كتاب عربي 21

نقاشات في بيروت: هل تندلع الحرب الشاملة ومتى؟

قاسم قصير
1300x600
1300x600
منذ أن أطلق رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو، تهديداته بشن الحرب على لبنان وإيران وسوريا والعراق، من على منبر الأمم المتحدة قبل أسبوعين، والأوساط السياسية والدبلوماسية والإعلامية في بيروت مشغولة ببحث أبعاد هذه التهديدات، وهل ستؤدي إلى شن حرب شاملة في المنطقة. وقد استند نتنياهو في هذه التهديدات للبنان على وجود منصات ومصانع للصواريخ تابعة لحزب الله في بيروت، وقرب مطار رفيق الحريري الدولي.

وقد سارع المسؤولون اللبنانيون للرد على اتهامات رئيس الحكومة الصهيونية، ونظمت وزارة الخارجية اللبنانية جولة للبعثات الدبلوماسية على بعض المواقع التي ادعى نتنياهو وجود منصات الصواريخ فيها، لكن كل هذه الردود والتحركات والمواقف لم تلغ الحديث في بيروت عن التحضيرات الإسرائيلية لشن حرب جديدة على لبنان، وقد تمتد هذه الحرب لتشمل ساحات أخرى في سوريا والعراق وإيران وقطاع غزة.

فما هي المعطيات المتوفرة لدى الأوساط اللبنانية المختلفة حول هذه التحضيرات؟ وهل ستقع هذه الحرب الشاملة؟ ومتى يمكن أن تقع إذا اتخذ القرار بها؟ وما هو حجمها وتداعياتها؟

هناك وجهتا نظر حول هذه التهديدات ودلالاتها، وإمكانية تحولها لحرب حقيقية وشاملة.

وجهة النظر الأولى تعبّر عنها مصادر عسكرية قريبة من حزب الله والمقاومة الإسلامية، وهي تقول: "إن العدو الإسرائيلي، ومنذ انتهاء حرب تموز/ يوليو 2006، وهو يستعد لشن حرب جديدة على لبنان، وقد عمد إلى اتخاذ إجراءات مهمة طيلة السنوات الماضية استعدادا للحرب. كما أجرى الجيش الإسرائيلي عدة مناورات من أجل تطبيق الخطط النظرية وللاستفادة من دروس هزيمة حرب تموز/ يوليو 2006، وهو لا يزال يواصل التحضيرات والاستعدادات".

وتضيف هذه المصادر: "لكن رغم كل الاستعدادات والتحضيرات الإسرائيلية الضخمة، حتى الآن لم يصل الجيش الإسرائيلي إلى مرحلة يطمئن فيها إلى إنه في حال بدأ الحرب سيحقق النصر فيها، كما أن هذا الجيش يواجه عقبات حقيقية تحضيرا للحرب؛ لها علاقة بالجبهة الداخلية وبتطور قدرات حزب الله والمقاومة، إضافة إلى عدم توفر الظروف السياسية والشعبية والدولية والإقليمية التي تسمح له بشن الحرب، ولذا يلجأ المسؤولون الصهاينة لرفع مستوى التهديدات، وشن حروب نفسية، والاتجاه نحو الحروب الاقتصادية والمالية والسياسية".

وتتابع المصادر: "لقد عمد الجيش الإسرائيلي في السنوات الماضية لزيادة الهجمات على قوى المقاومة والجيش السوري والإيرانيين الموجدين في سوريا، واستهداف الأسلحة والشحنات العسكرية وبعض المراكز، وكان يتلقى أحيانا ردودا قاسية على هذه الغارات، لكن العملية الأخيرة التي نفذت قرب اللاذقية وأدت لإسقاط طائرة روسية، ورد الفعل الروسي المتنوع عليها، لجم القدرة الإسرائيلية حاليا، ولذا عاد المسؤولون الصهاينة للتهديدات. لكن بالإجمال، فإن شن حرب عسكرية جديدة أمر مستبعد حاليا، وقد يكون الخيار الواقعي الذهاب نحو حروب سياسية واقتصادية ونفسية وشعبية".

