حول العالم

موقع: الانقراض الجماعي السادس بتاريخ الأرض سيكون خلال 50 سنة

الأربعين سنة الماضية شهدت انقراض نصف الكائنات الموجودة في الحياة البرية بنسق سريع ومثير للقلق
الأربعين سنة الماضية شهدت انقراض نصف الكائنات الموجودة في الحياة البرية بنسق سريع ومثير للقلق
نشر موقع "انترستنتغ إنجينيرينغ" تقريرا، تحدث فيه عن اقتراب كوكب الأرض من الانقراض الجماعي السادس في تاريخه، الذي سيؤدي إلى موت جميع الثدييات الكبرى مثل الفيلة وفرس النهر، وكل الحيوانات التي ترتبط بها بشكل وثيق في السلسلة الغذائية.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الأربعين سنة الماضية شهدت انقراض نصف الكائنات الموجودة في الحياة البرية بنسق سريع ومثير للقلق. ووفقا لمجموعة من الباحثين من جامعتي آرهوس الدنماركية وجامعة غوتنبرغ السويدية، تسير أنواع عديدة من الحيوانات نحو الانقراض بسرعة كبيرة؛ بسبب عجزها عن التكاثر، وهي الوسيلة الوحيدة لبقائها واستمرارها بشكل طبيعي.

وأضاف الباحثون أن الانقراض الجماعي السادس في تاريخ الكرة الأرضية، الذي بدأ منذ العصر البليستوسيني المتأخر، قد قضى على أكثر من 300 نوع من الثدييات، متسببا بذلك في محو أكثر من 2.5 مليار سنة من التاريخ التطوري الفريد.

وأكد الموقع أنه خلال العقود الخمسة القادمة، من المتوقع أن تنقرض العديد من أنواع الثدييات الكبرى بشكل كامل. ويعني ذلك أن الحيوانات الأصغر حجما التي ستبقى على قيد الحياة ستضطر إلى التطور والتكاثر بسرعة كبيرة لتعويض الثدييات الكبرى التي انقرضت. لكن قد تحتاج الطبيعة إلى فترة زمنية تتراوح بين ثلاثة وخمسة ملايين سنة لتصبح قادرة على إنتاج تنوع بيولوجي مماثل. ومن المرجح أن البقرة ستكون أكبر الثدييات المتبقية على قيد الحياة في غضون بضعة قرون.

وتابع الموقع بأنه في فترة ما في التاريخ، عاصر الإنسان الكائنات العملاقة، على غرار القنادس، وحيوانات المدرع، والأيائل العملاقة. لكن من المؤسف أن عالمنا في الوقت الحاضر بات يفتقر إلى وجود أنواع الثدييات البرية الضخمة، ولم يتبق سوى الفيلة ووحيد القرن، المعرضين بدورهما لخطر الانقراض بشكل سريع. وسيؤدي ذلك إلى تغيير شكل كوكبنا، وجعله غير قابل للعيش تقريبا، ليعجل فناء البشرية في حال لم نتخذ إجراءَات رادعة في الوقت الحالي.

وأشار الموقع إلى أن الباحثين استخدموا أجهزة كمبيوتر حديثة، وتقنيات محاكاة تطورية متقدمة، واعتمدوا على بيانات شاملة حول العلاقات التطورية وأحجام الثدييات الموجودة أو المنقرضة في دراستهم. وتمكن العلماء بذلك من تحديد المدة الزمنية التي توقفت فيها الحيوانات عن التكاثر والتطور خلالها، فضلا عن الفترة الزمنية اللازمة لتعويض ما سببته عمليات الانقراض التي حدثت في الماضي، والعمليات المحتملة في المستقبل.

وبين الموقع أن كوكب الأرض عانى بالفعل من خمسة أحداث انقراض جماعية في عصور ما قبل التاريخ. وقد شهدت خلالها إبادة أعداد كبيرة من أنواع الحيوانات والنباتات خلال فترة زمنية قصيرة. وقدر العلماء أن ما بين 50 و75 بالمئة من هذه الأنواع اندثرت خلال هذه الأحداث. ولعل أبرز عمليات الانقراض الجماعية التي شهدها كوكبنا، انقراض الهولوسين، الأمر الذي يعد الإنسان مسؤولا عن حدوثه، والانقراض الذي حدث خلال العصر الطباشيري- الباليوجين قبل 65 مليون سنة.

وأفاد الموقع بأن سبب انقراض الحيوانات الضخمة يرجع بالأساس إلى عمليات الصيد غير المسؤولة التي يقوم بها الإنسان، والتغير المناخي. كما ساهمت الممارسات البشرية في تقلص مواطن عيش الحيوانات البرية. في الماضي، تأقلمت الحيوانات الضخمة مع التغيرات المناخية، حيث انتقلت للعيش في مناطق أخرى. لكن اليوم، اضطرت هذه الحيوانات للعيش في الأماكن التي تركها البشر.

وفي الختام، نوه الموقع إلى أن المدن والطرق والجسور والتصنيع وعمليات الاستهلاك وتدمير مواطن الطبيعية لعيش الحيوانات، وغيرها من الأسباب المرتبطة بالإنسان، مسؤولة بشكل مباشر عن الانقراض الجماعي الحالي. ولم يعد تغيير مواطن عيش هذه الحيوانات خيارًا متاحا بعد الآن.

للاطلاع على نص التقرير الأصلي اضغط هنا
0
التعليقات (0)

خبر عاجل