ملفات وتقارير

مؤشرات: هل ما حصل مع خاشقجي بأوامر عليا من ابن سلمان؟

ابن سلمان نفى أن تكون السعودية وراء اختفاء خاشقجي- واس
ابن سلمان نفى أن تكون السعودية وراء اختفاء خاشقجي- واس

تثير مؤشرات عدة نشرت خلال الأيام التالية لاختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، تساؤلات حول الجهة التي تقف وراء القضية، لا سيما أنه اختفى بعد دخوله إلى قنصلية بلاده في إسطنبول التركية، دون وجود دليل على خروجه منها رغم توفر لقطات تثبت دخوله إليها.

وسبق أن نشرت الصحف الأجنبية بناء على تغطيتها للقضية ونقلا عن مصادر تركية وصفتها بأنها "مسؤولة ومطلعة" أن "أوامر عليا" وراء ما حصل مع خاشقجي.

ومن بين المؤشرات التي تم نشرها، ما يتعلق مباشرة بابن سلمان، لا سيما أن المشتبه بهم الخمسة عشر شخصا الذين نشرت السلطات التركية أسماءهم وصورهم، بينهم حارسان لولي العهد السعودي.

 


الأمن الخاص بابن سلمان

ونشرت صحيفة "أكشام" التركية، أمس الأربعاء، أن من بين المشتبه بهم، شخصان من فريق الأمن الخاص بولي العهد السعودي، وهما محمد سعد الزهراني وطاهر غالب الحربي.
 
ونشرت الصحيفة، مقطع فيديو، يظهر فيه المشتبه بهما، بجانب ابن سلمان.

 


طائرات المشتبه بهم

وما يزيد من إشارات الاستفهام حول ما إذا كانت هناك أوامر من ابن سلمان مباشرة بخصوص خاشقجي، ما كشفت عنه صحيفة "وول ستريت جورنال" ووكالة "رويترز" الدولية، من أن مسؤولين مطلعين، قالوا إن الطائرتين اللتين استخدمتا في تنقل المشتبه بهم في قضية الكاتب السعودي جمال خاشقجي، مملوكتان للحكومة السعودية.

وأوضحت في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أن شركة الطيران التي تعد الطائرتين من أسطولها يسيطر عليها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وذكرت أن ذلك تم مؤخرا، إذ إن الشركة الخاصة المعروفة باسم "سكاي برايم أفييشين سيستم" لخدمات الطيران المحدودة، استولت عليها الحكومة السعودية في أعقاب الحملة الكبيرة التي قادها ابن سلمان العام الماضي وطالت رجال أعمال سعوديين وأمراء بالأسرة الحاكمة، ومسؤولين حكوميين، في إطار ما وصفه ولي العهد السعودي بـ"مكافحة الفساد". 

وكانت "رويترز" نشرت أمس الأربعاء أيضا أن الطائرتين مملوكتان للحكومة السعودية.
 
اقرأ أيضا: جديد.. خاشقجي قتل بجرعة مخدر زائدة والبحث بساعة آبل

 


مراسلات الاستخبارات الأمريكية

من جهتها، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، التي كان ينشر فيها خاشقجي مقالات بشكل دوري، في زاوية مخصصة له، أن "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أمر شخصيا باستدراج خاشقجي إلى السعودية لاعتقاله". 

ونسبت الصحيفة هذه المعلومات لمراسلات رصدتها الاستخبارات الأمريكية، بحسب مصدر استخباري أمريكي.

وقال المصدر، الذي وصف بأنه مطلع، إن المراسلات التي تم اعتراضها تعدّ دليلا جديدا على تورط النظام السعودي باختفاء خاشقجي، الذي قالت السلطات التركية إنه قتل في القنصلية السعودية بإسطنبول. 
 
وأوضحت أن هذه المعلومات الاستخبارية تم توزيعها على جميع أقسام الحكومة الأمريكية، ضمن التقارير التي يتم توفيرها بشكل روتيني للأشخاص الذين يعملون في السياسة الأمريكية تجاه المملكة العربية السعودية أو القضايا ذات الصلة، حسبما ذكر مسؤول أمريكي.

وقالت إن هذه المعلومات الاستخباراتية تشكل مشكلة سياسية لإدارة ترامب؛ لأنها تشير إلى ابن سلمان، وهو قريب بشكل خاص من جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب وكبير المستشارين.

 


تأسيس منظمة لدعم الديمقراطية

من جانبه، نشر موقع "ديلي بيست" أن خاشقجي كان بصدد إطلاق منظمة غير حكومية "تعنى بتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان بالعالم العربي".

وقالت إن خاشقجي، كان يخطط قبل اختفائه لأن يضع أفكاره محل التطبيق، ملمحة إلى أن ابن سلمان تسرب إليه ذلك.

وأرد الموقع نقلا عن المعلق الأمريكي العربي خالد صفوري، وهو صديق خاشقجي، أن الأخير لم يكن يهدف من المنظمة للإطاحة بالحكومات، لكن كان هدفه توعية سكانها..

إلا أن الأمر لم يبد مطمئنا لدى السلطات السعودية على ما يبدو، لا سيما بعد ما حصل مع خاشقجي من اختفاء ومصيره المجهول.

 

 

استدراج من السفارة السعودية بواشنطن

 

وسبق أن نشرت وكالة "أن بي سي نيوز" الأمريكية، في 8 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، أن خاشقجي تم استدراجه إلى القنصلية في تركيا

وقالت إن خاشقجي راجع سفارة بلاده في واشنطن، لاستخراج الأوراق التي حاول الحصول عليها في تركيا، إلا أن السفارة أخبرته بأنه يجب عليه الذهاب لاستصدارها في إسطنبول.

