صحافة دولية

NYT: ما هي قصة الطفلة اليمنية أمل التي أثارت مشاعر العالم؟

وفاة أمل الفتاة اليمنية التي تعد وجه المعاناة في الحرب اليمنية- نيويورك تايمز
وفاة أمل الفتاة اليمنية التي تعد وجه المعاناة في الحرب اليمنية- نيويورك تايمز

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" سلسلة من التقارير عن الطفلة أمل حسين وصورتها، التي بدت كأنها جلد على عظم وفي حالة من النحول والهزال العظيم، ما دفع الكثيرين من الذين رأوا صورتها لسؤال الصحيفة عن كيفية مساعدتها. 

 

ويقول ديكلان وولش، الذي كشف عن فظائع الحرب في اليمن في تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأسبوع الماضي، إن أمل حسين الهزيلة، التي كانت مستلقية بصمت على سرير المستشفى في شمال اليمن، بدت كأنها تلخص الظروف الخطيرة التي تمر بها بلادها التي مزقتها الحرب. 

 

ونشرت الصحيفة صورة للفتاة الجائعة، وأدت إلى إثارة انتباه القراء الذين عبروا عن شعورهم بالحسرة، وعرضوا المال للعائلة، وكتبوا متسائلين عما إذا كانت صحتها تتحسن. 

 

وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن عائلتها، قولها يوم الخميس إنها توفيت في المخيم البائس الذي يبعد أربعة أميال عن المستشفى، وقالت والدتها مريم علي: "قلبي تحطم"، حيث بكت على الهاتف، وأضافت: "كانت أمل مبتسمة دائما، وأنا قلقة الآن على بقية أولادي".

 

ويقول وولش إن الثمن الإنساني الرهيب للحرب التي تقودها السعودية في اليمن أصبح في مركز الغضب الدولي، ما أدى بالغرب إلى إعادة النظر في دعم الحرب.

 

وتشير الصحيفة إلى أن بريطانيا والولايات المتحدة كانتا حتى وقت قريب من أكبر مصدري الأسلحة إلى السعودية، لكنهما تدعوان الآن لوقف إطلاق النار، ودعا وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس لوقف الأعمال العدوانية في نهاية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، وقال: "علينا أن نتحرك باتجاه الجهود السلمية، ولا نستطيع القول إننا سنقوم بذلك في وقت ما في المستقبل".

 

ويجد التقرير أن الصورة المثيرة للانتباه، مثل صورة أمل، التي تعد واحدة من 1.8 مليون يمني يعانون من فقر التغذية، وضعت وجها للمعاناة الإنسانية والخوف اللذين تسببت بهما كارثة من صنع البشر، التي ستغمر البلد في الأشهر المقبلة.  

 

ويلفت الكاتب إلى أن الامم المتحدة حذرت من تزايد عدد اليمنيين الذين باتوا يعتمدون على الحصص الغذائية الطارئة، فيما يمكن أن يزيد العدد من 8 ملايين إلى 14 مليونا، وهذا هو نصف عدد سكان اليمن، مشيرا إلى أن عمال الإغاثة اليمنية والقادة السياسيين يطالبون بوقف للأعمال العدوانية، والقيام بخطوات طارئة لإنعاش الاقتصاد اليمني المنهار، حيث دفعت أسعار الغذاء المرتفعة السكان إلى حافة المجاعة.

 

ويقول وولش: "في رحلة إلى اليمن لمعرفة الخسائر التي خلفتها الحرب وجدنا أمل في مركز صحي في أسلم، التي تبعد 90 ميلا عن العاصمة صنعاء، وكانت مستلقية على السرير مع والدتها، وكان الممرضون يغذونها بالحليب كل ساعتين، إلا أنها كانت تتقيأ بشكل مستمر وعانت من الإسهال". 

 

وتذكر الصحيفة أن المسؤولة عن القسم الدكتورة مكية مهدي جلست ومسحت على شعرها، وأشارت إلى بشرتها قائلة: "انظر.. لا لحم ولا عظم"، وكانت والدة أمل مريضة وتتعافى من حمى الضنك، التي ربما أخذتها من الذباب الذي يتوالد في المياه العكرة في المخيم. 

 

وينوه التقرير إلى أن الغارات الجوية السعودية أجبرت عائلة أمل على الهروب من قريتهم في الجبال قبل ثلاثة أعوام، وهي أصلا من محافظة صعدة القريبة من الحدود السعودية، وعانت كثيرا من الغارات السعودية التي بلغ عددها 18 ألف غارة منذ بداية الحرب في عام 2015.

 

ويفيد الكاتب بأن صعدة هي معقل المتمردين الحوثيين الذين احتلوا صنعاء بدعم من الرئيس السابق علي عبدالله صالح عام 2014، مشيرا إلى أن الحروب الجيوسياسية والنزاعات السعودية الإيرانية كانت بعيدة عن أقسام الجوع في أسلم. 

 

ويقول وولش إن "اسم الفتاة الجائعة، الذي يعبر عن الأمل، جعل بعض الكتاب يأملون في التعبير عن الرجاء في أن تؤدي صورتها إلى لفت انتباه العالم للحرب التي مات فيها عشرات الآلاف من اليمنيين بسبب العنف والجوع والمرض، وشهد اليمن في العام الماضي أكبر موجة وباء للكوليرا في الوقت الحديث، حيث أصيب مليون شخص".

 

وبحسب الصحيفة، فإن أمل خرجت من المستشفى الأسبوع الماضي، حيث كانت مريضة، لكن الأطباء كانوا بحاجة لأماكن للمرضى الجدد، وقال دكتورة مكية: "هذه طفلة مشردة عانت من المرض والتشرد.. لدينا مثلها الكثير"، ونقلت العائلة أمل إلى بيتها في المخيم، وهو عبارة عن كوخ بني من القصب والبلاستيك. 

 

ويشير التقرير إلى أن منظمات الإغاثة تقدم نوعا من المساعدات الغذائية، مثل السكر والأرز، لكن هذا لم يكن كافيا لإنقاذ حياة أمل، وتدهورت حالتها الصحية مع نوبات من التقيء والإسهال، وقالت والدتها إنها توفيت في 26 تشرين الأول/ أكتوبر. 

 

ويورد الكاتب أن الدكتورة مكية حثت والدة الطفلة لأخذها إلى عيادة أطباء بلا حدود في عبس، التي تبعد 15 ميلا، لكن العائلة لم تكن تملك مالا، حيث زادت الأسعار بنسبة 50%  العام الماضي. 

 

وتختم "نيويورك تايمز" بالإشارة إلى قول والدتها: "لم يكن عندي مال لأخذها إلى المستشفى، ولهذا أخذتها إلى البيت".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)