صحافة دولية

صحيفة ألمانية: هكذا تحاول الرياض طمس أدلة قتل خاشقجي

الصحيفة قالت إن قرار إقالة عسيري محاولة من السعودية لتبرئة ابن سلمان من جريمة اغتيال خاشقجي- جيتي
الصحيفة قالت إن قرار إقالة عسيري محاولة من السعودية لتبرئة ابن سلمان من جريمة اغتيال خاشقجي- جيتي

نشرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية تقريرا تحدثت فيه عن تعامل المملكة العربية السعودية مع جريمة اغتيال الصحفي، جمال خاشقجي.


وبحسب تقرير ترجمته "عربي21" فإنه من الواضح أن السلطات السعودية تسعى إلى طمس أدلة هذه الجريمة البشعة. وعلى الرغم من أن كل الأدلة تحيل إلى أن ابن سلمان متورط في اغتيال خاشقجي، إلا أن الحكومة السعودية تسعى إلى تبرئته من دماء هذا الصحفي.


وقالت الصحيفة، إنه بعد الاعتراف الرسمي بمقتل خاشقجي، أقدمت السلطات السعودية على إقالة نائب رئيس الاستخبارات العامة السابق، أحمد عسيري، من منصبه. وقبل ذلك، أكدت بعض المصادر الإعلامية الأمريكية أن عسيري يتحمل مسؤولية اغتيال خاشقجي.


وبذلك، أماطت السلطات السعودية اللثام عن مصير الصحفي، الذي دخل القنصلية السعودية بإسطنبول بتاريخ الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي دون أن يخرج منها.


وأكدت الصحيفة أن السلطات السعودية اتخذت عسيري بمثابة كبش فداء في هذه الجريمة البشعة خاصة وأنه يتمتع بصلاحيات واسعة في الجهاز الأمني، ما يجعله قادرا على إصدار أمر باغتيال شخصية معارضة أو تكليف أحد المجرمين بذلك دون علم السلطات السعودية. ومن خلال قرار إقالة عسيري، يبدو أن السلطات السعودية تحاول تبرئة ابن سلمان من جريمة اغتيال خاشقجي.


وتطرقت إلى أن العالم عرف عسيري كمتحدث باسم التحالف العربي في اليمن ووزارة الدفاع السعودية. وإلى حدود يوم الجمعة الماضي، كان من المستشارين المقربين من ولي العهد محمد بن سلمان. وبمجرد تنصيبه وليا للعهد، عين ابن سلمان عسيري نائب رئيس الاستخبارات العامة السعودية.


وأشارت الصحيفة إلى أن صحيفة واشنطن بوست أفادت نقلا عن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بأن عسيري اقترح على ابن سلمان اتخاذ إجراءات صارمة ضد خاشقجي وغيره من المعارضين.


وتجدر الإشارة إلى أن خاشقجي كتب العديد من المقالات على أعمدة صحيفة واشنطن بوست بعد أن فر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في سنة 2017 خشية تعرضه للاعتقال. ووفقا للوكالة ذاتها، طالب ابن سلمان بإعادة خاشقجي إلى المملكة العربية السعودية وطلب من عسيري إنشاء وحدة خاصة تتكفل بمهام إستخباراتية.

وأوضحت الصحيفة أن المستشار الإعلامي السابق لولي العهد السعودي، سعد القحطاني، اقترح على خاشقجي منصبا رفيعا، لكنه رفضه بحجة أنه لا يثق في السلطات السعودية . ويدل كل ذلك على أن الحكومة السعودية عمدت إلى إتباع خيار القوة بعد أن فشلت كل الأساليب الأخرى ولم تفضي إلى أي نتيجة. 


وفي الوقت نفسه، يثبت ذلك أن ابن سلمان موافق على أن تتعامل حاشيته بصرامة مع خاشقجي. ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز"، يفكر الديوان الملكي في الاعتراف بأن سلمان أمر عسيري شفويا بإعادة خاشقجي إلى المملكة بهدف استجوابه.


وأفادت الصحيفة بأن المحققين السعوديين يصرون على الادعاء بأن خاشقجي لقي حتفه أثناء شجار. ومن المتوقع أن يصر ابن سلمان على ما قاله لترامب خلال المكالمة الهاتفية التي جمعت بينهما.


في هذا الصدد، أورد ترامب في تغريدة على موقع "تويتر" أن "ابن سلمان لا يعلم بما حدث لخاشقجي داخل مقر القنصلية السعودية بإسطنبول". وبهذه الطريقة، يمكن أن يكون عسيري قد أساء فهم مهمته أو قد تجاوز صلاحياته.


وأوردت الصحيفة أن المحققين الأتراك قدموا معلومات تفيد بأن عملية الاغتيال دامت سبع دقائق دون استجواب خاشقجي أو محاولة اختطافه. ووفقا لصحيفة يني شفق المقربة من الحكومة التركية، بحثت السلطات التركية عن أشلاء خاشقجي في غابة بالقرب من إسطنبول وفي مزرعة في يالوفا على مشارف بحر مرمرة نظرا لأن أجهزة كاميرا المراقبة صورت سيارات متجهة إلى هناك خلال يوم اختفاء خاشقجي.


وذكرت الصحيفة أن القنصل السعودي العام بإسطنبول، محمد العتيبي، يعد الشاهد الوحيد في حادثة خاشقجي، لاسيما وأن صوته مسموع في التسجيلات التي توثق حادثة اغتيال خاشقجي. في يوم الثلاثاء، غادر العتيبي إسطنبول دون أن يعود إليها. 


من جهته، أفاد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، بأن حكومة بلاده لم تسلم التسجيلات، التي طلبتها الولايات المتحدة الأمريكية، إلى أي جهة أجنبية مشيرا إلى أن كل الأمور ستتضح بعد أن تنتهي التحقيقات.


وبينت الصحيفة أن الكونغرس الأمريكي قد يجري تحقيقات بشأن المعلومات التي تحصلت عليها وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية ثم قدمتها للبيت الأبيض. كما يمكنه أن يفتح تحقيقات بشأن عزل نائب رئيس الاستخبارات السعودية العامة الأسبق، يوسف بن علي الإدريسي.


وأشارت بعض الأخبار إلى أن الإدريسي قام بترحيل رجل أعمال سعودي إلى الخارج على خلفية انتقاده للإصلاحات الاقتصادية التي أقرها ابن سلمان.


وفي الختام، أبرزت الصحيفة أن نواب الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، الذي يشعرون بالامتعاض من قرب ترامب من ابن سلمان، قد يستغلون حادثة اختيال خاشقجي من أجل ممارسة الضغوط لتغيير السياسة الخارجية الأمريكية.

التعليقات (0)