سياسة عربية

قوة "ملثمة" تظهر في طرابلس الليبية.. ما هويتها وأهدافها؟

وقف اشتباكات طرابلس رهين بوجود رادع قوي من مجلس الأمن- موقع قوة الردع/ أرشيفية
وقف اشتباكات طرابلس رهين بوجود رادع قوي من مجلس الأمن- موقع قوة الردع/ أرشيفية

ظهرت مجموعة ملثمة في العاصمة طرابلس بشكل مفاجئ، مهددة بطرد "المليشيات" من هناك، وسط تساؤلات عن سر هذا الظهور وتبعية هذه المجموعة وعلاقة تيار "المداخلة" بها.


وفي بيان متلفز، ظهرت مجموعة مسلحة "ملثمة" أطلقت على نفسها اسم "قوة حماية طرابلس"، معلنة عن عملية عسكرية جديدة تحت اسم عملية "بدر" لطرد من وصفتهم بـ"المجرمين والخوارج المارقين" من العاصمة طرابلس، دون تحديد طبيعة هذه "المليشيات".


من هؤلاء؟


وأكدت هذه المجموعات عدم تهاونها مع أحد من المسلحين في طرابلس، مطالبة من وصفتهم بـ"المجرمين" بالانسحاب فورا أو الاعتقال، مشيرة إلى أن "ظهورها وإطلاق عملية "بدر" جاء ردا على خرق الهدنة من بعض "المليشيات"، دون تحديدها"، وفق البيان.


من جهتها، أعلنت قوة الردع والتدخل المشتركة، محور أبوسليم الكبرى (تتبع حكومة الوفاق)، تبنيها لعملية "بدر"، مؤكدة أن "العملية أسفرت في تحركاتها الأولى عن انهيار تام وهروب كبير لمن وصفتهم بـ"العصابات المعتدية على العاصمة".


وتوقع بعض المراقبين أنه "من خلال لغة البيان وتهديداته وظهور المتحدثين كلهم "ملثمين"، أن يكون هؤلاء تابعين لتيار "المداخلة"، خاصة أنهم استعملوا مصطلحات "دينية" معروفة لدى هذا التيار، مثل "الخوارج" وغيرها، لكن آخرين رأوا أنهم "ميليشيا" جديدة وحسب.

 

اقرأ أيضا : الرئاسي الليبي يستنجد بالمجتمع الدولي لوقف اشتباكات طرابلس

أين الحكومة؟

 
ولم يصدر أي توضيح حتى الآن من حكومة الوفاق الليبية يؤكد تبعية هذه المجموعات التي تبنتها قوات الردع التابعة لوزارة الداخلية هناك، أو يتبرأ منها ومن تهديداتها.


وطرح ظهور هذه المجموعة "الملثمة" وصمت الحكومة تساؤلات عدة، لا سيما عن هويتها، ومن يدعمها؟ وما تداعيات ظهورها على توسع اشتباكات "طرابلس" أكثر؟


"تحالف متنوع"


من جانبه، قال الصحفي من طرابلس، محمد علي إن "قوة عملية "بدر" الجديدة هم تحالف من كتائب طرابلس وتشمل "مقاتلين" من كافة التيارات ولا يمكن أن نحسبها على تيار بعينه، وإخفاء وجوهم ليس بجديد، فأغلب التشكيلات المسلحة وخاصة من لها عداوات ولها دور في المشهد الراهن تتحفظ على أن يظهر مقاتليها".


وأكد في تصريحات لـ"عربي21" أن "وقف اشتباكات طرابلس رهين بوجود رادع قوي من قبل مجلس الأمن وأن يقوم هذا المجلس بالتزاماته في حماية المدنيين وتوفير الأمن والسلام لهم، وكذلك دعم قوات فض النزاع وأن يلتزم المجلس الرئاسي بإعلان أوامر التقدم وإضفاء البعثة الأممية شرعية لهذه الخطوة"، حسب رأيه.

 

اقرأ أيضا :  غوتيريش يعرب عن جزعه الشديد من خرق وقف النار بطرابلس


"تنظيم مسلح للمداخلة"


لكن الناشط السياسي الليبي، محمد خليل، أوضح أن "هذه القوة هي الجسم الجامع لكل المنتسبين للتيار "المدخلي" في غرب البلاد، وهم النسخة المغايرة لتنظيم الدولة الذي يستعمل في المصطلحات الدينية لأغراضه الشخصية ومصالحه "الدنيئة" وهم كذلك"، حسب تعبيره.


وبخصوص ظهورهم "ملثمين"، أشار إلى أن "سبب ذلك أنهم لا يتبعون للجيش ولا للشرطة بل هم مجموعات "أيدلوجية" متطرفة دخلوا الحرب من أجل الحفاظ على مكاسبهم في السيطرة على المال والمؤسسات الحيوية في طرابلس التي لن تتوقف الاشتباكات فيها إلا بإرادة دولية حقيقية"، كما قال.


"قوة دولية"


ورأى الإعلامي من الشرق الليبي، أيمن خنفر أن "هذه المجموعات المسلحة التي ظهرت في "فيديو" تعلن عن نفسها وقوتها، هي قوة مشكلة من كتائب ثوار طرابلس وثوار مدينة الزاوية وبعض من كتائب الجبل الغربي منها الزنتان والأمازيغ، والدليل بعض الفيديوهات والصور التي نقلت عن الاشتباكات".


وأضاف في تصريحاته لـ"عربي21" أنه "لا يمكن إيقاف ما يحدث في طرابلس أو ردع أي مجموعات مسلحة هناك إلا عن طريق وجود إرادة وقوة دولية جادة تتخذ خطوات عملية وحقيقية"، حسب تقديره.

 

 

 

التعليقات (0)