ويشار في هذا الصدد إلى أن السفير السعودي في واشنطن، هو شقيق الأمير محمد بن سلمان، وهو الأمير خالد.

 


أوامر عليا

وأكدت صحيفة "نيويورك تايمز"، الأربعاء أيضا، أن كبار المسؤولين الأمنيين الأتراك خلصوا إلى أن خاشقجي اغتيل داخل القنصلية السعودية في إسطنبول بأوامر من أعلى المستويات في الديوان الملكي، بحسب ما صرح به مسؤول كبير الثلاثاء الماضي. 

وشرح المسؤول عن وقوع عملية سريعة ومعقدة تم فيها قتل السيد خاشقجي خلال ساعتين من وصوله إلى القنصلية، وذلك بأيدي فريق من العملاء السعوديين الذي قطعوا جسده باستخدام منشار عظام أحضروه لتلك الغاية. 

وخلصت المؤسسة الأمنية إلى الجزم بأن قتل خاشقجي كان بأمر مباشر من فوق، لأن الزعماء السعوديين الأعلى منصبا هم وحدهم من يمكنهم إصدار أمر بتنفيذ عملية بهذا الحجم وبذلك التعقيد، كما قال المسؤول، الذي اشترط للحديث معنا حول ما يتوفر لديهم من معلومات عدم البوح بهويته. 

وقال المسؤول إن خمسة عشر عميلا سعوديا وصلوا على متن طائرتين مستأجرتين باليوم ذاته الذي اختفى فيه خاشقجي. 

 


دافع آخر

وعلى الرغم من أن خاشقجي كان يرفض وصفه بـ"المعارض"، إلا أنه يبدو من خلال متابعة ما ينشره، انتقاده بشكل لافت لإصلاحات ابن سلمان والوضع الحقوقي في المملكة السعودية.

وفي الوقت الذي يروج فيه ابن سلمان إلى إصلاحاته في المملكة عند الغرب، وصورته كمصلح، التي بدأت تتداعى، فقد ثارت انتقادات حقوقية قادها منتقدون لوضع الحريات في المملكة، في مقدمتهم خاشقجي، ما أثار شكوكا حول حقيقة إصلاحات ابن سلمان، الأمر الذي يتوقع أنه أثار غضبه. 

وسبق أن انتقد خاشقجي حكم ابن سلمان، ودعاه إلى مناقشة النخب السعودية.

اقرأ أيضا: خاشقجي ينتقد ابن سلمان ويدعوه للحوار مع النخب (شاهد)

وفي الوقت الذي تلقى فيه هذه التصريحات صدى لدى الإعلام الغربي المهتم بالإصلاحات داخل السعودية، فإنها ربما أثارت غضبا واسعا داخل القصر الملكي السعودي، لا سيما في ظل حملة اعتقالات تشنها السلطات بحق معارضين ورجال دين داخل المملكة.

 

يشار إلى أن الصحف التركية نشرت نقلا عن السلطات صور وأسماء مشتبه بهم سعوديين بقضية خاشقجي، وصلوا إلى إسطنبول في اليوم ذاته الذي اختفى فيه خاشقجي بعد دخوله إلى قنصلية بلاده في إسطنبول التركية.

 

وربطت الصحف الأجنبية بين المشتبه بهم وولي العهد السعودي، ولا يمكن لـ"عربي21"، التأكد مما ورد من مصادر هذه الصحف بشكل مستقل إذ إن السعوديين يرفضون التصريح بهذا الشأن.

 

لقراءة جميع ما نشر في "عربي21" عن قضية اختفاء خاشقجي اضغط (هنا)



المصادر:

 

  - صحيفة واشنطن بوست الأمريكية: مراسلات رصدتها الاستخبارات الأمريكية تفيد بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أمر باستدراج خاشقجي.

 

- صحيفة "صباح" التركية: اثنان من المشتبه بهم من الحرس الأمني لابن سلمان

 

- "رويترز" و"وول ستريت جورنال": الطائرات المستخدمة بتنقل المشبته بهم السعوديين مملوكات للحكومة السعودية

 

- "نيويورك تايمز": خاشقجي قتل بأوامر عليا نقلا عن كبار مسؤولين أتراك

 

- "أن بي سي": السفارة السعودية بواشنطن استدرجت خاشقجي لإسطنبول

 

- "ديلي بيست": تسرب لابن سلمان أن خاشقجي أراد يعمل على منظمة "الديمقراطية للعالم العربي الآن (داون).

 

- دافع آخر متوقع: التسبب بتشويه صورة إصلاحات ابن سلمان عند الخارج الأمريكي والأوروبي، والتشكيك فيها، بعد مقالات تنتقدها لخاشقجي وتصريحات له.

 
التعليقات (3)
محمد يعقوب
الأربعاء، 02-10-2019 06:59 م
وهل بعد كل هذه الحقائق، أدنى شك في أن القاتل هو محمد بن سلمان. هذا مخلوق متعجرف، لا يقيم أي قيمة لأى مخلوق، حتى لمدرسيه في القصر، كان يحتقرهم ويعنفهم وكأنهم خدم لديه. مخلوق لا يمكن أن يكون إنسانا، بل وحشا ليس له مثيل. مهما بلغت سطوة ترامب وصهره كوشنير، فإن بن سلمان سينال جزاؤه من ألله عز وجل.
جزائري حر
السبت، 27-10-2018 07:14 م
بن سلمان هو النمرود نفسه يحي ويميت لكل من يخالف امره
منير
الخميس، 11-10-2018 03:58 م
قضية الشهيد باذن الله جمال خاشقجي ستسقط ابناء سلمان وحاشيتهم الاغبياء الواحد تلو الاخر مثل احجار الدومينو.