مقالات مختارة

تكاليف أزمة خاشقجي ومآلاتها

عبد الرحمن الراشد
1300x600
1300x600

كنت كتبت هذا المقال قبل الحسم الذي أعلن في البيانات السعودية بإعلان وفاة الزميل جمال خاشقجي رحمه الله. كان عندنا بصيص أمل، أن يظهر وانطفأ. وما أعلن من تفاصيل وعقوبات شملت قيادات وجهازا أمنيا رفيعا مثل الاستخبارات العامة، يقسم الجميع إلى فريقين. الذين يريدون حل القضية بمعاقبة المخطئ والانتقال إلى مرحلة أخرى، والذين يريدون استغلالها ضد السعودية.


في أزمة خاشقجي انقاد كثير من الحكومات والمؤسسات وتبنت مواقف قاسية ضد السعودية، ولا شك أن أزمة خاشقجي كلفت المملكة الكثير. مع هذا، ورغم المواقف والانسحابات، والاعتداء الإعلامي المستمر، ستبقى السعودية دولة محورية مؤثرة وستبقى لها أدوار وعلاقات واسعة، وسيدوم نفوذها الإقليمي. ستتأثر لكنها لن تتعطل، تمليها المصالح العليا للدول ورغبة السعودية أيضا. أولا، لا يمكن الاستغناء عن البترول السعودي، مصدر الحياة للاقتصاد العالمي، الضروري والأكبر تصديرا في العالم. لا يمكن إلغاء تأثيرها الجيوسياسي في المنطقة، فالجغرافيا هي الحقيقة الثابتة في عالم السياسة. ولا يمكن إلغاء نفوذها الديني كونها قبلة أكثر من مليار مسلم. كما أنه لا يمكن إلغاء دورها الإقليمي لاعتبارين مهمين؛ واحد أن المنطقة منقسمة إلى معسكرين أساسيين، وآخر أنها ممول لكثير من دول ومؤسسات المنطقة التي لن يكون سهلا على الآخرين التكفل به. باختصار شديد، إضعاف السعودية سيوسع دوائر القلاقل والفشل في المنطقة.


بعد أن كنا مصدومين من اختفاء خاشقجي، صرنا مصدومين من الحملة والاستهداف للسعودية. يمكن تفهم المطالب بالتحقيق، لكن ليس إلى درجة استباقها بالعقوبات مثل الانسحابات والمقاطعة السياسية. نتفهم أن المجتمع الدولي ينظر الدول ويصنفها وفق مراتب مختلفة، وهم يعتقدون أنهم يحاسبون السعودية على سمعتها الأفضل من كثير من دول المنطقة، وهي الأزمة الأولى من نوعها منذ السبعينيات، وإن ما هو متوقع منها أكثر بكثير من نظام مثل طهران أو دمشق. مع أنها مقاييس لا تضع في الاعتبار طبيعة المنطقة المتوحشة والدسائس الخطيرة المستمرة تبقى مقبولة، لو أنها لم تضخم وتحول إلى قضية عالمية.


وإذا استثنينا الجانب الجنائي، كلنا نرى كيف تم تضخيم أزمة خاشقجي بدرجة تجعل حتى بعض الذين يختلفون مع السعودية يشككون في أهداف الحملة، وإلى أين يراد بها أن تصل. والأرجح أن هذا الإفراط الشديد في التسييس والهجوم، والخلط بين القضايا، سيدفع كثيرا من الدول والمؤسسات إلى التضامن مع السعودية في نهاية المطاف. ستتحول القضية ضد الذين يقومون بإدارة المعركة وتوسيعها ضد السعودية.


في السعودية نظام سياسي راسخ ولن تفلح هذه الهجمات في التأثير فيه. وبالحقائق المعروفة عن مصادر قوة الرياض، فإنها في النهاية ستكون معركة خاسرة للأطراف التي أرادت تسييس قضية خاشقجي إن كان هدفها إضعاف وإقصاء السعودية.


والثمن سيكون مكلفا في حال استمر الضغط. إقليميا، إضعاف السعودية سيضعف تباعا القوى المماثلة لها في المنطقة، سيقوي إيران و«حزب الله» والحوثي والقاعدة و«داعش». هذه نتائج متوقعة. إضعاف السعودية سيقوي الأطراف التي يطالب العالم بلجمها.


لهذا ليس غريبا أن القوى المتطرفة وحليفاتها في المنطقة تستخدم قضية خاشقجي وتنفخ في نارها.
ولهذا قلت إن هذه المبالغة في الهجوم، والتضخيم والاستغلال المفرط، سيفسد على أصحابه أهدافهم.