في مقابل هذا الرأي، هناك وجهات نظر أخرى يتبناها دبلوماسيون وباحثون مستقلون، وكذلك أوساط معادية لحزب الله في بيروت، وهي تقول: "إن التهديدات الإسرائيلية جدية، وهي تحضير لحرب شاملة وواسعة سيشنها الجيش الإسرائيلي بدعم أمريكي وبعض الدول العربية، وهي لن تقتصر على لبنان، بل قد تشمل دولا ومناطق أخرى، كسوريا وقطاع غزة وبعض المناطق العراقية، ويمكن أن تطال إيران، وإن كان التركيز على لبنان وسوريا وفلسطين. وإن هذه الحرب قد تمهد لتمرير صفقة القرن بشأن القضية الفلسطينية؛ لأنه لا يمكن تمرير هذه الصفقة في ظل وجود قوى مقاومة في لبنان وفلسطين ودول المنطقة، وإن كل ما يجري من ضغوط نفسية وسياسية واقتصادية هو تمهيد لهذه الحرب الكبرى، والتي تشبه إلى حد بعيد حرب عام 1982 على لبنان، والتي غيّرت المعادلات السياسية في كل المنطقة".

طبعا هذه الأوساط لا تحدد موعدا محددا لهذه الحرب وكيفية بدئها وتطوراتها الميدانية، وردود الفعل عليها لبنانيا وإقليما ودوليا.

