صحافة دولية

الغارديان: هل سنضطر لأكل الحشرات لإنقاذ كوكبنا؟

الغارديان: مكن لعاداتنا الغذائية أن تساهم بشكل كبير في إنقاذ كوكبنا
الغارديان: مكن لعاداتنا الغذائية أن تساهم بشكل كبير في إنقاذ كوكبنا

نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا، تحدثت فيه عن إمكانية اعتماد الحشرات بديلا غذائيا في المستقبل، بسبب عدة ظواهر، أهمها تسبب الإنتاج الغذائي في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وهو ما يجعل الحد من الإفراط في تناول المواد الغذائية، خاصة اللحوم، أمرا ضروريا.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه ينبغي توعية الأشخاص بشكل مكثف بشأن مخاطر الاحتباس الحراري، فضلا عن حثهم على ضرورة الحد من انبعاثات الغازات السامة، كثاني أكسيد الكربون، الذي له تأثيرات كارثية على المناخ.

ووفقا لما جاء في تقرير الأمم المتحدة الذي صدر الأسبوع الماضي، علينا المحافظة على درجة حرارة الأرض كي لا تتجاوز 1.5 درجة مئوية، ونعمل جاهدين على الحد من ارتفاعها في غضون 12 سنة القادمة. وفي حال لم يحدث ذلك، ستتعرض البشرية لمخاطر الكوارث الطبيعية، على غرار موجات الحر الشديدة والفيضانات والجفاف والفقر التي سيعاني منها مئات الملايين من الأشخاص حول العالم.

وكشفت الصحيفة أن الحد من تناول اللحوم يعد أمرا بالغ الأهمية، ذلك أنه سيجنبنا التعرض لتدهور الوضع المناخي؛ نظرا لأن الإنتاج الغذائي يتسبب في ربع انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

 

ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة خلال السنوات القليلة القادمة. في المقابل، تمت الإشادة بتناول الحشرات الصالحة للأكل، كحل لتغطية نقص الغذاء العالمي، والحد من الانبعاثات الصادرة عن الزراعة الحيوانية.

تجدر الإشارة إلى أنه إلى حد الآن، قام بعض تجار التجزئة والمطاعم في المملكة المتحدة بتسويق الحشرات الصالحة للأكل كخيار أكثر استدامة ومصدر صحي للبروتين. ونظرا للتطور التكنولوجي الذي شهده هذا المجال، علاوة على تحسن تربية الحشرات الصالحة للأكل، سينعكس هذا الحل إيجابا على الأسعار، كما سيمنح المنتجين المزيد من الحرية. مع ذلك، تصطدم هذه الفكرة بكيفية إقناع الأشخاص بتبنّي سلوك صديق للبيئة، الأمر الذي يتطلب منهم التخلي عن متع كثيرة.

وذكرت الصحيفة أن أبحاثا جديدة في سويسرا وألمانيا أُجريت على عدد كبير من الأشخاص؛ لدراسة ردود فعلهم إزاء تناول الحشرات كبديل غذائي، ومحاولة إقناعهم بأن هذا الأمر سيساهم بشكل فعال في الحد من الاحتباس الحراري. وخلال هذه التجربة، تم تقسيم المشاركين، الذين بلغ عددهم 180 شخصا، إلى مجموعتين، وإعطاؤهم قطعا من الشوكولاتة تحتوي على خنافس الميلوورم.

على إثر ذلك، تم إخبار المجموعة الأولى بأن تناول الحشرات مفيد للصحة والبيئة، بينما تم إعلام المجموعة الثانية بأن الحشرات لذيذة وشائعة الاستهلاك. وقد تبين أن 62 بالمئة من أفراد المجموعة الأولى تناولوا قطع الشوكولاتة، في حين أن 76 بالمئة من المشاركين في المجموعة الثانية صرحوا بأن قطع الشوكولاتة مذاقها ألذ.

وأردفت الصحيفة بأنه من خلال هذه الأبحاث، استخلص العلماء أننا نحتاج إلى نشر رسالة مفادها أن تناول الحشرات أمر ممتع ولذيذ، بدلا من حث الأشخاص على المساهمة في الحفاظ على البيئة باستخدام حجج عقلانية. فقد أثبتت هذه الدراسة، على غرار دراسات أخرى سابقة، أن الإنسان يميل إلى استخدام العواطف عوضا عن العقل عند حكمه على بعض المسائل.

وأوضحت الصحيفة، من جهة أخرى، أن ملايين الأشخاص حول العالم يميلون إلى اتباع نظام غذائي يعتمد أساسا على النباتات، حيث إن هناك توجها عالميا يدعو إلى أن نستبدل باللحوم أغذية نباتية.

 

ومع توسع صناعة الأغذية النباتية لتلبية الطلبات المتزايدة عليها، ستساهم الاستثمارات الكبيرة المخصصة لدعم هذا المجال الغذائي في تحسن مذاق هذه الأطعمة، وتزايد الإقبال على استهلاكها بشكل كبير.

وقد يرى البعض أن اختيار هذا النظام الغذائي يمكن أن يخدم بشكل كبير ثقافة تناول الحشرات الصالحة للاستهلاك بدلا من اللحوم. ويتشارك النظام الغذائي النباتي وذاك القائم على الحشرات في هدف، وهو المحافظة على البيئة. ويعمل النظام الغذائي النباتي على المحافظة على الثروة الحيوانية، بينما يهدف تناول الحشرات إلى الحد من الاحتباس الحراري.

وفي الختام، نوهت الصحيفة بأنه يمكن لعاداتنا الغذائية أن تساهم بشكل كبير في إنقاذ كوكبنا، وذلك من خلال زيادة الحملات التوعوية حول الكوارث البيئية التي يسببها الإنسان بدرجة أولى.

 

للاطلاع على نص التقرير الأصلي اضغط هنا

0
التعليقات (0)