 

عن صحيفة الشرق الأوسط اللندنية

6
التعليقات (6)
على حسن
الإثنين، 22-10-2018 06:11 م
لا افهم لماذا ينقل الموقع مقالات امثال عبد الرحمن الراشد هنا؟ ما هي المناسبة؟ نحن نعلم اين يكتبون ....نحن هاربون من كل هذا الهراء بالفعل....فلماذا يطاردنا هنا
mousa atawneh
الإثنين، 22-10-2018 11:57 ص
نأتي على الجذور فنقول , من باع فلسطين لليهود قبل أن تقوم دولة اسرائيل ؟ أليس عبد العزيز آل سعود في مراسلاته المشهورة مع الانجليز في ذلك العصر . من الذي يتبنى مشروع صفقة القرن بالإتفاق مع الامريكان واسرائيل أليس حفيده المنشار؟ من الذي عرض على عبا س مليارات الدولارات كي يقبل بأبو ديس عاصمة لدولة فلسطين بدل القدس أليس ابن سلمان ؟ من الذي يعادي ويقف مع قوى الشرضد المقاومة الفلسطينية في غزة وصنف حماس والمقاومة بالارهاب اليس ابن سلمان ؟ من الذي يتفاوض سراً مع اسرائيل على حساب القضية تحت مسمى التحالف السني الاسرائيلي لمقاومة اطماع ايران , اليس محمد بن سلمان ؟ من الذي حرق اليمن وخربها ودمرها شجراً مع حجرمع بشر واباد شعبها واكثر من ثمانية ملايين يمني على حافة المجاعة ناهيك عن الامراض الفتاكة التي انتشرت بسبب حربه العبثية الصبيانية اليس ابن سلمان ؟ بلى من الذي خرب بيت سوريا بدفع المليارات لاثارة الفتن فيها وتهجير اهلها والتخلي عنهم للضياع والجوع والموت اليس ابن سلمان ؟ من الذي تصدى لثورة الربيع العربي ودعم الثورة المضادة ودفع المليارات والتعاون مع اليهود لاجهاضها اليست السعودية ؟ من الذي قتل الصحفي المسالم الرائع الناجح اليس ابن سلمان هو الذي ارسل فرق الموت لنشره بمنشار محمول جواً لهذا الهدف مع متخصصين اليس ابن سلمان ؟ القول الفصل والحاسم أن هذه الاسرة اسرة شر اسرة بلاء اسرة عملاء .
سعد
الإثنين، 22-10-2018 10:38 ص
لا فائدة من قراءة أي كاتب سعودي . إنهم أبواق مكشوفة لنظام فاسد متخلف يتستر بالإسلام ، وهو أخطر عدو للإسلام ، ويوظف قيمه العظيمة لبقاء هذا النظام القبلي المتوحش .
من سدني
الإثنين، 22-10-2018 08:08 ص
( علاك مصدّي ) بالهجه السوريه يعني ان الكاتب المدافع عن ملكيات الذل يريد تخويف العالم بقيمة ال سعود وليس بقوة اهل بلاد الحرمين ولو ان ال سعود كان هدفه أضعاف حزب اللَّات وإيران وانصيري بشار لما تامروا مع فراخ زايد على ثوار سوريا ولو وقف ال سعود موقف الحياد لانتصر اهل الشام على الطاغيه النصير ولكن تم اختراق الثوار لتخريب مشروعهم وقد نجح ال سعود وفراخ زايد بدعم ايران ومشروعها الصفوي ودعموا انتصار النصيري سراً وانكشف امورهم فالاولى من الكاتب عدم ذكر القضيه السوريه وكذالك ادعاء الكاتب بان المملكه تقود العالم الاسلامي فهذا غير صحيح وكما ذكر المغدور الخاشقجي بان المملكه اسلاميه وهي ابعد الدول في تطبيق الاسلام وهذه عباره عن تجاره بدين الاسلام وال سعود ليسوا أهلاً لهذا وأما البترول فان الكاتب الراشد يعلم علم اليقين ان ال سعود وبترولهم بقبضت أمريكا وكل أموال اهل الحرمين في خزائن أمريكا وأخيراً كانت الشعوب العربيه والاسلاميه في شك من ال سعود اما بعد ان دخل ال سعود في حرب علنيه ضدد الامه ابتداءاً من المجازر التي حصلت في مصر بسببهم الى ليبيا مع دعمهم لحفتر بشركات فراخ زايد ثم تأمرهم على ثورة الشام التي حلت لعنتها عليهم ثم الى اليمن ولا يخلو بلد مسلم من كيد ال سعود وال زايد من تأمرهم على شعوب الامه في تحقيق مطالبها بالحريه التي ستصل الى الدرعية وسيصل الربيع العربي الى الرياض بعز عزيز او بذل ذليل ولن يفيد التلميع والترقيع فكل خاف قد ظهر
مصري جدا
الإثنين، 22-10-2018 07:25 ص
السعودية مصدر شر للمنطقة وليست مصدر استقرار ،،، ال سعود حلفاء اولاد زايد وبني صهيون وسفاح مصر ،،، تامرور على كل دول المنطقة لمصالحهم الشخصية ومصالح بني صهيون ،، السعودية اجهضت ثورات الربيع العربي وما زالت ،،د السعودية اعادت دول المنطقة من عصور الدول الى عهود القبائل ،، فلا قانون ولا سلطان الا قانون القوة والمال ،،، وعصابات القتل ،،