سياسة عربية

ماذا بعد وصول قوة "مصراتية" لدعم صلاح بادي باشتباكات طرابلس؟

تكهنات برد دولي قوي بعد تهديدات البعثة الأممية بتقديم قائمة بقادة الحرب لمجلس الأمن- جيتي
تكهنات برد دولي قوي بعد تهديدات البعثة الأممية بتقديم قائمة بقادة الحرب لمجلس الأمن- جيتي

أثار وصول قوة عسكرية جديدة من مدينة مصراتة (غرب ليبيا) كدعم لطرف مناوئ لحكومة الوفاق ومسلحيها، تساؤلات عن تأثير ذلك على سير الاشتباكات، وسط تكهنات برد دولي قوي بعد تهديدات البعثة الأممية بتقديم قائمة بقادة الحرب لمجلس الأمن لفرض عقوبات.

 

ووصلت قوة بالفعل، الاثنين، كتعزيزات عسكرية إلى معسكر النقلية في تاجوراء (جنوب طرابلس) لمساندة القوات التي تحمل اسم "لواء الصمود، ويقودها الضابط السابق والمناوئ لحكومة الوفاق، صلاح بادي.

 

لماذا "مصراتة"؟

 

ونشرت صفحة "لواء الصمود" لقطات "فيديو" لوصول أرتال عسكرية قالوا إنها قادمة من مدينة مصراتة؛ بهدف دعم قوات "بادي" ضد "مليشيات" المال العام"، كما عبروا.

 

وكانت مجموعة من العسكريين في مصراتة قرروا مؤخرا المشاركة في معارك طرابلس ضد من أسموهم "مليشيات" مسيطرة، دون ذكر تبعية هذه المليشيات، ومن هؤلاء القادة عسكريون في عملية "البنيان المرصوص" التابعة عسكريا للحكومة، وسط ردود فعل غاضبة من بعض الناشطين في مصراتة.

 

ووصول قوة جديدة لدعم طرف، وسط تهديدات دولية بتعقب هؤلاء، يطرح تساؤلات عدة، منها: كيف ستتغير موازين القوى في اشتباكات طرابلس؟ وكيف سيكون الرد الدولي على هذه الخطوة؟ وهل يمكن أن تتبعها قوات أخرى؟


تعزيزات "وهمية"

 

من جهته، قال الطبيب العسكري بقوات "البنيان المرصوص" سابقا، محمد الطويل، إن "عدد القوات المساندة لـ"بادي" لا يكاد يذكر أمام العدد الكبير للقوات الرافضة للحرب، وما يقال عنها "أرتال" وتعزيزات اتجهت إلى العاصمة قادمة من مصراتة لا وجود لها إلا في صفحات التواصل الاجتماعي فقط"، حسب معلوماته.

 

وأكد في تصريحات لـ"عربي21" أن "مدينة مصراتة، متمثلة في مجلسها البلدي والتجمع السياسي للنواب المقاطعين للبرلمان وعدد كبير من المدونين والناشطين وسياسيي المدينة، يرفضون هذه الحرب أو المشاركة فيها، وتعداد المدينة أكثر من نصف مليون، فلن يمثلها عدد من الأشخاص خرجوا يؤيدون الحرب".

 

من يساند "بادي"؟

 

وبخصوص طبيعة القوات التي تساند الضابط المناوئ للحكومة، صلاح بادي، قال الطويل: "هم خليط من عدة مدن وليست مصراتة فقط، جمعهم هدف واحد، وهو العودة إلى طرابلس، وإعادة الوضع كما كان خلال عملية "فجر ليبيا" عام 2014، بغرض إحكام سيطرتهم على العاصمة من جديد"، وفق تقديراته.

 

وقال الناشط الليبي، محمد الضراط، إن "القوة التي وصلت إلى طرابلس صغيرة، ومصراتة كمدينة لم تقرر دخول الحرب فعليا"، مضيفا لـ"عربي21" أن القوة الجدية لن تؤثر، وأن الوضع سيبقى على ما هو عليه بين شد وجذب حتى الوصول لتسوية شاملة تشارك فيها جميع الأطراف"، كما قال.

 

"مصراتة" رافضة وغاضبة

 

وأشار الباحث السياسي الليبي من مدينة مصراتة، علي أبو زيد، إلى أن "المنضمين لـ"بادي" من مصراتة مجرد مجموعات وليست قوات رسمية منظمة، وأنها لن تغير في موازين القوة بشكل كبير، وإن كان دخولها سيطيل أمد الاشتباكات".

 

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "المجتمع الدولي يدرك جيدا أن القوى السياسية في مصراتة على اختلاف توجهاتها ترفض ما يحدث في طرابلس، وتدعم اتفاق وقف إطلاق النار وتفعيل الترتيبات الأمنية، وأغلب القيادات العسكرية في مصراتة رافضة لما يحدث في طرابلس"، حسب كلامه.

 

"المداخلة" على خط الاشتباكات

 

وتابع أبو زيد من داخل مصراتة: "أغلب قيادات المدينة وسياسيوها يعتبرون من يتحرّك باتجاه العاصمة لا يمثل إلا نفسه، ويجب التركيز على التحركات من قبل "مليشيات" محسوبة على التيار السلفي "المدخلي" بدأت بالوصول سرّا لطرابلس، وهذا بدوره سيزيد من حدة الصراع وارتفاع وتيرة العنف"، كما صرح.

 

وقال الإعلامي الليبي، أيمن خنفر، إن "مدينة مصراتة ترى في نفسها قوة ضاربة ومهمة في الغرب الليبي، وطرابلس ساحة مهمة للصراعات السياسية، وبخروج المدينة في الفترة الماضية من العاصمة، أصبحت نسبتها في الاعتمادات المالية أقل، والآن الحصة معدومة، لذا يريدون العودة وأخذ مكانهم هناك"، وفق رأيه.

 

وبخصوص دخول المدينة على خط اشتباكات العاصمة، قال خنفر لـ"عربي21": "بالتأكيد ستتغير كفة القوة، وستزيد التحالفات، فسنجد من سيتحالف مع "ثوار طرابلس" من مدن أخرى لصد قوات "مصراتة"، أما فيما يخص المجتمع الدولي، فهو سيكتفي بالشجب والاستنكار"، كما رأى.

التعليقات (0)