صحافة دولية

صحفي بريطاني: أنا واحد من آخر من شاهدوا خاشقجي قبل غيابه

عبدالله:  أفكار خاشقجي وعاطفته وديناميته ستلهم الملايين من المحرومين في المنطقة كلها- تويتر
عبدالله: أفكار خاشقجي وعاطفته وديناميته ستلهم الملايين من المحرومين في المنطقة كلها- تويتر

نشرت صحيفة "إندبندنت" مقالا لمدير مركز مراقبة الشرق الأوسط (ميمو) الدكتور داوود عبدالله، تحت عنوان "كوني صديقا لجمال خاشقجي وواحدا من الذين رأوه قبل أن يختفي.. هذه بعض مشاعري". 

 

ويقول الكاتب: "عندما تصافحنا وتمنيت له السلامة أمام فندق (أمبسادورز) في لندن، يوم 29 أيلول/ سبتمبر، لم يدر في خيالي أنني لن أرى جمال خاشقجي مرة ثانية، وكنا قد انتهينا من تناول العشاء في مطعم تركي في بلومزبري في لندن، حضره عدد من الزملاء والضيوف الذين شاركوا في المؤتمر الذي عقد في ذلك اليوم".

 

ويضيف عبدالله: "انقضى أسبوع منذ أن اختفى خاشقجي بعدما دخل القنصلية السعودية في اسطنبول، ومع أن الجميع ممن يتابعون هذه التراجيديا يأملون بنتيجة جيدة، فإنه أصبح واضحا أن هناك أمرا مروعا قد حدث".

 

ويتابع الكاتب قائلا: "لكوني كنت من استضافه في آخر ظهور علني له فإني أشعر بحس من الواجب أن أسجل أفكاري وانطباعاتي حول هذه الشخصية الرائعة".

 

ويشير عبدالله في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه "من خلال النظرة الأولى فإن أول انطباع يحصل عليه الشخص عن خاشقجي هو طاقته ودافعيته الفكرية، فمشاركته في مؤتمرنا لم تكن جزءا من خطتنا الأولى، ولهذا عندما اتصلت به وهو في اسطنبول، وجهت له الدعوة كانت للمشاركة بصفته ضيفا وليس متحدثا، وقبل الدعوة بتواضع شديد، وفي تلك اللحظة قررت الاستفادة من وجوده، وطلبت منه أن يكون من ضمن المتحدثين". 

 

ويلفت الكاتب إلى أنه "مع سنوات خبرته الطويلة فإنه غطى الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط كلها، وكان خاشقجي مؤهلا بشكل قوي ليقدم مساهمة لا تقدر بثمن لمؤتمرنا، وهذا ما فعله بتميز وثقة".

 

ويبين عبدالله أنه "بحديثه عن دور بلاده في فلسطين فإنه كان راغبا بالتأكيد على دعم الشعب السعودي، والتفريق بينه والقيادة السياسية الحالية، وبالتأكيد فإنه استعاد بنوع من الحنين بداية السبعينيات من القرن الماضي، عندما كانت السعودية تحت قيادة الملك فيصل في طليعة المدافعين في العالم العربي والإسلامي عن القضية الفلسطينية والأماكن المقدسة التي هددها الاحتلال الإسرائيلي، وفي عام 1972 قام الملك الراحل بإنشاء منظمة التعاون الإسلامي، وفي العام الذي يليه أدى دورا مهما في قرار (أوبك) بحظر تصدير النفط للدول التي دعمت إسرائيل أثناء حرب أكتوبر عام 1973، وبعد عامين اغتيل الملك فيصل".

 

ويصفه الكاتب قائلا: "كان خاشقجي واقعيا، ويعرف أن السعودية، حتى بثروتها الضخمة ومكانتها الدينية، لا تملك الرأي الأخير في مستقبل فلسطين، وقال إن هذا بدا واضحا في بداية صيف عام 2018، عندما تراجعت القيادة السياسية عن (خطة القرن) للرئيس ترامب، التي اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل، واقترحت أبو ديس عاصمة لدولة فلسطين المستقبلية، فصيغة كهذه ليست مقبولة للشعب الفلسطيني، ولا يمكن لأي سلطة دينية أو سياسية فرضها عليه".

 

ويقول عبدالله: "عندما جلسنا لتناول طعام العشاء بعد نهاية المؤتمر أراني خاشقجي بعضا من التغريدات السلبية التي نشرها على (تويتر) بعض نقاده السعوديين، فمثل العديد من مواطني بلاده فإنه تحدث ضد الحصار الذي فرضته السعودية على قطر، ودعمها للانقلاب العكسري في مصر، واعتقال مئات علماء الدين وأساتذة الجامعات والصحافيين وناشطي حقوق الإنسان".

 

ويذهب الكاتب إلى القول إنه "إذا تبين أن خاشقجي قد قُتل، فإن هذا سيبرهن على فشل هذه المنطقة، رغم مواردها الطبيعية الهائلة، في التطور، ولا تزال تعتمد بشكل رهيب على الرعاية الغربية، وعوضا عن الاستثمار في المواهب الوطنية وذات التفكير الحر فإن قادتها اختاروا الاستثمار في الأجهزة العسكرية التي تدمر حياة الناس".

 

ويعتقد عبد الله أنه "بمعرفته الواسعة، وتأثيره الذي لا يشك فيه أحد على الرأي العام، كان يمكن للمؤسسة السعودية استخدام قدرات خاشقجي، ليس في الصالح العام فقط، لكن لصالح سكان المنطقة الذين أحبهم دون تحفظ، وبدلا من ذلك أسكتته الدولة بطرده من الوظائف والمهن التي أحبها، والآن لا أحد يعرف.

 

ويختم الكاتب مقاله بالقول إنه "بعد أسبوع من اختفائه فإنه لا يمكننا القول دون شك أن خاشقجي ميت، لكن يمكننا أن نقول بيقين إن أفكاره وعاطفته وديناميته ستلهم الملايين من المحرومين في المنطقة كلها".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط هنا

التعليقات (0)