إذن، الحديث عن خيار الحرب في بيروت مستمر، وهو يتوسع وهو محور النقاشات والحوارات في اللقاءات الإعلامية والسياسية والدبلومسية، ولا أحد يستطيع إعطاء الجواب النهائي حول حصول الحرب وتداعياتها، لكن الأكيد أنه إذا اندلعت هذه الحرب في يوم ما، لن تكون شبيهة بكل الحروب التي حصلت في العقود الماضية، بل ستكون مختلفة شكلا ومضمونا ونتائج، وسيكون لها انعاكاسات كبرى في لبنان وكل المنطقة.
التعليقات (3)
عبدالرحمن سلام
الخميس، 24-11-2022 09:52 ص
اللحظة التي أخرجت إلى حيز الوجود إتفاقية الحدود البحرية بين مزرعة لبنان و دولة إسرائيل، الكيان الوهم، هي علامة فارقة دلت على ان كل الكلام عن الصراع العربي الأسرائيلي ما هو إلا مجرد وهم و دعاية كان الهدف منها إتاحة الفرصة أمام الأصنام الطواغيت العميلة ليتمكنوا من إحكام قبضتهم الحديدية على الشعوب المقهورة. حدث و لا حرج عن كل الاحداث منذ عام 1948 و حتى هذه اللحظة عن كل الأكاذيب التي منحت الأسياد العملاء إمتيازات التحكم برقاب شعوب المنطقة و ثرواتهم بحجة: 1 وجود عدو داخلي 2 وجود عدو خارجي من صهيوني و أمبريالي حضرة الكاتب قصير، نتنياهو يعتمد خطاب شعبوي و الحرب اصبحت من ضروب المستحيل في ذلك الجزء من منطقة الشرق الاوسط. أما عن ذريعة المقاومة التي تسببت بكوارث إجتماعية، إقتصادية و مادية لا حصر لها، كلها كانت دعاية تخفي حقيقة الامر و هو ان هناك رجل دخل نفق و سيخرج منه آخر الزمان. هذه الخرافة هي نوع من الدعاية الدينية الكاذبة و تهدف البروباغاندا التي تستغل الدين لأضفاء شرعية كاذبة إلى إبقاء عقول شعوب المنطقة في إيران، شبه الجزيرة العربيّة، و منطقة الشرق الادنى في حال غيبوبة ذهنية حتى لا يعي المساكين حقيقة مرة و هي ان 65? من مصادر الطاقة الأحفورية في العالم توجد في إيران، شبه الجزيرة العربية و منطقة الشرق الأدنى. و السؤال هو لماذا الفقر هو سيد المجتمعات كلها حتى التي تحسب أنها غنية و مزدهرة. ليست هناك من حرب قادمة و دعاية المقاومة اصبحت في تاريخ العنتريات و القوميات الباءدة و لكن، خوف من ضياع المكاسب التي تخفي قناعين. الاول هو حب السيطرة و هي نزعة آيات فم الشيطانية و القناع الثاني هو الهوس الكاذب من ان البطل السوبر الذي دخل النفق لن يستطيع الخروج إلا بوجود ولي فقيه يتكلم معه و الولي بحاجة إلى ولاية فقيه اي دولة عبارة عن مجموعة بلدان محكومة بجديد و نار إلهي. تعددت الاسباب و الهدف واحد و هو حب شهوة الكرسي و هذه لعمري مرض لا دواء له و الأمثلة كثيرة. دعايات سياسية كثيرة و شهدنا منها الكثير بعثية، شيوعية، قومية عربية، أوهام ألهية، ولي الامر، السمو الملكي، سلفية جهادية، دعوة عالمية و في لبنان حقوق مسيحيين، إعمار لبنان، سورية الأسد و مقاومة. قال الله سبحانه و تعالى في كتابه القرأن معجزة سيد ولد آدم محمد صلى الله تعالى عليه وسلم: و إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا و إذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤون. الذي يؤلم كل إنسان مسلم غيور على دين الله تعالى هو ما ذكره تقرير وثاءقي عن ثروات البترول في إيران و شبه الحزيرة العربية و ان الحكام لا ينفقون الثروات على الشعب و المؤسسات العامة بل على القصور و السيارات. و على قناة البي بي سي كانت هناك في الامس القريب مقابلة مع رجل و قال كلمته ان الهدف هو ان يصبح ملكا مهما كافه ذلك الامر و ان غايته لا يحول بينه و بينها إلا الموت. الدنيا تغيرت كثيرا و لكن وعي الشعوب لا زال يتضاءل. عميل صهيوني من المانيا
من سدني
الخميس، 11-10-2018 04:18 ص
النصيري حافظ وبعده ابنه بشار حافظ على هدوء الجبهة مع الصهاينه بعد مسرحية ( حرب تشرين ) مايقارب الخمسون عاماً وبعدها قامت ثورة الشام وطالب شعب سوريا بحريتهم من الاحتلال النصيري وعند وصول الأسد لحافة الخطر اوحى الغرب الى ايران وميليشياتها في لبنان لدعم الأسد وكان الصهاينه هم من خلف الغرب على دفع المليشيات الشيعيه لنصرة الأسد ولم تعترض تل ابيب ولا حتى أمريكا على التدخل الصفوي الداعشي لصالح الأسد ومع كل المذابح التي قاموا بها في حق اهل السنه في سوريا لم نسمع الا القلق مما يحصل وعندما جاء بعض شباب الامه لنصرة اخوانهم ضدد المليشيات الصفويه الباكستانيه والافغانيه وميليشيات ال(مقاومه ) قام الغرب ولم يقعد واتهموا كل من قدم ودعم اهل سوريا حتى بالخبز بانه ارهابي ولاحقوهم اعتقلوهم وقتلوهم وأطلقوا يد المليشيات الصفويه واكتمل المشهد بتسليم ملف سوريا للروس في إتمام جريمة العصر وذبح اهل السنه في سوريا والسؤال هل يستغني الصهاينه عن المليشيات الصفويه الشيعيه التي قدمت للغرب ولبني صهيون خدمات بالمجان وأزاحت دولتان من المواجهه مع تل ابيب ( سوريا والعراق ) وإذا كان هناك من عمل عسكري فهو عملية متفق عليها من بدايتها الى نهايتها وعلى شاكلة حرب تشرين حيث ظهر الأسد الأكبر كبطل تشرين وتثبيت النصيريه في احكم سوريا وكذالك مايسمى المقاومة بعد انكشاف الغطاء عنها والعمل لمصلحة الغرب والصهاينه في تدمير الامه وان حصل إنما مسرحيه كمسرحية تشرين ولن تفرط تل ابيب بقوة الْخِزب اللبناني لانه خط دفاعها الاول امام الامه وشبابها
مُتفائل
الأربعاء، 10-10-2018 07:50 م
أُستاذ قاسم قصير ! مشكور، أيَّاً كانت ظٌروف المنطقة والحروب التي تلوح بالأُفق فإنَّ المُقاومة الباسلة والمُمانعة الحصينة ستبقيان عصية على قُوى التكفير وشركائهم الأمريكان والصهيونية العالمية . الموت لِأمريكا واسرئيل! ونحن نهتف مع رفاقنا في حزب البعث العربي الإشتراكي ومع أسطورة الكفاح الثوري ، بشار أسد، أُنشودة الثبات: أُمة العُرس لن تموتي وإنّي أتحداك بإسمه يا فناء.