطلع لتنفيذ رؤيا "قومية متطرفة"، كل هذه هي فقط جزء من الخطوط الأساس لهذه الاستراتيجية، والتي كان لها هدف واضح هو التجنيد والتحميس للقاعدة الجمهورية".

وفي حال: "تحقق سيناريو انتصار الجمهوري في الشيوخ بثمن فقدان السيطرة في مجلس النواب، سيضطر ترامب للخروج عن الخط التطهري هذا ويتبنى نهجا أكثر برغماتية يضمن الحدود الوسط مع الاغلبية الديمقراطية في مجلس النواب".

وأما "البديل" عن ذلك، سيكون وفق الصحيفة العبرية، "نزال في وضح النهار بين أرجاء الكونغرس، وهو الأمر الذي من شأنه أن يشوش عملية التشريع ويضع في علامة استفهام على قدرة حكم ترامب في السنتين القادمتين"، مؤكدة أن :المستقبل القريب سيثبت المستقبل إلى أين سيتجه البيت الأبيض".

0
التعليقات (0)