سياسة عربية

وقفة لصحفيين بإسطنبول للمطالبة بمصير جثمان خاشقجي

الصحفيون أطلقوا على وقفتهم "إكرام الميت دفنه"- جيتي
الصحفيون أطلقوا على وقفتهم "إكرام الميت دفنه"- جيتي

طالب صحفيون عرب في مدينة إسطنبول، المملكة العربية السعودية، بالكشف عن مصير جثة الصحفي الراحل جمال خاشقجي.


وعقب اختفاء خاشقجي في 2 من الشهر الجاري، استمرت الوقفات الاحتجاجية التي ينظمها الصحفيون أمام مقر القنصلية السعودية في إسطنبول للمطالبة بالكشف عن مصيره، وبعد إقرار المملكة في 20 الجاري بمقتله، توالت المطالبات بالكشف عن مصير جثمانه.


ورأى الصحفيون في تصريحات منفصلة للأناضول، أنه من إكرام الميت في الإسلام تكفينه ودفنه، وأن السعودية التي تقوم بتطبيق شريعة الله، تعي جيداً هذه الأهمية وقدسيتها.


وقالت الصحفية اللبنانية روعة أوجيه: "بعد تكرار الرواية السعودية واختلافها عما قبلها، آخر ما سمعته من وزير الخارجية بأنهم سيلاحقون مرتكبيها، وأنها لن تتكرر، وهذا التعهد ليس كافيا".


وأضافت: "الذي نريده: أين جثمان خاشقجي، ومن هم المسؤولون الحقيقيون وراء قتله وليس منفذي العملية".


من جهته، قال الصحفي المصري معتز مطر: "شاءت الأقدار أن السعودية التي تطبق شريعة الله، هي من قتلت جمال خاشقجي، وباسم شرع الله نطالب كأصدقاء لخاشقجي في الكشف عن مصير جثمانه".


وتابع: "كبشر نطالب بحاجتين، الأولى الكشف عن جثة جمال، فإكرام الميت دفنه، وهذا لا يختلف عليه أحد، فبما أنك اعترفت في الجريمة، فأين الجثة؟".


وأضاف مطر: "الشيء الثاني الذي نطالب به هو القصاص، وهذا ما يقوله دائما العاهل السعودي الملك سلمان، إنه لا أحد فوق القانون وشرع الله فوق كل أحد، ونطلب هذا الشيء من المملكة التي نحبها".


وأعرب عن اعتقاده بأن "استشهاد جمال خاشقجي، ويكأنه يقدم دمه قربانا لكل الصحفيين، دماؤه ستكون رحمة لمن بعده، والزخم الصحفي الموجود بعد الحادثة كان صعبا جداً على العالم".


وأردف: "استشهاد جمال سلّط الضوء على معاناة الصحفيين في العالم، وبالشرق الأوسط على وجه الخصوص".

 

وعلى الصعيد ذاته، قال الصحفي السوري أحمد زيدان إن "المملكة تخسر الكثير بسبب مماطلتها، ينبغي تسليم الجثة، إكراما لأهله، حتى يعرفوا مكان قبره، لكن يبدو أن الحكومة السعودية ستخسر الكثير من مصداقيتها، وهناك صندوق بريد واحد وهو تركيا".


وأضاف: "أعرف خاشقجي من ثمانينيات القرن الماضي، وهو أول من جلبني إلى العمل الصحفي، ومقتله بهذه الوحشية أرسل رسالة إلى العالم كله أن الوحشية والإجرام تسود المنطقة".


وتابع زيدان: "خاشقجي الذي ناصر قضايا الشعوب العربية والإسلامية في فلسطين وسوريا واليمن وليبيا، وحتى القضايا الإنسانية أصبح هدفاً للطريقة الوحشية التي نفذت بها هذه الجريمة النكراء".

وأشار إلى أن "العملية يجب أن يقف بوجهها كل الأحرار، لأنها لا تستهدف جمال فقط، بل كل من يحمل رسالته، من مفكرين وصحفيين ونخب عربية وعالمية وسياسيين، أن رأسكم مطلوب، سواء اليوم أو غدا".


وأردف زيدان: "اليوم إذا لم يتم الوقوف بكل قوة أمام هذه الجريمة النكراء فسوف تتكرر".


ولفت إلى أن "الكثير من الصحفيين والحقوقيين والسياسيين قتلوا في مناطق مختلفة في العالم، الفارق الوحيد بينهم وبين جمال أن ملفه تديره الحكومة التركية، ونحن كصحفيين وسياسيين ونخب يجب أن ندعم التوجه التركي، الذي يمثل حصانة لحياتنا وحرية الفكر والتعبير".


إلى ذلك، قال الصحفي المصري عبد الله الشريف إن "الزخم الإعلامي لمقتل خاشقجي سيبقى مستمرا حتى يتم الكشف عن مصير جثته، التسريب الإعلامي الذي سمعناه حول تقطيعها أو إخفائها بعد التمثيل بها بشكل غير آدمي، هل حصل ذلك؟ العالم يريد الحقيقة لمعرفة كيف كانت النهاية".


وتساءل: "لماذا لا تريد السعودية الكشف عن المتعاون التركي الذي تسلم الجثة، أكرموا هذا الرجل كي نصلي عليه وندفنه، بما يليق مع البشر، أم إن هناك ما تخفيه السعودية حول التمثيل بجثة الرجل".


ورأى الشريف أن "الجريمة لم تكن الأولى للمملكة خارج حدودها، الجريمة تكررت منذ السبعينيات، وبعد الفضيحة التي حدثت يمكن أن نصنفها بأنها أغبى عملية استخباراتية تمت في التاريخ".


واختتم حديثه قائلا: "لم يكن أحد يتوقع أن يتسبب شخص واحد في هذا الحرج والزخم الإعلامي على صعيد العالم، لكن بما أنه صحفي دولي، وعمل داخل النظام السعودي في سفارة المملكة ببريطانيا وأمريكا، فعلاقاته اتسعت بشكل كبير جدا، لذلك فإن علاقاته قوية في المراكز الصحفية ومراكز صنع القرار".


وفي 20 من الشهر الجاري، أقرّت الرياض بعد صمت دام 18 يوما، بمقتل خاشقجي داخل قنصليتها في إسطنبول، إثر "شجار"، وأعلنت توقيف 18 سعوديًا للتحقيق معهم على ذمة القضية، فيما لم تكشف عن مكان جثمان خاشقجي.


وقوبلت الرواية تلك بتشكيك واسع من دول غربية ومنظمات دولية، وتناقضت مع روايات سعودية غير رسمية، منها إعلان مسؤول أن "فريقا من 15 سعوديا، تم إرسالهم للقاء خاشقجي وتخديره وخطفه، قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم".

التعليقات (0)